كان اليمنيون يظنون أنهم سيجدون القرار الأخير في قرار الرئيس صالح وحزبه "المؤتمر الحاكم" في ترشيح نفسه لولاية أخرى أمس الخميس غيرأن استمرار ضغوط حزب "المؤتمر الحاكم" وبعض مشايخ القبائل الذين توافدوا على العاصمة صنعاء جعل من قرار الرئيس صالح النهائي يتأجل حسب تصريحه أمس الذي قال فيه إن "الخبر الجديد" سيكون إعلانه في اجتماع يوم السبت(غدا). تأكيد الرئيس صالح على أن هناك خبرا جديدا سيعلنه يوم السبت جعل اليمنيين والمتابعين في حيرة من أمرهم، وكانت أغلب جلسات القات يوم أمس الخميس واليوم الجمعة حادة وأعصاب أصحابها متوترة ما بين مؤكد أن الرئيس سيعدل عن قراره وآخر ينفي بل إن بعض المجالس وصلت فيها الأحاديث إلى حد "المشاجرة والشتائم"، وتعتقد الأوساط الحزبية المعارضة بل والمؤيدة بأن الرئيس صالح سيعدل عن قراره، خاصة حينما بث التلفزيون اليمني وعلى مدى يومين النقاش الذي كان يدور بينه وأعضاء حزبه، الذي كان أغلب الكلمات فيه أبياتا من الشعر اتفق قائلوها على أن اليمن لم يصل بعد إلى بر الأمان وأن على الربان "أي الرئيس صالح" أن يستمر في قيادتها مهما قالت أحزاب المعارضة وتخلل تلك الكلمات بعض بكاء النساء والفتيات الحاضرات. ورغم ذلك فإن التكهنات التي يصدرها بعض المقربين تؤكد أن الرئيس صالح لن يرضخ لتلك الضغوطات التي لم تتعد أعضاء حزبه، حيث مازلت أحزاب المشترك وخاصة حزب الإصلاح أكبر أحزاب المعارضة لم تطالبه بالعدول عن قراره بل إن الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر رئيس حزب الإصلاح، الذي يوصف بشيخ مشايخ اليمن لم يطالب الرئيس صالح حتى الآن بأن يعدل عن قراره. والمعروف أن الشيخ الأحمر هو من أيد ترشيح الرئيس صالح للرئاسة في السبعينيات (قبل 28 عاما) والمشهور بقوله أثناء حوار له في إحدى القنوات الفضائية العربية في إجابته عن سؤال هل تنوون ترشيح صالح في الانتخابات المقبلة، فأجاب قائلا (إنسي تعرفه ولا جني ما تعرفه) ويرى المعارضون وبعد ما يشاهدونه عبر التلفاز من مطالبات وأشعار وحرص الرئيس صالح على سماعها أنه سيعدل عن قراره. ويؤكدون أن إصرار الرئيس صالح على تمسكه بقراره هو حرصه على التأكد من وجود رغبة حقيقية داخل المؤتمر السابع لاستمراره في أداء عمله كرئيس للبلاد في المرحلة المقبلة. ويستشهدون بالمؤتمر الاستثنائي للحزب الحاكم الذي عقد قبيل إجراء أول انتخابات رئاسية في عام 1999، إذ أعلن تمسكه بعدم رغبته في الاستمرار في الحكم وذلك في جلسة افتتاحية، لكنه تراجع عن قراره بعد عقد جلسة مغلقة، غير أن محللين سياسيين عربا ومشهورين بصداقتهم للرئيس صالح أكدوا أنه جاد في عدم ترشحه إلا في حالة واحدة هي إن دخلت اليمن في أزمة انتخابات رئاسية. يقول "فيصل جلول" المتابع للشؤون اليمنية، إن الرئيس صالح جاد في عدم ترشيحه لنفسه إلا إذا دخلت اليمن في أزمة انتخابات رئاسية. وتؤكد مصادر مقربة ل "نبأ نيوز"أن الخيارات والمقترحات لحزب المؤتمر مازالت ثابتة ومنها الدخول في الانتخابات المقبلة دون مرشح الرئاسة أو الدخول بمرشح من أعضاء الحزب البارزين في حال أصر الرئيس على عدم ترشيح نفسه.