أكد عبد القادر باجمال- رئيس الوزراء- موقف اليمن الرافض لكل صور المعاناة والإذلال التي تعاني منها البلدان العربية "والتي تشكل أحقاد الماسوية فيها صلف الغزاة والمتسلطين على إرادتنا ووجودنا الإنساني"، مشيراً إلى أن هناك ترخيص باستباحة الدماء، وواصفاً القمم السياسية العربية ب"المأزومة" و"الحائرة"، داعياً الكتاب والأدباء العرب إلى حمل شعلة الحرية لبعث النضال الوطني والقومي والإنساني. وقال باجمال في كلمة ألقاها اليوم الأحد بصنعاء على هامش افتتاح اجتماعات المكتب الدائم لإتحاد الأدباء والكتاب العرب أن اجتماعهم في صنعاء حاضرة التاريخ ليس مصادفة وإنما مقاربة، وبعدما أُفشلت دعوة الرئيس علي عبد الله صالح لعقد قمة عربية طارئة، واصفاً اجتماعهم هذا بأنه "القمة الثقافية الأدبية الرائعة" التي "ربما تعوضنا عن القمة السياسية العربية الحائرة بين الخوف والرجاء، وبين العزيمة والإحباط ". وقال أنه ينتهز فرصة الاجتماع هذا لكي يسجل للتاريخ موقف اليمن الرافض لكل صور المعاناة والإذلال التي تعاني منها بلداننا العربية في فلسطين والعراق ولبنان والصومال وغيرها من المواقع "التي تشكل أحقاد الماسوية فيها صلف الغزاة والمتسلطين على إرادتنا ووجودنا الإنساني"، منوهاً إلى أنه "في هذه اللحظات يسقط الشهداء، وتشرد الأسر، وتسيل الدماء على أرض فلسطينولبنان والعراق وترخِّص كلها استباحة الدماء لشعوبنا وإرادتها الحرة في العيش بإباء وسلام وكرامة إنسانية كاملة" . ولفت إلى أنه: "في الحرب الإسرائيلية على لبنان في الثمانينات انتحر الشاعر المجيد خليل حاوي.. أيا شاعرنا النبيل كم كنت وحدك! وفي هذه الحرب الغاشمة اليوم من سيكون المنتحر!؟ والسؤال: هل الانتحار وسيلتنا الوحيدة، أم المقاومة والانتصار، أم المراوحة والانتظار لما تأتي به القمم السياسية العربية المأزومة!" وخاطب الأدباء والكتاب العرب داعياً : "انتم المسئولون عن شعلة الحرية، وإحياء الضمائر وجعل الحقيقة مبعث النضال الوطني والقومي والإنساني، فافعلوا شيئا يجعل لحياتنا قيمة إنسانية رائعة واجعلوا من الثقافة والأدب تعويضا حقيقيا عن انتكاساتنا السياسية ولا بد من الانتصار للإنسان والحقيقة فأن فناءنا الواسع هو الحرية". وكان عبد القادر باجمال استهل كلمته بوصف الأدباء والكتاب بأنهم يحملون في عقولهم وضمائرهم رسالة حضارية راقية من اجل زيادة وعي الناس وإثراء شعورهم الإنساني بالوعي، مؤكداً: "انتم عبر نشاطكم الفكري والإبداعي تشكلون منظومة الرأي العام علينا جميعا أن نتساءل أي ثقافة نريد أن نغرسها في عقول أجيالنا، هل هي ثقافة الجماعة والشعب الصريحة والواضحة أم ثقافة الذات والنرجسية الغامضة!؟ هل ثقافة التطور والنماء والتغير نحو الأفضل أم ثقافة الجمود والتحجر والانعزال!؟ هل ثقافة التسامح والقبول بالآخر أي تأكيد ديمقراطية وجدلية الثقافة أم ثقافة النفي للآخر والتحريم والتخوين والتكفير!؟" ووصف الوضاع الثقافية الراهنة بانها "معقدة بعد أن هبطت الثقافة ووسائلها من عليائها النخبوية إلى أن تعيش في أوساط الناس أو الشعب" الذي يشهد الموجات الإعلامية المختلفة. كما تساءل: في ظل اختلاط الثقافة بالسياسة مَنْ الذي يتحكم اليوم في أدوات الوعي وأساليب التأثير على الناس!؟ فهل ما زال لدينا الاعتقاد أن الكتاب خير جليس، وبأن لكل زمان مضى آية وأن آية هذا الزمان الصحف والقنوات الفضائية والانترنت!؟ مبيناً أن اعتقاده الذاتيهو أن الكتاب خير جليس. وأورد في حديثه أنه قد أغراه بعض الأصدقاء باستخدام الاسطوانات المدمجة (CDs) فوجد أن هذا لا يصلح لقراءة كتاب وإنما للاستماع لاغاني أم كلثوم وفيروز وبلفقيه والساهر ونعيمة سميح! وأكد أن الذي يجعل الكتاب خير جليس هم الأدباء والكتاب أنفسهم وعلينا أن نناضل جميعا إلى محو الأمية في بلداننا إذ أن الأميين هم الخميرة الجاهزة لملء الفراغ الثقافي الروحي عن طريق تزييف الوعي وغرس ثقافة التخلف والتطرف في المجتمعات، فالأمية كارثة حقيقية ينبغي إدراك أبعادها. كما تطرق إلى الاختلافات الأدبية المتنوعة وقال أن القضية الأساسية هو أننا نفتقد عنصر التلاحم بين الوسائل والغايات وأن الأمر بمنتهى الخطورة أن نظل محصورين في عالم الماضوية والبكاء على الإطلال.