لأول مرة سأتطرق إلى وزارة الخارجية وأخاطب الوزير الدكتور أبو بكر القربي، مع يقيني أن السلك الدبلوماسي له قانونه ونظامه في كل دولة والذي قد لا يتفق مع متطلباتنا ورغباتنا كأفراد يمنيين في الداخل وفي الخارج. وقد يكون أيضاً الأمر يدخل تحت إطار الشأن السيادي لكل دولة وفي هذه الحال لا تستطيع وزارة الخارجية ووزيرها التدخل في قوانين الدول الأخرى، ولكن بالطرق الدبلوماسية هناك وسائل أخرى متعددة تستطيع وزارتنا الدخول بواسطتها وتلبية رغبات وحاجيات المواطنين الذين لهم علاقة بزيارات الدول . لا شك أن وزير الخارجية الدكتور أبو بكر القربي يعي ويدرك أن هناك وسائل وتعاملات متعددة ومختلفة تتعامل بها الدول والسفارات الأجنبية مع المواطنين اليمنيين الراغبين في زيارة تلك البلدان سواء كانوا مقيمين في اليمن أو خارجها والأهم أنهم يمنيون ويحملون جواز السفر اليمني. وندرك ونحن نلمس كيمنيين أن بعض الدول الشقيقة والصديقة تتعامل في إعطائنا تأشيرة الدخول سواء للتجارة أو للسياحة أو للدراسة بشكل مختلف عن طريقة تعاملهم مع رعايا دول أخرى أكانت مجاورة أم غير مجاورة، وبهذه المناسبة سأضع أمثلة لثلاث من الدول وطريقة تعاملها في إعطائنا تأشيرة الدخول إلى بلادهم مع يقيني أن معيار المصالح المشتركة بين الدول هو العامل الرئيسي لهذه المسألة لكن العلاقات أحياناً تتجاوز هذه المسألة . فدولة ماليزيا لا تطلب من اليمني تأشيرة دخول وتعطى له في منفذ الوصول كالكثير من رعايا الدول المجاورة كرعايا دول الخليج العربي مثلاً، أما تركيا فتطلب دولتها تأشيرة دخول ( فيزا ) من اليمنيين تعطى لهم من سفارتها، ومن الجدير بالذكر أنها تصدر في نفس اليوم ويجب أن نذكر هنا أيضاً أن هناك جنسيات عربية كثيرة تحصل على التأشيرة من المنفذ التركي أما نحن وعند حاجتنا لزيارتها فيجب أن نحصل عليها بشكل مسبق. أما الدول الشقيقة تونس والمغرب فمطلوب من اليمني أن يتقدم لطلب التأشيرة قبل فترة قد تطول ويجب عليه أن يملأ بعض الأوراق حتى يتفضلوا بإعطائنا تأشيرة دخول لبلادهم مع أنهم لا يطلبون كل تلك الشروط من رعايا دول الخليج رغم بعد المسافة بيننا إلا أن في ذلك غرابة . تلك الملاحظات أو الشروط في مسألة الحصول على إذن الدخول قد تعتمد في تسهيلها على مسالة التعامل بالمثل ونحن ندرك ذلك تماماً، أو قد تندرج تحت إطار السياسة الداخلية لكل دولة، ولكن في الحقيقة هناك دور تستطيع لعبه وزارة الخارجية في بلادنا في تسهيل الحصول على إذن الدخول ( الفيزا) لليمنيين سواء للتجارة أو للسياحة أو للدراسة، ويجب أن يكون معلوماً في هذه المسألة أنه يحز في النفس أن يكون التعامل من بعض الدول في إعطاء اليمنيين تأشيرة لزيارة ( وليس للعمل ) فيه معايير قاسية علينا مقارنة بدول شبيهة ببلادنا وليست بلداناً غنية كدول الخليج مثلاً فهل يدرك الوزير ذلك ؟ لقد تابعت الكثير من الجهود التي بذلت من قبل الأشقاء في الدول المجاورة لتسهيل دخول رعاياهم إلى العديد من الدول وقد تكللت كثير من الجهود بالنجاح في ذلك وتم اختصار فترة الانتظار بل والبعض منها ألغيت نتيجة للاتصالات بين المعنيين في البلدين تسهيلاً لعملية التنقل والزيارة بين البلدين. ويقيني أن تلك الجهود يستطيع تذليلها الدكتور أبو بكر القربي باتصالاته الدبلوماسية المتعددة مع ممثلي الدول الشقيقة والصديقة في بلادنا، فنحن في هذه المسألة نحتاج إلى جهود وزارة الخارجية لتذليل ما نواجهه من صعوبات ومعانات، فهل تدرك الوزارة أننا في بعض الأحيان نعاني ؟! [email protected]