أعلن نادي دي غيليتا في مدينة فيرونا الإيطالية أنه تلقي حتي الآن خمسين ألف رسالة بعث بها عشاق الي جوليت، الفتاة التي هام بها روميو. وأنشأ النادي عشاق جوليت، بطلة مسرحية روميو وجوليت الشهيرة لشكسبير، التي تدور أحداثها في مدينة فيرونا الإيطالية. وقال إتوري سوليماني، الذي عينته بلدية المدينة في أواخر الأربعينات حارساً لقبر جوليت، أن النادي المذكور كان قد تأسس بعد ظهور فيلم روميو وجوليت عام 1937، حيث يحرص المتطوعون في النادي، منذ ذلك التاريخ، علي الرد علي جميع الرسائل التي تصل الي جوليت وبمختلف اللغات. وأضاف سوليماني قائلاً أن معظم الرسائل التي تردهم هي رسائل عشق بريئة وطريفة في أكثر الأحيان، وأنها غالبا ما تبدأ بعبارة عزيزتي جوليت.. أنت أملي الأخير.. الفتاة التي أحببتها أكثر من أي شيء في حياتي تركتني. ومن بين تلك الرسائل، قال سوليماني، رسالة بعث بها طفل يدعي ريكاردو يبلغ من العمر عشر سنوات يشكو لجوليت فقدانه أثر فتاة تبلغ من العمر (14 عاماً) كان قد هام بها ويسأل جوليت إن كانت تستطيع أن تدله علي مكانها. وفي رسالة أخري لعاشق من استراليا قال رجل أنه متزوج منذ ثلاثين عاماً وأنه لم يعرف أية فتاة بعد زواجه سوي زوجته وأن الحب الذي جمعهما منذ يوم زواجهماً مازال متقداً وبذات العنفوان الذي كان عليه قبل ثلاثين عاماً. ويجيب احد المتطوعين علي رسالة أخري تشكو فيها أحدي الفتيات إلي جوليت زوجها الذي هجرها ولم تعد تطيق الحياة من دونة ناصحاً إياها بالصبر. وعن سبل تأمين نفقات النادي، يقول سوليماني أن البلدية توفر لهم أجور القرطاسية والطوابع البريدية اللازمة، بينما يقوم متطوعون بترجمة الرسائل والرد عليها إذا اقتضي الأمر، ومن بينهم صاحب مطعم صيني مجاور للنادي كان قد تكفل بترجمة الرسائل الواردة باللغة الصينية. ويذكر أن داراً في مدينة فيرونا يؤمه العشرات من العشاق سنويا يعلقون علي جدرانه رسائل وأمنيات موجهة الي جوليت أو إلي من يعشقون. كما يقف العشاق ساعات يتأملون في الشرفة التي كانت جوليت غالبا ما تطل منها لتناجي روميو. غير أن الأدباء يقولون أن كلمة "شرفة" لم ترد علي الإطلاق في مسرحية روميو وجوليت. ويقول مسؤول في مكتب بريد المدينة أن مئات الرسائل التي تصل اسبوعيا الي جوليت لا تحمل أي عنوان بل غالبا ما يكتفي مرسلوها بكتابة أسم جوليت علي ظهر الرسالة مع تدوين اسم مدينة فيرونا فقط. وأضاف نحن نعلم تماما وجهة هذه الرسالة إذ نبعث بها مباشرة الي نادي دي غيليتا.