منذ بداية الحرب السادسة على عصابة الحوثى الإرهابية، ومع بدايات التصعيد العسكرى مع كل من القاعدة والإنفصاليين، نجد أن اللقاء المشترك يحمل السلطة ظهور هذه المشاكل، ولا تخلو وثيقة من وثائقه الوطنية الا ويقولها صراحة أن الفساد (ويعنى به السلطة طبعا) هى سبب كل مشاكل اليمن بما فيها المشاكل الاخيرة، ويطرح اللقاء المشترك بين قواعدة وفى صحفه وفى الفضائيات "أن الحل هو فى ذهاب الرئيس وترك الحكم"، لانه (المشترك) يعتبر علاج غير هذا إنما هو علاج للعرض وليس للمرض. إذا فاللقاء المشترك يلخص تشخيصه للمرض بالفساد والذى لا ينكره أحد، وحقيقة الأمر ان هذا التشخيص اجمع عليه كل الأطباء، فاليمن ككثير من الدول لا تخلو من الفساد، لكن ما سأناقشه هنا هو الرشدة (الروشيته) السحرية فى نظر المشترك والتى وصفها "وهى رحيل الرئيس" لحل كل هذه المشاكل. فهل هذه الروشته فعلا ستقضى على مشاكل اليمن الراهنة؟ مرض السكري هو مرض مزمن ويحتاج الى علاج طويل وتعايش مع المرض. أحيانا يصاب مريض السكري بأشياء طارئة يجب معالجتها بشكل طارىء، مثل الغرغرينة. صحيح ان الغرغرينة فى الرجل قد تحدث نتيجة لوجود مرض السكري، لكنه لا بد من قطع الرجل المصابة. وكذلك لو حصل جلطة فى الدماغ نتيجة لمرض السكري فيجب التدخل لعلاج الجلطة ولا اقعد ماسك يدى على خدى وأقول السبب السكري، صحيح أنه لايجب ترك مرض السكرى بلا علاج ولا بد من اخذ انسولين، لكن هذا لا يعنى أن أقعد انتظر حتى يشفى المريض من علاج السكر ثم أبدأ بعلاج الغرغرينة او قطع الرجل. نفس الشىء نسقطه على حال اليمن المريض بالسكر. هذا المريض بالسكر (اليمن) اصابته غرغرينة (الحوثى) فلا بد من قطع هذه الرجل المصابة كى لا يموت الجسد ولا ننتظر شفاء مرض السكرى. وكذلك اصاب اليمن جلطة فى الدماغ (الحراك الإنفصالى) الذى يهدد بكارثة تقضى على اليمن. فلا يجب أنتظار شفاء مرض السكري وبعدها علاج الجلطة. ونفس الشىء ينطبق على القاعدة (جلطة القلب) تهدد حياة اليمن، فلا يجب أن ابقى اليمن خارج العناية المركزة ريثما يشفى من مرض السكري. وما اريد قوله أن مشكلة اليمن (السكرى) هى مشكلة مزمنة وتحتاج علاج طويل وبهدؤ، أما مشاكل الحراك والحوثى والقاعدة فهى مسببات وفاة، سواء نتجت عن هذا السكرى أو بدونه، لذلك فلها أولوية بالعلاج. حتى فى الإسلام هناك فقه الاولويات. ما ينادى به اللقاء المشترك (ولا يزعل أحد منى فأنا أكره التوريات، لكى نسمى الاشياء بمسمياتها) هو اولا علاج مريض السكرى قبل علاج جلطة القلب والمخ وقطع الغرغرينة، بحجة أن السكري هو السبب متسببين فى هلاك المريض (اليمن) مما طرأ عليه. حيث لافائدة من علاج السكر فى واحد ميت. إذا فالنقطة الأولى تقول معرفة المرض لا تعنى أنك عالجت المرض، ولا يعنى أنك تصرفت بطريقة صحيحة. أما النقطة الثانية: هناك فساد بإعتراف الجميع وهذا ما يهم الشعب، ولننظر هل برحيل الرئيس سيرحل الفساد؟ وهل برحيل الرئيس ستحل مشاكل صعدة والقاعدة والحراك؟؟؟؟؟ يقول صاحبنا جازع الطريق لو ذهب الرئيس فإن المشاكل كلها ستنتهى. وسوف نرى منطقية هذا الطرح من عدمه. 1- هل سيذهب الحوثى إذا رحل الرئيس (الفاسد كما يقول بعضهم)؟ هذا السؤال له إجابتين كما هو عادة السؤال بهل. هذه الإجابتين هما إما نعم وإما لا. من يقول نعم وكأنه يقول أن الحوثى قام لمحاربة الفساد والظلم ولذلك فهو بطل ووطنى وشجاع فى نظر هؤلاء. لذلك فيجب تأييده لأن مطالبه عادلة فهو يريد القضاء على الفساد الذى هو مطلب اليمن وينادى به اللقاء المشترك. وبهذا تكون المصلحة بين الحوثيين واللقاء المشترك واحدة وهى القضاء على الفساد. لكن هل فعلا نادى او ينادى الحوثى بمحاربة الفساد ورفع الظلم عن اليمنيين؟ ساقول لمن قال نعم أنه لا يقرأ ولا يسمع الأخبار ولا يفهم ما يقال لأن الحوثى لا ولم يقل يوما حتى بتصريح واحد أنه ضد الحكومة وضد الرئيس وضد الفساد. بمعنى اخر فقضية الحوثى ليس الفساد ومحاربة الفساد، لأن الحوثى يعيش أصلا على الفساد ووجود الفساد فى أجهزة الدولة. فكيف من يعيش على الفساد يحارب الفساد. لكن صديقى جازع الطريق كان لى بالمرصاد وقال نحن لا نعلم الى الأن ما هى مطالب الحوثى. وهنا أقاطعه فكيف تدعمون شخصا لا تدركون خقيقة ما يريد!!!!!. أى أن اللقاء المشترك دائما يقول نحن لا نعرف (لكن أنا والغالبية من اليمنيين اصبحنا نعرف) لماذا يتحاربون. فكيف يا مشترك تدعم ناس لا تعرف مطالبهم. أما من يقول بالنفى حيث أن الحوثى لم يقم لمحاربة الفساد، فأقول له: إذا فذهاب الفساد (الرئيس والحكومة) لن يحل مشكلة الحوثى، حيث أن لا علاقة للحوثى بالفساد. فلو إنتهى أحدهما لن يتأثر الاخر. لنقرأ مواقف اللقاء المشترك، فاللقاء المشترك لا يقف مع الدولة وهو ضدها إى يضعف جانب الدولة. كما أن صحفه تتواطأ مع الحوثى بشكل أو باخر (لا يزعل منى أحد ولكن الحقيقة يجب ان تقال)، المشترك ليس محايدا، قد لا يحمل السلاح ولكن سهام الكلمة تطعن من الظهر وما خفى كان أعظم. إذا ذهاب الرئيس قد يفيد الحوثى ويقويه لأنه خصمه. لذلك فمن قال أن مشكلة التمرد الحوثى تحل بذهاب الرئيس هو افاق ومزايد وغبى ولا أقصد احدا بعينه. 2- هناك حربا بين القاعدة و الرئيس (على الأقل هذه الايام)، فهل لو ذهب الرئيس ستترك القاعدة السلاح والإرهاب. هل إرتبط وجود القاعدة فى اى بلد فى العالم بسبب وجود على عبدالله صالح؟. وإذا اضفنا الى هذا أنه ليست اجندة القاعدة القضاء على الرئيس (الفاسد فى نظركم)، بمعنى اخر ليست اجندة القاعدة محاربة الفساد. إذا فلماذا لا تقفون مع الدولة لمحاربة القاعدة، بل لماذا قد يؤيدها بعضكم رغم أن لا علاقة لها بالفساد!!!! بل على العكس، فإن وجود القاعدة وترعرعها يحتاج الى الفساد. فالقاعدة من مصلحتها وجود الفساد. إذا ذهاب الرئيس لن يحل مشكلة القاعدة. بل قد تقوى شوكة القاعدة بذهاب الرئيس لأنه يخوض حربا ضدها، وذهاب خصمها يصب فى مصلحتها. 