في جلسة قات غامرة، تأثرت بحديث أحد قيادات الاتصالات من العيار الثقيل عن شركة يمن موبايل العملاقة،.. فكنت استمع لحديثه ولعابي يسيل أكثر وأكثر لثمارها التي سأجنيها إن قمت بشراء أسهم من يمن موبايل.. غرقت في أحلامي حينها، أضرب أخماس بأسداس، فقد كان لحديث هذا الرجل وقعاً عظيماً في نفسي مثل وقع النتيجة الفلكية لمهدي أمين (كتاب طوالع الملوك).. ومرت الأيام ثقيلة، وصار الانتظار أليم، والترقب- لإعلان نتائج أرباح شركة يمن موبايل المساهمة- رهيب، حتى انتابني الإحباط، وساورني هاجس يقول: "(ضاعت فلوسك يا صابر)!! عندما حدثني هذا الرجل ذهبت إلى البيت في الحال، ورفعت المخدة وأخذت ما كان تحتها.. وقشعت البلاط أيضاً، وجمعت بعض الجنيهات التي كانت "محوشة" لدى العائلة لأيام الشدائد، وبعت كل شيء بثمن بخس لاستبق الريح قبل أن يرتد طرف شخص آخر ممن كان يسمع الحديث مثلي فيسبقني إلى هذا الكنز...! غامرت كبصير لا يدري أين المسير.. حتى بدأت تتكشف الغمائم، ويتجلى لي بأنه تم تشكيل مجلس إدارة ليمن موبايل، وصعد إلى عضويته مندوب عن "المغرر بهم"، وتربع كرسيه كبقية الأعضاء من "الذين آمنوا وعملوا الصالحات"، فاستحقوا أن يكونوا في قائمة "المبشرين"- كما لو كان "عكاشة"..! وقد أفادنا– نحن المساهمين- باعتماد خمسة آلاف دولار شهري كحافز أو معاش أو غير ذلك له مقابل أتعابه، أو مشاركته بعضوية يمن موبايل، فمثله مثل غيره من أعضاء المجلس.. من غير الأجهزة الأخرى الرخيصة التي يصل ثمن الجهاز منها ما يقارب الألف دولار أمريكي، والأرقام الذهبية التي توزع كهدايا ويتم إعفاء أصحابها وأسرهم من قيمة الاتصالات، ناهيكم عن المواد الدعائية، ونسب "الكميشنات"- العمولات الخاصة بالمناقصات من محطات يمن موبايل، وكروت خدمات الاتصالات وغيرها...وكذا السفريات إلى بعض الدول للاستفادة من تجاربهم، وهلم جرا!!! يبدو أن الحظوظ عملت عملها.. الدنيا أرزاق.. إذ أن "العاملين عليها" قد استفادوا بإنشاء شركة مهتمة بالحج والعمرة، وأراضي وعقارات، وأرصدة، وشراء أرضية بمبلغ (49) مليون ريال في منطقة حدة- الله يفتح عليه.. يستاهل تعب كثيراً في الشركة!! وأخيراً جاء البشير معلناً أن نسبة أرباح يمن موبايل (19%)!! فقبضت بيدي على صدري خوفاً من شيء ربما يحدث، وأمسكت نفسي، ورضيت بما قدر الله، وعملت بالمثل القائل: (بين أخوتك مخطي ولا وحدك مصيب)!!