هذا تحذير أطلقه علماء الأنواء الجوية من مخاطر حدوث فيضانات واسعة، قد تهدد مصير جميع المناطق الساحلية على وجه الكرة الأرضية. فذوبان ثلوج القطب الجليدي بصورة مستمرة يشكل احد هذه المؤشرات التي يستند إليها العلماء في تفسير نظريتهم هذه، حيث تتحول كميات كبيرة من هذه الثلوج يوميا إلى آلاف المكعبات المائية المنهمرة، التي تتوزع وتجري في اتجاهات مختلفة. فعلى سبيل المثال، رصدت المحطة القطبية الروسية «فوستوك» في بداية العام الحالي احد المظاهر الجديدة والنادرة، حيث راقبت تحرك جبل جليدي بسرعة 24 مترا في الثانية، وفي ظروف ارتفاع حرارة الجو في منطقة القطب إلى 24 درجة مئوية. وفي رأي علماء الارصاد، فإن مثل هذا الحدث قد تم بشيء من التماثل في النصف الثاني من القرن العشرين فقط، حيث ارتفع معدل الحرارة السنوي للجو بنحو 2.5 في المائة، وهو ما زال يتجه الى المزيد من الارتفاع. وفي اطار هذا الارتفاع الحراري للأرض، فإن من المحتمل أيضا ان يفقد القطب الجنوبي احتياطاته كافة من الكتل الثلجية. ويعتبر العلماء ذلك بمنزلة الخطر الجدي الذي من أبرز مظاهره ان يتعرض العالم لكوارث طبيعية كبيرة، فإذا ذابت جميع الكتل الثلجية، فإن ذلك سيؤدي في الوقت نفسه إلى ارتفاع عمق مياه المحيطات والبحور بنسبة 5 أمتار اضافية. وقد أشار علماء من جامعة تورينتو في كندا إلى ان التقديرات السابقة، التي جرى الحديث عنها وتتعلق بحدوث فيضانات في أميركا وجنوب شرق آسيا، لم تكن مبنية على نحو دقيق على احصاءات علمية مضبوطة. وحسب هؤلاء العلماء، الذين نشروا خلاصاتهم العلمية في مجلة «Science»، فإن الذوبان الحالي من الممكن ان ينتهي بحدوث أمواج مائية تتحرك ضمن عوامل الجاذبية الأرضية، وتتجه بصورة تدريجية نحو الشمال. وان المناطق، التي قد تتحرر من وجود التلال الثلجية، ستتحرك ايضا حسب عامل الضغط الجوي الى نحو 100 متر، مكونة بذلك موجة مائية جديدة. طبعا هذه المتغيرات قد تقود إلى إعادة توزيع المساحات اليابسة على وجه الكرة الأرضية. وقد يبلغ طول الموجة المائية المتكونة من ذوبان الجليد نحو 500 متر. ويؤكد العلماء أن حكومات البلدان المطلة على سواحل المحيطين الأطلسي والهندي يجب ان تطلع على هذه التوقعات الخطيرة. ان معدل تقديرات العلماء لارتفاع حجم المياه في بحار الأرض قد يصل إلى 7 أمتار تقريبا، ويعني ذلك ان مدينة نيويورك ومدنا كبيرة أخرى قد تختفي من الوجود وتغرق في المياه، أو أن يؤدي ذلك إلى نتائج كارثية غير متوقعة شاهدنا بعض صورها في فيلم «اليوم الآخر». عن: القبس