نفذ عشرات الناشطين في منظمات المجتمع المدني، وأكاديميين جامعيين صباح اليوم الأحد اعتصاماً أمام مبنى محافظة شبوة، احتجاجاً على إقالة الدكتور ناصر سعيد العيشي- عميد كلية التربية شبوة- من منصبه. وقدم المشاركون في الاعتصام- الذي دعت اليه منظمة نسكو لمناهضة الفساد- مذكرة استنكار تعد الأولى من نوعها في تاريخ اليمن، حيث تمت كتابتها على ورق سميك بطول مترين وعرض متر، وتم تقديمها لمحافظ شبوة الدكتور علي حسن الأحمدي، كتعبير عن حجم الاستياء الذي نجم عن إقالة الدكتور العيشي، والذي وصفه المحامي فيصل الخليفي- رئيس المنظمة- ل"نبأ نيوز" بانه "قرار تعسفي لا يخدم عملية الاصلاح التعليمي في الكلية التي قام بها الدكتور العيشي- عميد الكلية- ولا تخدم سوى الفاسدين والمتنفذين، وبعيد كل البعد عن انظمة ولوائح العمل الجامعي". وطالبت المذكرة ب"إلغاء القرار حفاظاً عى مستقبل أبناء المحافظة، وبما لا يعكر الامن والسلم الاجتماعيين". وأوضح الخليفي: أنه "كان مقرراً إقامة مسيرة حشدت لها المنظمة، إلا انها أرجأت ذلك حتى يتم الرد من قبل المحافظ"، مؤكداً: "أن أسوأ أنواع الفساد هو الفساد الذي يطول التعليم الجامعي، لأنه ينعكس سلباً على الأجيال، وأن القرار الذي تم اتخاذه لم يكن إلاّ تلبية لمطالب الفاسدين وليس شيء آخر". من جهته، قال الدكتور ناصر سعيد العيشي ل"نبأ نيوز": أن القرار الذي تم اتخاذه بحقه "مبنياً على عداوات شخصية، ولا علاقة له بالمصلحة العامة على الاطلاق، كما لم يصدر بموافقة معالي وزير التعليم العالي الدكتور صالح باصرة،وإنما أصدره الدكتور عبد العزيز صالح بن حبتور رئيس جامعة عدن". وأشار إلى أن القرار "لم يأت لمحاربة فساد، أو وفق حيثيات قانونية"، نافياً أيضاً أن يكون القرار مبنياً على خلفيات سياسية ذات علاقة بأحداث المحافظات الجنوبية، ومؤكداً أن هناك من يقف في طريق أي اصلاحات، ويضايقه أي نشاط متميز يبادر به من تناط بهم أمانة المسئولية.. معرباً عن ثقته العالية بحكمة معالي وزير التعليم العالي في التصرف في مثل هذه الظروف. هذا وأكدت منظمة نسكو أنها ستواصل الاعتصامات بصورة يومية حتى يتم البت بقضية إقالة الدكتور ناصر العيشي، وإعادته لمركزه الوظيفي الذي أثبت جدارة عالية فيه، ليس بشهادة المنظمة وإنما بشهادة جميع أبناء شبوة، وخاصة مثقفيها وكوادرها العلمية.