لو انه عرف ما يرتكب باسم دينه من جرائم في حق المسلمين الذين لا همّ لهم سوى البحث عن لقمة العيش التي عزّت في بلادنا كما عزّ الأمان في بلد الإيمان ! لم يفهموا رسالته وهو القائل: "إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها ". لو إن الله أراد أن يفني الكون في لحظة لفعل (جل جلاله)، لا يعجزه الظالمون، ولكنها إرادته أن تبقى الحياة ويبقى الظالم والمظلوم حتى يمتحننا ببعضنا فيستحق كل منا مكانه الأخروي، فكيف حوّل هؤلاء الإسلام إلى دين (إعدام)!! بل إن الله لم يفرض إلا قتال من يهدد الحياة، لماذا لم يأمر رسول الله– صلى الله عليه وآله– أتباعه بقتل أو اغتيال أبو جهل وكفار قريش، وقد استماتوا في سبيل وأد هذا الدين قبل أن يولد؟ بوعي أو بدون وعي، يشكل هؤلاء جزء من حرب على هذا الدين ولكن من داخل عباءته. أين هم من حسن الخلق، وصلة الرحم، والإحسان إلى الجار، والدعوة إلى دين الله بالحسنى، ومساعدة المظلوم، ومحاربة الفقر!؟ كل هذه المعاني لا تمثل أولوية بالنسبة إليهم، بل يبدو أن اغتيال الآمنين صار شهوة، ومتعة يتقربون بها إلى الله زلفى. ألم يشّدد رسولنا– صلى الله عليه وآله– وهو يودع الدنيا إلى بارئه في خطبة الوداع قائلاً: "ألا إن دم المسلم وعرضه وماله على المسلم حرام، كحرمة يومكم هذا، وكحرمة شهركم هذا"، أو كما قال– صلى الله عليه وآله. ثم شدّد من جديد "ألا هل بلغت، اللهم فاشهد". أليس "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"؟ لو افترضنا في بعضهم حسن النية فهم ضحايا وأدوات لأفكار منحرفة عن الفطرة السليمة، وينطبق عليهم صفة "عدو نفسه". فهنيئاً لهم براءة اختراع لدين فيه "أبو جهل" يرتدي عباءة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم!!