من بوابة الملف الأمني.. إخوان اليمن يحاولون إعادة الصراع إلى شبوة    النعي المهيب..    الذهب يهبط إلى أدنى مستوى في 4 أسابيع    الشيخ الزنداني يروي قصة أول تنظيم إسلامي بعد ثورة 26سبتمبر وجهوده العجيبة، وكيف تم حظره بقرار روسي؟!    كيف تسبب الحوثي بتحويل عمال اليمن إلى فقراء؟    متهم بجريمة قتل يسلم نفسه للأجهزة الأمنية جنوبي اليمن    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و568 منذ 7 أكتوبر    رسالة تهديد حوثية صريحة للسعودية .. وتلويح بفشل المفاوضات    هربت من اليمن وفحصت في فرنسا.. بيع قطعة أثرية يمنية نادرة في الخارج وسط تجاهل حكومي    توحيد إدارة البنك المركزي في صنعاء وعدن.. خبير مصرفي يكشف عن حل مناسب لإنهاء الأزمة النقدية في اليمن    الذكرى 51 لجريمة قتل الدبلوماسيين الجنوبيين بتفجير طائرتهم في حضرموت    زيود الهضبة يعملون على التوطين في مأرب وسط ويحابون كوادرها المحلية    برفقة حفيد أسطورة الملاكمة "محمد علي كلاي".. "لورين ماك" يعتنق الإسلام ويؤدي مناسك العمرة ويطلق دوري الرابطة في السعودية    وزير الدفاع يؤكد رفع مستوى التنسيق والتعاون بين مختلف الوحدات والتشكيلات العسكرية لهزيمة الحوثيين    جماعة الحوثي تفاجأ سكان صنعاء بهذا القرار الغير مسبوق والصادم !    التعادل يحسم قمة البايرن ضد الريال فى دورى أبطال أوروبا    حزامٌ ذهبيٌّ يُثيرُ جنونَ لصٍّ: شرطةُ سيئون تُلقي القبضَ عليهِ بتهمةِ السرقةِ!    نجل الزنداني يوجه رسالة شكر لهؤلاء عقب أيام من وفاة والده    روما يسعى لتمديد إعارة لوكاكو    الحوثيون يتلقون ضربة موجعة بعد رسالة قوية من الحكومة اليمنية والقضاء    السفير السعودي يبحث مع بعثة الاتحاد الأوروبي "خارطة الطريق" ومستجدات الأزمة اليمنية    "لا تلبي تطلعات الشعب الجنوبي"...قيادي بالانتقالي يعلق على رفض مخرجات لقاء الأحزاب    شاهد...عمار العزكي يُبهر جمهوره بأغنية "العدني المليح"    انقلاب مفاجئ.. الانتقالي يوجه ضربة قوية للشرعية ويهدد بالحرب بعد يوم تاريخي في عدن.. ماذا يحدث؟    أول تحرك يقوم به أبو زرعة في عدن بعد وصول العليمي مأرب    كأس خادم الحرمين الشريفين ... الهلال المنقوص يتخطى الاتحاد في معركة نارية    دوري ابطال اوروبا: الريال يتجاوز جحيم الاليانز ارينا ويفرض التعادل امام البايرن    توجيهات واحصائية".. اكثر من 40 ألف إصابة بالسرطان في اليمن و7 محافظات الاكثر تضررا    وزير المالية يصدر عدة قرارات تعيين لمدراء الإدارات المالية والحسابات بالمؤسسة العامة لمطابع الكتاب المدرسي    الوزير الزعوري يهنئ العمال بعيدهم العالمي الأول من مايو    بالفيديو.. عالم آثار مصري: لم نعثر على أي دليل علمي يشير إلى تواجد الأنبياء موسى وإبراهيم ويوسف في مصر    برشلونة يستعيد التوازن ويتقدم للمركز الثاني بفوزه على فالنسيا برباعية    تراجع أسعار الذهب إلى 2320.54 دولار للأوقية    اختتام برنامج إعداد الخطة التشغيلية للقيادات الادارية في «كاك بنك»    بيان الرياض يدعو الى اتخاذ خطوات ملموسة لحل الدولتين وإيقاف فوري لإطلاق النار في غزة    تنفيذية انتقالي لحج تعقد اجتماعها الدوري الثاني لشهر ابريل    البكري يجتمع ب "اللجنة الوزارية" المكلفة بحل مشكلة أندية عدن واتحاد القدم    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    ماذا لو أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد قادة إسرائيل؟    يجب طردهم من ألمانيا إلى بلدانهم الإسلامية لإقامة دولة خلافتهم    السامعي: مجلس النواب خاطب رئيس المجلس السياسي الاعلى بشأن ايقاف وزير الصناعة    استشهاد وإصابة أكثر من 100 فلسطيني بمجازر جديدة للاحتلال وسط غزة    هذا ما يحدث بصنعاء وتتكتم جماعة الحوثي الكشف عنه !    