الوحدة اليمنة خيار شعب وامة ناضل من اجلها الكثير من ابناء الشعب وليس الحكام، ربما ان الحكام نزلوا لارادة الشعب في 22 مايو عام 1990م فاعادو الحق لاصحابه- اي الشعب. وقد حاول البعض استثمارها لعله يصعد من خلالها، وحاول البعض المتاجرة بها والتهديد والتلويح بقتلها لانها لم تات بفوائد مناطقية لهم وبدأت تهددهم واحداً تلو الاخر.. فبدى الشيخ مرعوب من قطار الوحدة، وبدى العميد والعقيد يرتعب من صبرها عليه ان كف عن الفساد، وبدات المناطق التي تربعت على جثث الاف المواطنين لتحكم جنوباً تشعر بضياعها وسط زحمة الوحدة جنوباً، وبدات مناطق مشابهة شمالا تضج من مضاجعها وهي تفقد زمام المبادرة والتقسيم الفلكي بحقيتها في الحكم.
هذا كله لن يوقف قطار الشعب، فمن اراد الصعود ليس له اي خيار غير ان يمسك بقطار الوحدة، ومن اراد غيرها لن يجد سوى الموت او القهر او مستشفى المجانين مهما نظر وخطب، فالنهاية محسومة، ومن سبقوا كانوا اشطر من غيرهم، واقدر قوة ومال بالمليارات، انما راحوا وراحت أيامهم معه! اليوم خرجت مدينة الثورة مكتظة بجماهير وحدوية لا خلاف عليها، ليس فيها اطفال رضع، ولا فيها اسلحة، ولا فيها عنصرية او قبلية.. جماهير شعبية جابت الداعي حينما دعاها.. انتصر المؤتمر على خصومه من الضربة الاولى، فملعب الضرافي لا يوازي مدرجاً من مدرجاتها.. كان رد كامل لا يحتاج الى براهين أن اخرجوا من قاموس اليمن يا "مشترك" بمشيخاتكم، فالتاريخ لم يعد يقبل بكم..! بالطبع ستقولون "تهديدات"! انا مواطن يمني ولم اسمع يوماً بمن هددني بضرورة الحضور، وإنما تلك ذريعة تبررون بها الفشل لمناصريكم لا اقل ولا أكثر، ولو كنتم صادقين لما وسعتكم مدينة الثورة ستحتاجون لعشر مثلها فلم يهددكم احد انما الضرافي كان اقل من مناسب لحجم تواجدكم. نعم نحن نعرف ما سيليها: مسيرات في الضالع، ردفان، عدن.. هناك من يفرش الارض ويرد لكم لعبة الجماهير وستكون عدن كلها جماهير في جماهير، ولا يهم إن قدموا إليها من الشمال ام من حضرموت، المهم انهم جماهير يمانية قحطانية عربية لا سواها، وسيقفون في الواجهة، فهذه قضيتهم- بدون اسلحة طبعا، وبدون معاول، وبدون "برع برع".. فساعتها لم تحن ونتمنى ان لا تحين، فهي نتنة لعن الله من ايقضها..! لجأ الحراكيون للعمل المسلح وقتل جنود في الحبيلين.. نعرف انه بعد فشلكم في اي سيطرة بعد ان تُرك لكم الملعب ثلاثه اعوام وبصفعة واحدة خرت بكم الارض، فحسنا فعلتم بكفاحكم المسلح، وسنذيقكم الامرين هذه المرة- بشكل رسمي- فلا تستطيعون التغني بالنضال السلمي وفي الخفاء تقطعون المحارم.. هه لعبة علمكم اياها ارباب صنعاء فلم تتعلموها بشكل جيد.. ظننتم انكم ستبلعوهم وتبلعوا اليمن معها، تلك مجربة واثبتت فشلها بصنعاء بيت الصراع القديم الجديد.. هنا وجب التنويه انكم من بدأها مسلحاً، وسيواجه السلاح السلاح وليس عابري الطرق المجردين من اي اسلحهة.. لابد للوحدة ان تتخلص من جراثيم الماضي مثلها مثل الملكية لم تهدأ إلاّ بعد سنين، وان لازال البعض يحلم على استحياء فكان له ما كان.. دُكت الارض من تحته ومن فوق راسه حتى فاق واخرج جني الامام احمد من راسه، وان لم يفق سنخرجه من الدنيا بكلها ليلاقي امامه احمد في قبره، لان اليمن يمننا، والارض ارضنا، والحكم حكمنا، وليس لاحد ان يكون وصياً علينا مهما كان ومن اي مكان كان.. هذه العباره قيلت في ثوره 26 سبتمبر ولم يفهمها او يهضمها الكثيرون، وهذا غباء ان تمر هذه السنين كلها ولازال يفكر بان له الحق دون الاخرين. الديباجه الاولى لن يفهمها الكثير، فهي مخصصة لذوي العاهات واصحاب السيناريوهات القديمة، ونقول رحم الله الحمدي، ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين، فالقادم ابراهيم الحمدي بلحمه وشحمه انما هذه المرة بحماية قوية لا تضاهيها اي قوة شعبية وعسكرية.. وعلم ومعرفة ايضا لا تنفع معها موتمرات خمر ولا موتمرات جده ولا مجموعة من المارقين يطلقون الرصاص لمجرد الاطلاق، ولا يعوا ما يفعلون..
هذه المرة ستكون الى نحور من يفكر ان التاريخ لازال عام 1977م.. نذكره باننا في تاريخ 2010م، وهناك فرق بين التاريخين لمن لديه عقل رشيد..! وعلى الدنيا السلام...