أطلق وزير العدل الهولندي إيرنست هيرش بالين حملة جديدة ضد سياحة الجنس واستغلال الأطفال. وطالب الوزير من الهولنديين المسافرين أن يكونوا أكثر حذراً، والإبلاغ حتى عن أبناء بلدهم الذين يعتدون على الأطفال جنسياً. ولكن ما المعلومات التي يتوجب عليهم معرفتها. "احذروا، لا تلعبوا دور شرلوك هولمز!"، هكذا يحذر موقع "الوكالة الدولية ضد الاعتداء على الأطفال" ، والتي تدعم حملة التوعية التي تقوم بها وزارة العدل. ويشارك في الحملة اتحاد مكاتب السفر والشرطة العسكرية الملكية. ماذا عليك فعله كسائح؟ تقول الرقيب خريت كوستر من الشرطة العسكرية إنه عليك فقط فتح عينيك وأذنيك. فالرجال بين سن الخمسين والستين والذين تراهم بصحبة أطفال، يعتبرون مثيرين للشبهات. وأيضاً الأطفال الصغار في الحانات: "أبلغ عما تسمعه، وانظر حولك. عندما تذهب إلى الشاطئ أو لتناول الطعام في المطعم وترى رجالاً بين الخمسين والستين من العمر مع أطفال صغار، فهذا أمر مريب. وكذلك في الحانات، حين ترى أطفالاً صغاراً وينتابك شعور داخلي يقول لك: هناك شيء ما غير طبيعي". الإبلاغ لاحقاً مثل هذا الشعور انتاب الدليل السياحي دافيد دو كونينغ من شركة كونينغ آب أيضاً عندما كان على نهر كواي في تايلاند وشاهد سائحاً في قارب للسكن يتوارى عن الأنظار مع طفلة صغيرة: "كنت يوماً في قارب سكن على نهر كواي. في القارب المجاور كان يظهر خيال رجل مع طفلة صغيرة. وكان قد صرّح أنها ابنته. ولكن حسب الأصوات التي سمعتها ليلاً، لم تكن ابنته. فقمت بإبلاغ السلطات على الفور". ذهب دي كونينغ إلى السلطات المحلية، ولكنهم لم يستطيعوا منع الرجل من مواصلة فعلته. تشدد حملة وزارة العدل الجديدة على وجود إمكانية أخرى للقيام بذلك: الإبلاغ لاحقاً في هولندا. لا يعرف الناس كفاية أن ذلك ممكن قانونياً. تقول خريت كوستر: "قد تصادف ذلك الرجل على نفس طائرتك وأنت عائد إلى هولندا. فعليك حينها تسجيل رقم المقعد الذي يجلس فيه، إذا كان بإمكانك الجزم بشكل مؤكد أنه ذلك الشخص. وبعدها، يمكننا طلب اسم الشخص الذي كان يجلس في ذلك المقعد من شركة الطيران". أحكام قليلة حتى الآن تم الحكم على شخصين في هولندا بجريمة الاعتداء على أطفال في الفلبين، وواحد في غامبيا. وهذا الرقم الصغير لا يمكن مقارنته مطلقاً بالعدد الإجمالي للسياح الهولنديين الذين مارسوا الجنس مع قاصرين، حسب نتائج بحث أُجري عام 2002. وهذا الرقم تجاوز ثلاثة آلاف حالة. حتى أن هذه التقديرات قد تكون منخفضة، على حد تعبير خريت كوستر. من يعلم ماذا سيطفو على السطح إذا سارت حملة التوعية بشكل جيد وقام السياح بالإبلاغ فعلاً عن كل ما سمعوه ورأوه. "فهولندا اليوم واحدة من الدول التي تعاني مشكلة في هذا الخصوص، للأسف". هناك تسهيل قدر الإمكان للإبلاغ عن مثل هذه الحالات. فاعتباراً من هذا الأسبوع ينطلق موقع "أبلغْ عن سياحة الجنس مع الأطفال" الذي يحيلك إلى "الخط الساخن لصور الأطفال الإباحية على الإنترنت" المعروف. ويمكن أيضاً الاتصال ب "خط الإبلاغ عن جريمة دون ذكر الاسم" على الرقم 7000-0800. ويبدو أن مثل هذه الخطوط الساخنة تأتي بنتائج مفاجئة. فقد أدى "خط الإبلاغ عن جريمة دون ذكر الاسم" العام المنصرم إلى ألف حالة اعتقال، وحل أكثر من 800 قضية. وعدد البلاغات عن طريق الانترنت لحالات الاعتداء على الأطفال ناهز حالياً الألف حالة في العام. ومع هذا لا يريد الرقيب خيرت كوستر التفاؤل بشكل مبكر. لأن الاتهام دون ذكر الاسم ليس له ثقل كبير، خاصة في حالة ما لم يتم تأكيدها من قبل مسافرين آخرين. ولكنها البداية