بنوك هائل سعيد والكريمي والتجاري يرفضون الانتقال من صنعاء إلى عدن    لماذا نقرأ سورة الإخلاص والكافرون في الفجر؟.. أسرار عظيمة يغفل عنها كثيرون    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    اعتراف رسمي وتعويضات قد تصل للملايين.. وفيات و اصابة بالجلطات و أمراض خطيرة بعد لقاح كورونا !    مدرب بايرن ميونيخ: جاهزون لبيلينغهام ليلة الثلاثاء    وزارة الأوقاف بالعاصمة عدن تُحذر من تفويج حجاج بدون تأشيرة رسمية وتُؤكّد على أهمية التصاريح(وثيقة)    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    حاصل على شريعة وقانون .. شاهد .. لحظة ضبط شاب متلبسا أثناء قيامه بهذا الأمر الصادم    القرءان املاء رباني لا عثماني... الفرق بين امرأة وامرأت    يونيسيف: وفاة طفل يمني كل 13 دقيقة بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



(ابن خلدون).. تتويج للفكر والسياسة في ندوة الكتاب العرب بصنعاء
نشر في نبأ نيوز يوم 02 - 08 - 2006

اختتمت يوم أمس الثلاثاء فعاليات ندوة ابن خلدون والتي اقيمت بالتزامن مع انعقاد دورة المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب خلال الفترة من 29 يوليو وحتى الأول من اغسطس.. ندوة ابن خلدون أتت بمناسبة مرور ستمائة عام على رحيله، وقد تم طوال أيام الندوة التي استمرت لثلاثة أيام تسليط الضوء على العديد من الجوانب في حياة وفكر ابن خلدون من خلال عدة محاور، حيث ناقش المحور الأول حياة ابن خلدون وعصره، فيما ناقش المحور الثاني منهجه في التاريخ، وجاء المحور الثالث في الندوة ليبحث في فكر ابن خلدون كمؤرخ ورجل سياسة.
يوم أمس الثلاثاء كان آخر أيام الندوة عقدت جلسة العمل الرابعة برئاسة الباحث الكويتي الدكتور عبدالله خلف فيما كان مقررها الدكتور خليفة أحواس من ليبيا.. محور البحث في جلسة العمل الرابعة كان حول ابن خلدون كرائد لمفهوم علم الاجتماع ومفهوم العمران الخلدوني.
وقد قدمت في هذا المحور العديد من الدراسات والبحوث فتحت عنوان «ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع البشري» أتت ورقة العمل الخاصة بالدكتور علي الفقيه والتي احتوت على ثلاثة أقسام ناقش القسم الأول منها ريادة ابن خلدون كونه واضع أسس علم الاجتماع من خلال محاولته تقديم التفسيرات لأسباب الدول والعمران بهدف الوصول إلى العمل بقواعد السياسة وطبائع الموجودات واختلاف الأمم والقيام على أصول الدول والملل ومبادئ ظهورها وأسباب حدوثها ويوضح الدكتور الفقيه أن قراءات ابن خلدون قادته لاكتشاف أن الإنسان مدني بطبعه ينتقل إلى وضع الدولة والملك والسلطة.
القسم الثاني من ورقة الدكتور علي الفقيه سلط الضوء على العمران عند ابن الخلدون والذي يقول أنه يرتبط بمختلف العلوم والصنائع، حيث يعتبر ابن خلدون أن تعليم العلم صنعة من جملة الصنائع لابد لحصولها من ملكة وذلك للاحاطة بمبادئ العلم وقواعده والوقوف على مسائله واستنباط أصوله من فروعه، حيث يرى ابن خلدون أن العلم يكثر حيث يكثر العمران وتعظم الحضارة فثمة علاقة بين ازدهار العلوم والعناية بها وبين استمرار العمران وازدهاره.
التحليل الخلدوني لوضع التعليم الديني هو آخر أقسام البحث الخاص بالدكتور علي الفقيه والذي أشار فيه إلى أن ابن خلدون حاول الوقوف على الأسباب التي تحول دون تحول التعليم إلى ملكة لدى المتعلم بحيث تسهم في العمران.
وقد قدم الفقيه تلخيصا موجزا لعدد من تلك الأسباب والتي يقف على رأسها قلة الجودة في التعليم.
