سيظل ال 7 من يوليو يوماً مجيداً محفوراً في ذاكرة اليمانيين تتناقله الاجيال مدوناً في سفر تاريخهم الحضاري العظيم بأحرف من نور، فهو اليوم الذي فيه تجسدت ارادتهم الوحدوية المنتصرة في أرقى وأقوى وأروع مشهد لتماسكهم وتراصهم ملتفين حول قيادتهم الوحدوية بزعامة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح يتصدر صفوفهم الابطال الميامين منتسبو مؤسسة الوطن الكبرى ومدرسة الوحدة الوطنية الأولى القوات المسلحة والأمن ليخوضوا واحدةً من أشرف وانبل المعارك في تاريخ اليمن المعاصر مقدمين مثلما كانوا دوماً أرواحهم بشجاعة ونكران ذات انتصاراً لاعظم منجز يتحقق لابناء اليمن يختزل فيه كل ملاحم تضحياتهم في كافة مراحل مسيرة الثورة اليمنية (26سبتمبر و14 اكتوبر) لتكون ملحمة الدفاع عن الوحدة والديمقراطية هي التعبير المكثف والدلالة الرمزية لطبيعة تكوين ونشأت القوات المسلحة والأمن الوطنية الوحدوية مؤكدة أنها كانت وستظل حصن الوطن الحصين، وسياجه المنيع، ودرعه الواقي وذراعه الفولاذي التي يضرب بها كلاً من يحاول المساس بسيادته ووحدته وحريته واستقلاله أو العبث بأمن الوطن واستقراره وطمأنينة المواطن والسكينة العامة للمجتمع لتبقى القوات المسلحة الحارس الأمين لمكتسبات الثورة والجمهورية وللمنجزات الوحدوية الديمقراطية التي تتواصل مسيرتها اليوم بفضل التضحيات الجسام التي قدمها شعبنا لتمضي مسيرة نهوضه وبنائه الديمقراطي التنموي صوب آفاق القرن الحادي والعشرين ليحلق في فضاءات متغيراته وتحولات عوالمه وهو اكثر قدرة في التأثير والتأثر الايجابي باتجاهات مسارات تطوره. ان مناسبة 7 يوليو 1994م تستمد حضورها من كونها اليوم الذي عمد فيه شعبنا اليمني وحدته بالدم مقدماً قوافل الشهداء من خيرة ابنائه الذين رووا بدمائهم الزكية شجرة الوحدة المباركة لتتجذر وتخلد في الارض اليمنية الى الأبد مسقطاً ال7 من يوليو كافة الأوهام التي راهنت على امكانية ايقاف مسار التاريخ واعادة دواليب حركته الى الوراء غير مدركة ان ماتصوره عقولهم المريضة ممكناً هو ضرب من المستحيل، فالتاريخ دوماً يسير الى الامام مكتسحاً في طريقه كل من يحاول عرقلة واعاقة حرية مسيرته، لذا نقول لمرضى العقول والافئدة في الذكرى ال11 ليوم 7 يوليو انه مناسبة للتأمل في دروسه وعبره علَّ الامعان فيها يعيدهم الى جادة الصواب بالاقلاع عن النزعات اليائسة التي مافتئت تحاول استهداف الوحدة الوطنية بمشاريعها التقسيمية الانعزالية المناطقية والمذهبية الطائفية العنصرية الخارجة من دهاليز التآمر الظلامية التي أقبيتها تحتوي خليطاً متناقضاً متنافراً لايجمعهم جامع عدا تصفية حساباتهم مع الوطن مع ان الوطن اكبر وأعظم بمالايقاس من ان تصفىَّ الحسابات معه، وبدلاً من ذلك عليهم تصفية الحسابات مع انفسهم اولاً لينتهوا مماهم فيه سادرون من الزور والبهتان والافتئات على الوطن ووحدته ونهجه الديمقراطي، وهذا لن يتأتى الا بالخروج من ظلمات عتمة تفكيرهم الى اشراقات عطاءات خير الوحدة الساطعة المتوهجة في كل ربوع الوطن اليمني تنمية وبناءً وتطوراً غيرت وجه الحياة الذي كان عليه ابناء اليمن قبل اعادة تحقيق وحدة الوطن وقيام الجمهورية اليمنية في ال22 مايو 1990م، وترسيخ مداميكها بانتصار 7 يوليو 1994م، وعليهم ان يدركوا ان اليمن يتسع لجميع طموحاتنا مادامت مشروعة وتسعى لخير الوطن وتقدمه وازدهاره على قاعدة الخيار الديمقراطي والاحتكام للدستور وسلطة النظام والقانون التي ينبغي ادارة خلافاتنا وتبايناتنا من منطلق الايمان الصادق باحترام الرأي والرأي الآخر مادام لايفسد للود قضية.. هذا هو البديل الموضوعي الذي تقدمه الديمقراطية الحقة بمعانيها وتعبيراتها ومضامينها الاكثر معاصرة والتي تعني حرية الرأي والتعبير المسؤول والتداول السلمي للسلطة واحترام حقوق الانسان وهي رديف حقيقي لدولة النظام والقانون والتي عمقها ورسخها في واقع الحياة السياسية لابناء وطن ال22 من مايو، انتصار 7 يوليو وفيه نتبين بوضوح الترابط الوثيق بين الوحدة والديمقراطية، ومنه تستمد أهمية ذكرى هذا اليوم في مسيرة تاريخ اليمن الموحد، وفي نفس الوقت الاحتفاء به مناسبة للتذكر والوقوف على التداعيات والاسباب التي أدت الى تفجير حرب صيف 1994م والتي تعود في مجملها الى التفكير المغامر والطيش السياسي الذي وراءه تقف احلام طموحات وتطلعات ضيقة أرادت لي عنق التاريخ لينظر الى الخلف بدلاً من التطلع الى الأمام بنظرة ثاقبة متحررة من أسر تأثيرات الماضي مستشرفة الآتي برؤى صائبة تتمثل حاضر الوطن وغد أكثر نماءً وتطوراً ورقياً ينعم فيه كل ابنائه بالرفاهية. ويبقى الاستخلاص من مناسبة ذكرى 7 يوليو وهو ان الوحدة والديمقراطية خط أحمر يستوعب في مجاله كافة التجاذبات والتباينات والاختلافات لكنه لايسمح مطلقاً لاحد تجاوزه .. هذا هو الدرس الأهم الذي يجب استلهامه من انتصار 7 يوليو الذي ذكراه ال11 مناسبة للتأمل العميق في ابعاد دلالاتها الموضوعية خصوصاً من أولئك الذين مازالوا يعيشون مناخات أزمات النصف الاول من عقد تسعينيات القرن الماضي ليعوا مغبة وخطورة ماهم فيه اليوم. وهكذا يبقى 7يوليو انتصاراً للوحدة والديمقراطية متجدداً في عظاته ودروسه بالغة المعاني في دلالاتها وأبعادها.