من الاشياء التي لا خلاف حولها ان الوحدة قوة والفرقة ضعف ووهن وشتات .من هذا المنطلق كحقيقة ثابتة نصل معها الى المعاني والدلالات العميقة التي تختزلها وحدة الصف الواحد “الوحدة اليمنية” التي نحتفل هذه الأيام بعيدها ال 23لموعد تحقيقها الاغر في ال 22مايو المجيد حيث تتزامن هذه الذكرى ونحن على اعتاب مرحلة يمنية جديدة واستثنائية تعد الأكثر صعوبة وتعقيدا في ظل ما يشهده الوطن من تداعيات وتحديات تسعى كافة الآمال التي يمثلها مؤتمر الحوار الوطني الى اعادة التوجيه نحو المسارات الوطنية الصحيحة بغية تحقيق البناء الشامل المنشود .احتفالنا بهذا العيد ليس كما يعتقد البعض مجرد ذكرى لتوقيع أوراق اتفاقية الوحدة بل هو عيد تخلد عبر التاريخ كسمة ارتبطت بكافة أبناء الوطن بموعد اعادة اللحمة اليمنية ,وهذا يعود بنا الى تاريخ محفور في ذاكرة ووجدان اليمنيين كترجمة لسطور ابن خلدون “لاخلاف بأن ابا اليمنيين جميعا هو قحطان”وفي اطار الوحدة القومية العربية المتجذرة من منطلق ان اليمن موطن العرب كمرجع متأصل يعززها – ابن منظور – في لسان العرب بقوله “ا ن أول من انطق الله لسانه بلغة العرب يعرب بن قحطان”.فإذا كان الأزل نفسه يؤكد فينا وحدة العرق والدم والنسل فكيف تجزم النفوس الواهية تمريرها على انها مجرد اتفاقية ! لهذا فإن من سلامتها هو ابقاؤها بعيدة عن كافة الصراعات الضيقة ومحذراتها وتظل شعاراً دائماً قولاً وفعلاً حيث يبقى الحفاظ عليها نتاجاً يصدر عن كافة تصرفاتنا وسلوكياتنا الحضارية والثقافية والاجتماعية كونها أي الوحدة لم تكن عديمة المعنى والدلالات المرجعية متناسين في ذلك ازليتها .أو محطة يمكن ان يتعداها قطار الزمن الذي يحمل معه متغيرات الفكر وتصبح من الاشياء التي لابد ان تشملها بديهيات الحياة وسنن الكون في التغيير كونها من المستحقات الوطنية الثابتة والمتجذرة ..فقبل ان تعلن في ال 22مايو1990م هي موجودة في اعماق كل اليمنيين ارضا وانسانا تصحبها العديد من الادلة والبراهين المؤكدة توحد الفكر والهوية الجماهيرية اليمنية التي يتقدمها تجانس و تمازج العادات والتقاليد الاجتماعية في هذه الرقعة من الجزيرة العربية “اليمن” ..الحنين وتوحد مشاعر الفرح والحزن وتلبية النداء لتداعيات الألم بين ابناء المحافظات ولعل التداخلات النضالية المفرزة للعديد من الأدوار البطولية والتي جسدت الواقع اليمني الوحدوي كبعد عميق في وجدان الجماهير المدافعة عن الارض والحياة الحرة الكريمة من اهم نقاط التجمع وتوحيد الصفوف بين الشطرين فكانت الوحدة حتى قبل اعلانها في 90م مطلباً فرضته الحياة المعاشة كمصلحة مشتركة فاق جهود ومساعي المحطات الوحدوية عبر التاريخ وقد تجلت أروع أمثلته في الاصطفاف الوطني الموحد المتقدم خطوط النضال السبتمبري والاكتوبري كأبرز عنصر في تحقيق نجاح الثورتين .لتبقى تداعيات فك الارتباط مجرد أوهام وحالات من الغضب الشخصي انتاب المتضررين جراء التعسفات الحمقية لأيادي الشر والفساد ممن أساؤوا الى وحدة الارض والانسان ,وامتداداً من عمق الجذور التاريخية فإن وحدتنا باقية الى الازل البعيد وسيبقى عيدها في ال 22 مايو من كل عام تخليدا لذكرى ابطال وشهداء الثورات اليمنية والكفاح المسلح على مدى التاريخ وحدتنا التي نريدها هي عشق وقبول وتسامح بين ابناء الشعب الواحد بعيدا عن كافة الصراعات الحزبية والمذهبية تهوي فيها مساعي الشتات والتعنصر المناطقي ونقطة هامة تبقى نصب عين القيادات المتعاقبة لنهج مبادئ المواطنة المتساوية ونبذ التفرقة في كيان اعضاء الجسد الواحد... رابط المقال على الفيس بوك