الرؤية العقيمة دائما لن تلد لنا الا الازمات والماسي خاصة ونحن نقرأ الواقع من منطلق ضيق ومحدود اضف الى ذلك تشبع القرارت المصيرية بالارتجالية ناهيك عن الانفراديه. عندما يعجز شخص ما عن اتقان عمله يجد طريقين امامه: الاول وهو ما يجب ان يسلكه، يسال نفسه ويراجع حساباته ويضع السؤال لنفسه لماذا عجزت عن اتمام عملي بالشكل المطلوب؟ ولماذا اخفقت في تسير شوؤني؟ ويظل يحاسب نفسه ويسال حتى يجد الحل، وسيجد الحل لا محاله. اما الطريق الاخر وهو الطريق الذي سلكه كثير ممن صنعوا ماسيهم بأيديهم ومأساة غيرهم حين القوا باللوم على الاخر وعلى الزمن وانهم ليسوا بمحظوظين مطلقا. هولاء وامثالهم ممن يعتقدون ان الحياة تُسيّر- بضم التاء-بالبركة وانه بالامكان ان نعيش وان نتعايش بما تقدمه لنا الطبيعه وايدي المحسنيين، فقد اخطاووا. ما يجعلني اسرد هذة الرؤيه ان ثمة من يلقي اللوم على القنوات الاعلامية التي تمارس عملها باستقلالية وهذه وجهة نظري، ويريدون من هذه القنوات ان تقدم ما يكتبونه وان تحجب ما يأمرون بحجبه ومع ذلك نسميها قنوات مستقلة. والذي ادهشني وانا اقرأ انتقادات حول قناة الجزيرة مثلا كيف ان المنتقدين ربطوا بين القناة والدولة- اعني دولة قطر- وانها اذا كانت قناة مستقلة فلماذا لا تنقل ما يحدث في قطر بنفس الكيفية التي تصور اوضاع اليمن..!؟ من المفترض ككتاب وصحفيين انه ليس بالضرورة ان تكون قطر اوغيرها من الدول ديمقراطية، وانها تتمتع بحرية الراي والصحافة، هذا الشى لا يعنينا، ما يعنينا هو وضعنا الداخلي فقط هل هناك حرية مطلقة في الجمهورية اليمنية ام لا والحرية لا يمكن ان تقيد بشروط او نقرأ لها كتلوج عند شرائها. الحرية هي السماء.. هي بسعة السماء واكبر اكبر.. اذا كانت قناة الجزيرة تريد ان تنقل واقع، وهي بالطبع غير مسئولة عن صناعته ثم نجوز لها ما يجب ان تختارة وما لا يجب ان تختاره، اعتقد ان علينا النظر في حرية الكلمة وعذرية الحرف.. قد يعيش من يألف الماساة دون ان يفكر بتغيير ماساته، ولكن عندما ياتي شخص يذكره بانه في ماساة وان حاله من المفترض ان يكون غير ذلك من الممكن جدا ان تكون الكلمة والحرف اقوى من قصف الطائرات واهدى الى الطريق الحق لانه يخاطب الاحساس، المشاعر، الوجدان. ان اليمن قد تبنت الحرية شعارا وجعلت من مباديء الديمقراطية شموعا تستضئ به فليس من حقنا ونحن نملك كل هذا الزخم في دستور اليمن ان نتجاهله. اذا كانت قناة الجزيرة او غيرها من القنوات تدعو الى الانفصال او تسوغ لفكرة مذهبية او تغض الطرف عن انتهاكات بحق الشعب عندها تصبح طرفا معاديا وغير مرغوب به. اما لان بعض الدول قد تبنت اغلاق مكاتب الجزيرة ونحن نريد المسايرة على حساب السيادة السياسية الداخلية وعلى حساب الحريات فانها أزمة تضاف الى ملف الازمات اليمنية. على اليمن ان تقرأ بواقعية اكثر انها ليس لها القدرة حاليا ان تصنف ضمن تكتلات وتحالفات سياسية او اقتصادية. من مصلحة اليمن ان تفتح كلا جناحيها للمعسكريين الشرقي والغربي وان لا تخطئ بان تومئ ولو باشارة انها تميل الى ذاك دون ذاك.. وليحفظ الله اليمن واهل اليمن.. [email protected]