برعاية وزارة الثقافة في الجمهورية العربية السورية، يتابع مركز تريم للعمارة والتراث تنظيم سلسلة من المحاضرات التي تصب في البوتقة العربية للثقافة والعمارة والتراث، بدأت مع بداية 2008، ومازالت تعقد في الأربعاء الأول من كل شهر على مدار العام في قاعة المحاضرات الرئيسية لمكتبة الأسد تحت اسم"أربعاء تريم الثقافي"، وتلقيها نخبة مختارة من المختصين في شتى مجالات الثقافة العربية، ضمن إطار العلاقة الحيوية لهذه المجالات بالتراث والهوية العربية وأهمية الحفاظ عليهما، وضمن طرح فكري يناقش الإشكاليات المطروحة، ويتميز بوضوح الرؤيا والجرأة والجدية، ومن خلال تجارب المحاضرين وخبراتهم العملية. يتلخص مشروع "أربعاء تريم الثقافي" في كلمة واحدة:"الهوية"،الهوية التي أخذت معالمها تبهت أو تتغيّر تحت وطأة الضغوطات المختلفة، باسم "العولمة" و"الحداثة"و"المعاصرة"و"التكنولوجيا" وغيرها.. ومسؤولية المعماريين والمخططين التاريخية في هذه المرحلة، تكريس عمارة عربية حديثة تستمد قيمها ومزاياها من روح العمارة العربية الأصيلة، وتستفيد في الوقت ذاته من تسهيلات التكنولوجيا لتلبي احتياجاتنا العصرية. ليس كل قديم تراثاً، والتعامل مع التراث يتطلّب وعياً ومعرفةً ورؤيةً واضحة، أن نعرف كيف نختار وماذا نختار مما يزخر به التراث من قيم مازال الكثير منها حياً وصالحاً للاستمرار، ثم إعادة استخدامه بشكل خلاق يواكب متطلبات العصر، ليكون مخزونه الزاخر نقطة انطلاق للتحليق نحو الجمال والإتقان، لا قيداً يكبلنا ويمنعنا من التعامل مع كل جديد. ما ننشده في هذا الإطار يقابل مفهوم الانتقاء والإبداع، وشتّان بين أن يجعلنا القديم أسراه، وبين أن نجعل من روحه الملهمة نواة للإبداع والتفرد. مركز تريم للعمارة والتراث مؤسسة غير حكومية، مركزها دمشق، أسستها المهندسة ريم عبد الغني في كانون الثاني- يناير 2004 م، تُعنى بالتراث والعمارة في العالم العربي من خلال التوثيق والدراسة والنشر والإنتاج الفني وتنفيذ المشاريع الهندسية وإكمال الحفاظ والترميم وتبادل الخبرات مع المؤسسات والهيئات والمراكز المماثلة في العالم. * البعد الثقافي في التنمية.. لمحة عن المحاضرة بقلم المحاضر تتناول المحاضرة تعريف الثقافة باعتبارها حضارة وأسلوب حياة، تعني كل الجوانب المعيشية اليومية للشعوب. وهذا المفهوم لا يتوقف عن التوسع، وهو يكتسب أبعاداً جديدة كل يوم. وتتطرق المحاضرة إلى أهمية الثقافة ودورها في الخطط الإنمائية التي وضعتها بلدان كإسبانيا مثلا حيث تعتبر الثقافة ركناً من أركان التنمية البشرية والاقتصادية والاجتماعية. وقد أدركت دول العالم كافة أنّ الثقافة جوهر العملية الإنمائية وتوفّر حلولا لبعض عوائق التنمية، إذ أنّ العلاقة بين الثقافة والتنمية علاقة عضوية. فتحسين ظروف العيش الإنساني لم يعد يترجم فقط بزيادة المداخيل، بل يفترض تحسينا مستمراً لنوعية الحياة نفسها، كما يفترض تطلعاً نحو قيم جديدة. وتضيء المحاضرة على واقع المنطقة العربية التي أسهمت حضارتها في توسع وارتقاء الحضارة الإنسانية عبر مختلف الاختراعات والإنتاج الثقافي والاجتماعي والإنساني. وقد أثرت هذه الحضارة في كافة الثقافات والحضارات العالمية، ولا سيما في عصرها الذهبي الذي امتدت فيه من الأندلس غرباً لتخوم الصين شرقاً. إنما تعرضت هذه الحضارة إلى نكسات أدّت إلى تراجعها وتحوّلها من منتجٍ إلى متلقٍ يستهلك إنتاج الثقافات الأخرى. وتعرض المحاضرة أسباب هذا التراجع والخطوات التي يمكن اتّباعها من أجل إحياء الثقافة العربية وتجديدها كي تكون عاملاً إضافياً إلى جانب التنمية الاقتصادية والاجتماعية. السيرة الذاتية للمحاضر: في 30 تموز/ يوليو 2007، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون تعيين السفير بدر عمر الدفع (قطر) أميناً تنفيذياً للجنة الأممالمتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا). وقد كان السيد الدفع يشغل سابقا منصب سفير دولة قطر لدى الولاياتالمتحدة الأميركية، والمراقب الدائم لدى منظمة الدول الأميركية. وفي هذا الإطار، اضطلع بدور خاص في تعزيز التربية والتعليم والفنون في الجالية العربية-الأميركية وعلى مستوى الأقليات في الولاياتالمتحدة. وقد تميزت مسيرة السفير الدفع الطويلة بالعمل في مجال الشؤون الخارجية والمنظمات غير الحكومية الدولية. وقد شمل ذلك تعيينه سفيرا لقطر في كل من الاتحاد الروسي وفرنسا ومصر واسبانيا. كما كان سفيرا غير مقيم لبلاده لدى فنلندا واليونان ولاتفيا وليتوانيا واستونيا وسويسرا والمكسيك. وقد شغل أيضا منصب رئيس إدارة الشؤون الأوروبية والأميركية في وزارة الخارجية القطرية. حصل السفير الدفع على الماجستير في السياسات الدولية العامة من جامعة جونز هوبكنز في الولاياتالمتحدة الأميركية وعلى البكالوريوس في العلوم السياسية والاقتصادية من جامعة غربي ميتشيغن. وقد نال وسام الاستحقاق من الجمهورية الفرنسية “Ordre du Mérite”.