في فرنسا يحاكمون جاك شيراك وهو رئيس سابق للدولة على خلفية قضايا فساد وتلاعب بالأموال العامة أثناء فترة حكمه كعمدة لباريس في الفترة ما بين 1977الى 1995م.. ورغم شعبية جاك شيراك وحب الفرنسيين له إلاّ أنهم يؤيدون محاكمته لأنهم يرون أن لا أحد فوق القانون، لأنهم شعوب تحترم قوانينها ودساتيرها ولا ترضى أن يأتي من يتجاوزها لأهمية ذلك في ضمان حياة سليمة خالية من العلل والعاهات.. حقيقة أحترمهم لأنهم يحترمون قوانينهم ويسري مفعولها على الجميع سواسية كأسنان المشط لأنهم يحترمون ماضيهم ويقدمون لحاضرهم الدرس الأمثل في عدم تجاوز القوانين لبناء مستقبل قوي. أعتقد أنكم تتفقون معي في فشلنا الذريع في احترام القوانين وفشلنا الأشد ذرعا في محاربة الفساد رغم أن لدينا هيئة خاصة لمكافحته لكنها دون جدوى. فرغم مرور سنوات على تكوين هذه الهيئة لم نسمع عن مثول رموز الفساد إلى المحاكم ومحاسبتها عن حق الدولة العام رغم التصريحات الواضحة والصريحة لهذه الهيئة عن وجود هؤلاء، ورغم البلاغات والتصريحات والتحقيقات الصريحة الموجهة لهذه الهيئة في الصحف وغيرها للعديد من الأوجه لاختراق القانون وتجاوزه لحساب مصالح شخصية وأطماع فردية.
ولكن- ايضاً- لن نستطيع أن نحمل هيئة مكافحة الفساد المسئولية الكاملة، فالمواطن مسئول عن تطبيق القانون واحترامه ولن نرى مسئول يقف في محاكمة لمحاكمته على فساده إلا اذا طبق المواطن القانون وأحترمه، وقبل كل شئ اذا فهم المواطن القانون جيداً.
فما يجعل المواطن يتجاوزه هو أميته بمفردات القانون لذا على جميع المرافق الحكومية أن تسعى لمحاربة أمية القانون والأعراف الخاصة بها بين موظفيها.. أعتقد أن ذلك سيساعد كثيرا في السعي نحو مجتمع يصر على تطبيق القانون حتى على نفسه، لذا أتمنى أن توفر هذه الجهات كتيبات توضح قوانينها، جزاءاتها، عقابها، حدود اختصاصاتها.. وغير ذلك. ألن يساعد ذلك كثيراً في الحد من خروقات القوانين وبالتالي في وجود مجتمع يمجد القانون ويطبقه ويسعى للوقوف أمام كل من يخترقه..!؟
وحتى ذلك الحين، تحية إجلال لشعوب تحترم قوانينها ولا تسعى للتحايل عليها.. رغم أنني ضد هذه الدولة- فرنسا- خاصة في بعض سياساتها ومنها محاربة المحجبات ومحاولة الإضرار بسمعة طيراننا اليمني، إلا أن الحق يقال..