صعد تنظيم الأخوان المسلمين من حملات تأجيج العصبيات المذهبية في محاولة لاستجداء تعاطف ودعم الجماعات المتشددة في اليمن ومحيطها الاقليمي، واستثارة المملكة العربية السعودية باستفزاز قلقها من المد الشيعي الإيراني بسلسلة اشاعات تتهم نظام الرئيس صالح بموالاة الحوثيين، والتقارب مع المرجعيات الايرانية- طبقاً لما وثقته "نبأ نيوز" من تصريحات وتقارير أخبارية روجتها منابر الأخوان المسلمين. وبحسب ما رصدته "نبأ نيوز" فإن الحملة التي أطلقها الاخوان المسلمين منذ مطلع شهر نوفمبر الجاري لم تقتصر على بث أنباء تتهم النظام بالتقارب مع الحوثيين "الشيعة" بل تجاوزتها إلى الحديث عن سفر مسئولين في الدولة الى طهران ولقائهم بمرجعيات دينية، وهو ما نفته الجهات الرسمية والتي أكدت أنه لم يحدث في تاريخ الدولة اليمنية أي سابقة في التعاطي بعلاقاتها الخارجية على أساس ديني أو مذهبي سواء كان "شيعي أم سني"! محللون سياسيون حذروا من خطورة محاولة الاخوان تأجيج النزعات المذهبية واشعال الفتنة بين أبناء الشعب الواحد من أجل مصالح سياسية. واعتبروا ما يقوم به الاخوان ومنابرهم الاعلامية هو عملية استدعاء للتنظيمات الارهابية وحشدها لتصفية حساباتهم الحزبية مع الحوثيين في المناطق التي يخوضون فيها صراعات مسلحة كالجوف وحجة وعمران. وأشاروا إلى أن الأخوان لم يجدوا ما يمكن أن يصدع متانة العلاقات اليمنية السعودية بوجه خاص والخليجية عموماً سوى محاولة العزف على وتر المذهبية واستثارة قلق دول المنطقة بالايحاء بوجوب تقارب بين النظام وايران التي تشهد علاقاتها توتراً مع الخليج ودول المنطقة عموماً. حدير بالذكر أن صعود الجناح الإخواني المتطرف الى مسرح العملية السياسية أبان اشتعال الازمة السياسية في اليمن، وتبنيه العمل المسلح في اسقاط المحافظات والبسط على مؤسسات الدولة واجهزتها المختلفة، قاد الى الاصطدام مع الحوثيين في المناطق التي يشكلون فيها أغلبية ساحقة مثل صعدة والجوف وحجة وعمران. إلاّ أن فشل الأخوان في فرض نفوذهم في تلك الجهات دفعهم إلى اللعب بالورقة المذهبية لكسب تأييد ودعم الجماعات المتطرفة في اليمن ودول الجوار الاقليمي. وقد جرت العادة أن يستغل الأخوان المسلمين الأحداث المختلفة في جني ثروات طائلة من المؤسسات الخيرية والدينية والثرياء في الخليج؛ وكان الترويج لأنفسهم ك"حماة البوابة الخليجية من المد الشيعي" يعني لهم حصاد المليارات في غضون ساعات وليس أيام..