يترقب 21 مليون يمني والكثير من المهتمين في العالم وخاصة الدول العربية ما سيخرج به المؤتمر الاستثنائي للحزب الحاكم في اليمن "المؤتمر الشعبي العام، الذي يعقد اليوم الاربعاء لتسمية مرشح الرئاسة في الانتخابات القادمة في أيلول ( سبتمبر) المقبل. ويأتي هذا الاهتمام بما سيخرج به المؤتمر الاستثنائي بعد إعلان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح رئيس الحزب في كانون الأول (ديسمبر) من العام الماضي بأنه لن يعيد ترشيح نفسه في الانتخابات المقبلة رغم أن القانون مازال يعطيه حق الترشيح فترة ولاية أخرى. وما بين مؤيد لقرار الرئيس، وهم قلة، ومعارض بشدة لقراره فإن الرئيس صالح قد يفاجئ معارضيه ومؤيديه اليوم بما لم يستطع التكهن به كبار المسؤولين في حزبه حتى المقربين منه. ويؤكد عدد من المسؤولين في الحكومة والحزب الحاكم أن قرار الرئيس صالح عدم ترشيح نفسه كان قرارا فرديا بل فاجأهم به كما فاجأ العالم. وأوضحوا في أكثر من مناسبة أن حزبهم جاد في إعادة ترشيح الرئيس صالح الذي عليه أن يقبل بقرار حزبه. ويشير عدد من الاستطلاعات التي أجراها عدد من المؤسسات الإعلامية والحزبية والمختصة الموالية منها والمعارضة للحزب الحاكم أن أغلب اليمنيين يتمنون أن يظل صالح رئيسا لهم باعتباره باني اليمن الحديث ومحقق وحدتها، إضافة إلى تميزه بالحكمة. ومنذ إعلان الرئيس صالح عدم ترشيح نفسه فلم يمر يوم إلا ويناقش اليمنيون في مجالس (قاتهم) اليومي والأسبوعي مسألة ترشيح الرئيس صالح من عدمه، إضافة إلى ما حققه الرئيس صالح من منجزات خلال ال 16 عاما وما أخفقت حكومة حزبه المؤتمر الشعبي العام في تحقيقه. ورغم أن الرئيس صالح هو رئيس حزب المؤتمر الحاكم إلا أن جميع الأحزاب المعارضة والقبائل تنظر إليه كالحكيم الذي يحل خلافاتهم بل إن الأحزاب المعارضة رغم معارضتها الشديدة حكومته، فهي متخوفة من تقديم مرشح لها يكون الرئيس صالح منافسا له في حال رشح نفسه استجابة لضغوط حزبه وقطاعات واسعة من المجتمع المدني والنقابات والشباب واتحاد نساء اليمن. والشرائح الاجتماعية والطلابية والثقافية وغيرها. ويعتقد أغلب اليمنيين أن تخلي الرئيس صالح عن الرئاسة في هذا الوقت سيدخل اليمن في أزمة قد لا تحمد عقباها وهم في غنى عنها بعد أن تنفسوا الصعداء إذ مازال البلد يحتاج إلى الكثير من التحديث في جميع مؤسساته الذي بدأه الرئيس صالح بعد حرب الانفصال في عام 1995م وخاصة محاربة الفساد الذي تتحمل تفشيه جميع الأحزاب بل والمجتمع كله. ويتفق اليمنيون معارضون ومؤيدون لحكومة المؤتمر أن الرئيس صالح قد دخل التاريخ من أوسع أبوابه حيث له نصيب الأسد في تحقيق الوحدة اليمنية بل تثبيتها والحرص عليها. وتؤكد مصادر مقربة من القصر الرئاسي وإضافة إلى ما تتداوله الصحف المستقلة والشارع اليمني أن الرئيس صالح جاد في إعلانه عدم ترشيح نفسه فعلا في الانتخابات القادمة وأنه قد يضطر إلى الاستقالة من حزبة في حال أصر حزبه على ترشيحه. غير أن أغلب الشعب اليمني الذي سيخرج اليوم وسينظم اعتصامات وبيانات مكتوبة بالدم في عموم البلاد وسيعطل عمل أغلب الدوائر الحكومية والخاصة، قد يجبر الرئيس على العدول عن قراره . وحسب مصادر في حزب المؤتمر الحاكم، فإن الحزب فعلا قد أخذ احتياطاته لو أصر صالح على عدم ترشيح نفسه والاستقالة من الحزب. ومن الاحتياطات، اختيار أحد ثلاثة أشخاص يعدون من البارزين كترشيح عبد القادر باجمال رئيس الوزراء ونائب رئيس الحزب بالتزكية أو عبد الرب منصور نائب الرئيس أو عبد العزيز عبد الغني رئيس مجلس الشورى. وهناك مصادر أخرى تؤكد أن هناك شخصا آخر هو مفاجأة الرئيس صالح في حال عدم ترشيح نفسه في أيلول ( سبتمبر) المقبل، ولننتظر إلى بعد ظهر اليوم الذي سيكشف كل التأويلات. يشار إلى أن هناك أكثرمن 12 شخصا يعتزمون ترشيح أنفسهم للانتخابات الرئاسية المقبلة منهم رجال أعمال وثلاث نساء من الوسط الإعلامي هن: سمية على رجاء، رشيدة القيلي، وذكرى أحمد غير أن الأحزاب مازالت تنتظر إعلان الحزب الحاكم مرشحه حتى تعلن مرشحها.