كُشف أخيرا ضمن أبحاث ونقاشات المؤتمر العالمي لأمراض وجراحة القلب الذي نظمه مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بجدة الشهر المنصرم، أن أمراض القلب التي تصيب السيدات تعتبر واحدة من أهم الأمراض التي تؤدي إلى الوفاة، بل هي أهم الأمراض التي تصيب السيدات وبالتالي تؤثر على حياتهن. أوضح ذلك الدكتور ناصر مهدي، رئيس قسم القلب بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بجدة ورئيس اللجنة المنظمة لمؤتمر وجراحات القلب الذي عقد أخيرا، حيث كشف أن المرض الخطير والأول والذي يهدد السيدات هو مرض القلب، لكن هناك فهما خاطئا أو عدم وعي عند السيدات لأمراض القلب، اذ إن المعروف أن السيدات لديهن مادة الاستروجين الموجود في الدم وهو يحافظ على شرايين القلب وشرايين الجسم. وبالتالي فإن السيدات لا يصبن بأمراض القلب وهذا المفهوم لا بد من تصحيحه لأن أكثر شيء يهدد صحة المرأة ليس سرطان الثدي أو الرئة أو الايدز، لكنه مرض القلب، ودائما الفكرة السائدة لدى النساء أنهن لا يصبن بأمراض القلب أو أن نسبة إصابتهن اقل من الرجال. كما أشار الدكتور مهدي إلى أن عدد الرجال أكثر في الأبحاث السريرية، لكن أيضا نسبة إصابة النساء بأمراض القلب ليست بالنسبة القليلة وذلك بناء على الاستطلاع الأخير الذي أجرته (الجمعية السعودية لأمراض القلب)، اذ أوضحت النتيجة أن نسبة أمراض القلب لدى الرجال 5.30% ونسبة إصابة السيدات بأمراض القلب 4.30% في المملكة العربية السعودية، وهذه نتيجة مهمة جدا، حيث توضح أن السيدات يمثلن نصف نسبة جميع أمراض القلب في المملكة، ولا يخفى أن في العالم ما بين 800 ألف حالة قلبية منها 300 أو 400 ألف حالة من نصيب السيدات. كما نوه الدكتور ناصر، على ضرورة التركيز على التثقيف الصحي للسيدات بأعراض وأمراض القلب، حيث تتأثر المرأة بذلك لأن التشخيص الخاطئ والمتأخر يؤدي إلى التأخر في توفير العلاج المطلوب، وقد لوحظ هذا في الولاياتالمتحدة الأميركية بأن السيدات يتقدمن للفحص أقل من الرجال مما يؤدي إلى تأخير في تقديم العلاج وتطور الحالة أو حدوث مضاعفاتها.