اجمع الاطباء في العالم العربي، على خطورة الاستخدام العشوائي للأدوية والطب البديل في علاج الامراض، بينما يشير الكثير من المرضى الى تناولهم الادوية من دون وصفة طبية، بعد مشورة من الصيدلي او من معارفهم، اختصارا للوقت وتقليلا للنفقات. ويعيد الكثير من مسؤولي الصحة انتشار هذه الظاهرة الى نقص التوعية الصحية ونقص الثقافة الصحية لدى المواطنين وعدم الالتزام بقواعد الأنظمة الطبية والصحية، اضافة الى التحول الخطير في مهمات الصيدلية التي تحولت الى دكان تجاري. من جانبه، أكد الدكتور سعيد الغامدي، استشاري أمراض الكلى ورئيس قسم الباطنية بمستشفى الملك فيصل التخصصي، خطورة ظاهرة انتشار محلات العطارة والطب البديل التي تصرف علاجات غير مثبتة بدون أي رقابة، وقال «مشكلة الطب البديل والعلاج بالأعشاب أنها لا تستند إلى دليل علمي وتجارب مثبتة، وإنما تتكئ بشكل أساسي على التجارب الشخصية، وعليه فنحن لا نستطيع تعميم النتائج، وباختصار يمكن القول إنه لا يوجد أي دليل علمي على فعاليتها، في الوقت الذي تؤكد فيه مشاهداتنا ضرر هذه الوصفات». وأرجع الغامدي خطورة تعاطي وصفات هذه المحلات إلى كونها غير معروفة من حيث تركيبتها الكيميائية. ويقول الدكتور فاروق بزي، الاختصاصي في طب الأطفال، إن الدواء مادة خطيرة على صحة الإنسان، وسلاح ذو حدين، حتى لو وصفه الطبيب، فكيف الحال إذا تناول المرء علاجا من دون وصفة طبية. ويرد الدكتور حسين فران، طبيب صحة عامة، السبب إلى عدم تطبيق القوانين المنصوص عليها في نقابتي الأطباء والصيادلة. واضاف ان معدل استهلاك الدواء في لبنان هو الأعلى في دول الشرق الأوسط، نسبة إلى عدد السكان، ويعود ذلك إلى اقتصار المواطن بالتوجه إلى الصيدلي بدلا من الطبيب. ويقر الصيدلي محمد طلياني بتفشي ظاهرة الاستهلاك العشوائي للدواء، ويعزوها إلى تحول خطير طرأ على مهنة الصيدلة، فحولها إلى تجارة بعدما كانت مهنة إنسانية ذات رسالة. ويرى أستاذ الأمراض الباطنية الدكتور محمد إبراهيم بجامعة عين شمس، أن الأدوية التي يتم تداولها بين المرضى بطرق عشوائية، هي من أهم أسباب أمراض فشل الأعضاء، كمرضي الفشل الكلوي والكبد. وأضاف أن العشوائية لا تطال المرضى في الاستخدام فقط، بل أيضاً في مستوى الصيدليات حينما لا تكون مناسبة لحفظ الدواء، وكذلك الحال مع مخازن الشركات المستوردة أو الموزعة أو المصنعة لها. ش - أ