"سأعمل على الاهتمام بالطبقة الفقيرة وسأقيل الحكومة وأعمل على عمل اصلاحات ترتقي بالشعب المصري".. هذا ما استطاع الرئيس حسني مبارك ان يقوله للملايين الغاضبة التواقة للتغيير، كان لسان حاله يقول وعود من خلالها نسكت به غضبهم ونرضي فضولهم وتشوقهم للمظاهرات، ليس لأجل التغيير ولكن فقط لأجل التظاهر متناسياً بأن الشعب قال كلمته ومل منه ومن ظهوره متبجحا بكلماته الرنانة الخاوية من أي جديد ومن حكمه وجبروته وظلمه الذي أوصله وأوصل الشعب إلى وضع وموقف لا يحسد عليه,, س30نة هي فترة رئاستك يا حسني مبارك وأنت وفي كل مرحلة تخرج لهذا الشعب بخطابات رنانة وتبدأ بهذه الجمل الإصلاحات والإصلاحات والقضاء على الفساد والفقر ولكنه يتجسد واقع معاش بين أفراد الشعب ونحن نتساءل كيف تقضي على الفساد وأنت رب البيت فيه,,
أكثر الطغاة في كل العصور يبدءون خطاباتهم بهذه الجمل والتي تلهم العواطف وتجعل من يسمعها يصدقها مستلهم مقولته بان الشعب العربي شعب يستطيع أي كلام معسول يرضيه وبمثل هذه الشعارات الجميلة تلغي شغفه لحياة معيشية أفضل!! الخطابات التي تنادي الى الإصلاح والقضاء على الفقر والبطالة وبمجرد ان تهدأ الأمور حتى تعود حليمة لعادتها القديمة.. أيها (الكبير) لقد شب الشعب عن طوره المعتاد وأصبح واعي ومدرك لما يحاك ضده من ألاعيب وشعارات معسولة تخفي في ثناياها المكر والخداع وأصبح يدرك ما يريد ومالا يريد.. فهل وصلت رسالته بأنه يريد منك الرحيل الآن واليوم قبل غدا مادام ولازال لم يطالب بتقديمك للمحاكمة لتأخذ الجزاء والعقوبة المناسبة جراء ما اقترفته يداك وافسد به نظامك.. لقد مل وسأم هذا الشعب بهذه الإصلاحات التي تحولت إلى شعارات على ورق أو ذكريات جميلة وهكذا تسير هذه الزعامات بشعوبها باستخدام الوعود الكاذبة والتي لم نرى منها إلا زيادة في الفقر وزيادة في البطالة وفساد عظيم,,
لقد سئم من هذه الخطابات والوعود الكاذبة.. لقد أصبح نتيجة لتصديقها مشرد في مشارق الأرض ومغاربها وانتم والمقربون منكم من تنعمون بخيراته وثرواته,,
الحاكم العادل لا يقبل الذل والهوان لشعبه ولكنكم انتم من قبلتم لهذه الشعوب ذلك وجعلتم القتل والتشريد والتعذيب وكتم الأفواه والحريات أسلوب لترسيخ حكمكم,, ولكن عندما استيقظ بداخله حب التغيير وحب قهر الظلم فلن يقف أي شئ أمامه وقد رأينا ماذا حدث في تونس والآن في مصر والاستفتاء في جنوب السودان وغدا في دول تعاني مما تعانيه هذه الدول من القهر والظلم!!
كلها أسباب أتت من سوء حكمكم وظلمكم لشعوبكم والتي بادركم الحب والوفاء على مدى سنين حكمكم وانتم بادرتوه بالفقر والتنكيل وسلبه حريته وكرامته,, (اذا الشعب يوما أراد الحياة, فلا بد ان يستجيب القدر), ها هو القدر بأذن الله يستجيب لهذه الشعوب وسيكون الغد مشرقا لهم بإذن الله,, ومهما كانت التضحيات فموت يوما خير من العيش والموت كل يوم في ظل هذه الحكومات والأنظمة الفاسدة الظالمة,,
نصيحتنا لكل الزعماء أن يلتفتوا لشعوبهم وان يبتعدوا عن بطانتهم والتي تصف لهم الوضع بأنه آمن والشعب في نعيم,, وحين تحين ساعة الجد يجدون أنفسهم من غير مرشد أو معين حتى أولئك المقربون إليكم هم أول من يتخلى عنكم ويغدرون بكم,, نتمنى النصر للشعب المصري وبداية لقهر الظلم في بلدان أخرى,,