بدعوة من مؤسسة الفكر العربي وبالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم احتضنت مدينة بيروت اللقاء التحضيري الأول للقمّة الثقافية العربية يومي 13 و14 يوليو/ تموز 2010 بحضور الدكتور محمد العزيز ابن عاشور، المدير العام للألكسو وخالد الفيصل رئيس مؤسسة الفكر العربي وحشد من المفكرين والمبدعين والكتاب والأكاديميين وممثلين عن الهيئات الثقافية واتحادات الكتاب والأدباء والنّاشرين والإعلاميين وممثلين عن المجامع اللغوية العربية من سائر الدول العربية. وفي حفل الافتتاح ألقى الأستاذ الدكتور محمد العزيز ابن عاشور، المدير العام للألكسو، كلمة إعْتبر فيها أن القمة الثقافية المرتقبة مناسبة تاريخيّة وحضاريّة للنهوض بالأوضاع الثقافية العربية وباللغة العربية وهي مناسبة لترسيخ قيم التنوير والوسطية والتسامج مؤكدا أن الاعداد للقمّة الثقافية لا يقل أهمّية عن عقد القمّة نفسها مشددا على ضرورة التوصّل إلى قرارات تيسّر العمل الثقافي وتصون حقوق المثقفين وتدعم مؤلفاتهم وانتاجاتهم في شتى ميادين الفنون وفروع الابداع كما ترعى أوضاعهم الاجتماعية وتساعدهم على التطوّر والاسهام في النهوض بالثقافة في الوطن العربي واشعاعها في الدّاخل والخارج. وأكد المدير العام للألكسو أن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم مقتنعة بأن من مقومات نجاح القمة التوصّل إلى قرارات تيسر العمل الثقافي في جميع مجالاته انتاجا وابداعا وترويجا ولا يتم ذلك إلا بتظافر جهود الحكومات والمثقفين والجمعيات والقطاع الخاص. وكان خالد الفيصل قد ألقى في بداية حفل الافتتاح كلمة أكد فيها من ناحيّته أن القمة الثقافية العربية تمثل فرصة لتوظيف رؤى المثقفين حول قيم التقدّم والاستنارة وشدّد على أن التضامن العربي في المجال الثقافي ضرورة قوميّة لبلورة القواسم المشتركة للأمة وترسيخها في المجتمعات العربية. ودعا الفيصل إلى التركيز على المشروع الثقافي العربي للعقدين القادمين لقضيّة محورية واحدة وإلى إنشاء صندوق لتمويل الثقافة العربية تتوفّر موارده من مساهمات حكومات الدول العربية. وتضمّن حفل الافتتاح أيضا كلمتي سليم وردة، وزير الثقافة اللبناني ومحمّد الخمليشي ممثل الأمين العام لجامعة الدول العربية أبرزا فيهما الحاجة إلى قمّة ثقافية عربية في عصر دفع بالمسألة الثقافية إلى صدارة الاهتمامات في العالم. ودعا ممثل الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى العناية بصورة الإنسان العربي من المشروع الثقافي الذي سيصدر عن القمّة الثقافية وفق رؤى المثقفين والمنظمات والاتحادات الثقافية والأدبية والعلمية والدينية في الوطن العربي. وقد تشكلت 6 لجان من الحاضرين كل منها تعنى باختصاص معيّن وهي: الابداع، وحماية الملكية الفكرية، ورعايّة الأطفال والفتيان، والمحتوى العربي الرقمي على شبكة الأنترنيت، واللغة العربية، والفنون. وعمل المشاركون في هذه اللجان على تقديم المداخلات والمساهمة في المناقشات واستعراض المقترحات العملية تهدف كلها إلى إعادة صياغة الثقافة العربية من أجل النهوض الثقافي بالمجتمعات العربية. وانتهت هذه اللجان إلى اعداد وثيقة تضمّنت مجموعة من التوصيات والمقترحات فيها دعوة إلى وضع خطط كفيلة بانقاذ اللغة العربية وتطويرها والنهوض بالتعليم وبالبحث العلمي المعتمد على اللغة العربية مع العناية بتعلم اللغات الأخرى واستخدام الوسائل التقنية الحديثة في ذلك. وقد حثت التوصيات في مجال وسائل الاعلام المختلفة على تعزيز العلاقة بين اللغة العربية والهوية في البرامج الاخبارية والثقافية وانتاجات الدراميّة. وإهتمت التوصيات بحماية التراث وبتأسيس مركز عربي لصيانة التراث وحمايته وانشاء قاعدة بيانات ألكترونية باللغة العربية وبلغات أجنبية للتثقيف في مجال التراث. وعلى صعيد دعم الابداع وحماية الملكية الفكرية فقد تضمّنت التوصيات الدعوة إلى تحديث القوانين التي ترعى انتشار الثقافة وحماية حقوق المبدع العربي ماليا وفكريا وأخلاقيا والعمل على مواءمة التشريعات الوطنية العربية مع الاتّفاقيات الدولية في هذا المجال. وركّزت بعض التوصيات على الدعوة إلى التعاون العربي في المجال الثقافي والابداع الأدبي والفني بتنشيط التبادل وتأسيس المزيد من الملتقيات والمهرجانات العربية وفتح الأفق الرحبة أمام الكتاب العربي صناعة وترويجا. أما في مجال رعاية ثقافة الأطفال والشباب فقد تضمّنت التوصيات الدعوة إلى تشكيل هيئة عربية مرجعية عليا خاصة بتنمية ثقافة الطفل العربي ترعى ابداعاته المختلفة والدعوة إلى انشاء مراكز بحوث مختصّة لاعداد دراسات ميدانيّة واستطلاعيّة وتقييميّة تعمل على تعميق ثقافة الشاب والطفل وترسيخ الهويّته العربية والتواصل مع الثقافات الأخرى. كما دعت اللجان إلى دعم المحتوى الرقمي العربي على شبكة الأنترنيت وفق عمل عربي جماعي وإلى تنشيط العمل الموسوعي العربي وفق رؤية وخطط عربية فاعلة وتنشيط الترجمة والتعريب وتأسيس هيئات عربية من أجل ذلك.