3- ونأتى الى ثالثة الاثافى الحراك الإنفصالى الذى له أجندة واحدة وهى الإنفصال. بمعنى أن لا مشكلة فى وجود على عبد الله صالح لو وافقهم على الإنفصال أو مقاسمتهم السلطة رغم انف الشعب الذى يذهب الى صناديق الإقتراع. ومن لا يوفقنى فى هذا فالينظر الى شعارات الحراك وتصريح مسؤليه؟؟؟ بل أن قادة الحراك هم نفسهم فاسدين ولم يقوموا لمحاربة الفساد وكثير منهم هم بقايا مجرمى 94 وما قبل 94. فهل ذهاب الرئيس سيسكت الحراك الإنفصالى، وسيصب فى مصلحة الوحدة خاصة هذه الايام مع تزايد المؤامرات الدولية، وكل واحد من زعماء الحراك اخذ سلطنة خاصة به. 4- ونأتى الى المحرك الكبير لكل هؤلاء وهو اللقاء المشترك. وأسأل: هل اللقاء المشترك يريد فعلا محاربة الفساد؟ وهل مشكلة اللقاء المشترك مع الرئيس هى الفساد فقط؟. لنكن صريحين، فالمشترك فى كل لقاءاته وحواراته يقول "الإستئثار بالسلطة وعدم المشاركة فيها والتهميش" وما يقال عن الفساد الا هو شماعة كشماعة إيران فى غزة. أى أن الثلاثى المجرم الحوثى والقاعدة والإنفصاليين ورابعهم (الدلال) اللقاء المشترك لا يوجد معهم مشكلة فى شخص الرئيس (الفاسد) لو اعطى كل واحد من هؤلاء الأربعة ما يريد، فكل منهم لا يهمه الفساد والمواطن بقدر ما يهمه مصالحه الشخصية الذاتية. الطامة الكبرى أن مواقفهم (الاربعة) معلنة ويطلع واحد أزعر يقول أن الحل هو فى ذهاب الرئيس. بعد كل ما ذكرت الخص: 1- القاعدة لا تحارب الفساد ويحارون الرئيس بإسم الشعب. 2- والإنفصاليين ليست أجندتهم الفساد ويحاربون الرئيس باسم الشعب. 3- وكذلك الحوثيين ليست اجندتهم الفساد ويحاربون الرئيس بإسم الشعب. 4- والمشترك ليس اجندته الفساد وعلى وشك حرب مع الرئيس.
أى أن هناك 4 فرق ليست أجندتهم محاربة الفساد الذى يشكو منه كل أفراد الشعب، وهذه الفرق تحارب الرئيس الذى إختاره الشعب. ولو صدق هؤلاء مع الشعب فاليرحموا هذا الشعب ويحترموا خيار الشعب، ف 2011 ليست بعيدة واليرحموا الشعب. إذن فذهاب الرئيس فى هذا الوقت الحرج، وإحلال أحد الفرقاء الأربعة لن يحل مشكلة الشعب (الفساد)، لأنه وكما ناقشنا انفا لم تكن هى الأجندة الاساسية لكل الفرقاء. بل بالعكس فلو ذهب الرئيس خاصة فى هذه الظروف فقد ينفذ هؤلاء الفرقاء أجنداتهم المختلفة، فالقاعدة أجندتها الفوضى والقتل والدمار والتخريب والإرهاب وتجارة المخدرات، والحوثى أجندته مجوسية خالصة لا تمت الى الوطن والمواطن بصلة، والحراك أجندته الإنفصال وتصفية الحسابات بين من كانوا موالين له ومن عاداهم وبيع البلد لمن يدفع أكثر. وخلاصة القول أن وجود الرئيس (الفاسد فى نظر المشترك ومؤيديه)، ارحم من وجود الأجندات الأخرى. وكل عام وأنتم بخير لكن بأجندة تحارب الفساد بعيدة عن الكذب والتضليل والتدليس. .