موقف فلسفي
الدكتور مصطفى النشار، من مصر، كانت ورقة العمل التي قدمها بعنوان «موقف ابن خلدون النقدي من الفلسفة» وقد برر الدكتور النشار سبب خوضه في هذا الجانب من فكر ابن خلدون والذي يعود لموقف ابن خلدون الغامض من الفلسفة على الرغم من كونه فيلسوفاً ومتكلما وصوفيا وفيلسوفا للتاريخ كما يقول الدكتور النشار الذي تلى ذلك بتقديم لمحة عن موقف ابن خلدون العام من الفلسفة وتصوره العام لها.. ومن ثم الحديث عن نقده للمنطق ونظرية المعرفة عن دراية ودراسة كما يوضع الباحث الذي يرى أن موقف ابن خلدون في هذا السياق كان شبيها بموقف الامام الغزالي من خلال ما أورده في مقدمته من موقف تجاه الفلسفة وعلومها وموضوعاتها ، وقد استعرض الدكتور النشار عددا من النصوص في هذا الجانب قبل أن يتحدث عن نقد ابن خلدون للفلسفة الالهية «الميتافيزيقا» والذي يقول أنه أكثر حدة ووضوحا حيث يرى ابن خلدون أن ذوات الموجودات التي لا تقع تحت الادراك الحسي مجهولة ولا يمكن التوصل إليها ولا البرهان عليها لأن تجريد المعقولات من الموجودات الخارجية الشخصية إنما هو ممكن فيما هو مدرك لنا ونحن لا ندرك الذوات الروحانية حتى نجرد فيها ماهيات أخرى بحجاب الحس بيننا وبينها فلا يأتي لنا برهان عليها، ولا مدرك لنا في اثبات وجودها إلا ما نجده بيننا من أمر النفس الإنسانية وأحوال مداركها وخصوصا الرؤية التي هي وجدانية لأي أحد وما وراء ذلك من حقيقتها وصفاتها فأمر غامض لا سبيل إلى الوقوف عليه.
وكل تلك القضايا يقف عندها الدكتور النشار الذي اتفق مع بعضها وأختلف مع البعض الآخر قبل أن يدخل في المحور الخامس من دراسته والذي ناقش فيه نقد ابن خلدون لمفهوم السعادة عند الفلاسفة والمتصوفة، حيث لم يتفق ابن خلدون مع الكثير من فلاسفة اليونان أمثال افلاطون وارسطو والذين ربطوا كما يقول الدكتور النشار في ورقته بين السعادة والتأمل، وقالوا بأن تمام الفضيلة الإنسانية تكون بالاستغراق في التأمل للوجود واكتشاف حقائقه والبرهنة على ذلك بشتى الوسائل العقلية وهو الأمر الذي اختلف فيه ابن خلدون مع الفلاسفة اليونانيين ورأى أنه مزيف ومردود.
وقد اختتم الدكتور مصطفى النشار ورقته من خلال تقديم عشر نقاط بلور من خلالها الرؤية الخلدونية النقدية تجاه الفلسفة.
ابن خلدون.. تربويا
الدكتور بدر سعيد الأغبري قدم ورقة عمل في الجلسة الرابعة من ندوة ابن خلدون يوم أمس حملت عنوان «الفكر التربوي عند ابن خلدون» ابتدأها بتقديم لمحة عن حياة ابن خلدون ونسبه ليتحدث بعد ذلك عن أبرز ملامح الفكر التربوي عند ابن خلدون من خلال تقديم مقارنة في نظم التعليم من وجهة نظر ابن خلدون بين أهل المغرب وأهل الأندلس وأهل افريقية وأهل المشرق وقد تحدث الدكتور الأغبري بعد ذلك عن آراء ابن خلدون في التربية ، حيث يرى أن الغرض من التربية هو تحقيق الهدف الديني وهو العمل للآخرة والهدف العلمي وهو العمل للدنيا.
كما يرى ابن خلدون أن تقديم المعرفة للطفل في سن ما قبل المدرسة يجب أن يتم بوسائل الايضاح والأمثلة الحسية إضافة إلى مناداته بالتعليم في الصغر والذي يرى أنه أشد رسوخا.
وفي ذات السياق يقدم الدكتور الأغبري آراء ابن خلدون في تعليم الأطفال وفي المعلم ومناهج التعليم، إضافة إلى آراءه في النمو العقلي والمعرفي وطرق وأساليب التدريس.
واختتم الدكتور الأغبري ورقته بتلخيص أهم الآراء التربوية لابن خلدون والتي ظهرت على شكل مبادئ في بعض المصادر وهي كالتالي:
1- التدرج من السهل إلى الصعب.
2- الاعتماد في أول الأمر على الأمثلة الحسية والانتقال من المحسوس إلى المجرد.
3- ألا يؤتى بالغايات قبل البدايات أي ألا يأتي المعلم بالتعاريف والقوانين الكلية أول الأمر بل يبدأ بالجزئيات وينتقل منها إلى الكليات.
4- ألا يطيل على المتعلم في الفن الواحد وذلك بتفريق المجالس وقطع ما بينها.
5- ألا يخلط على المتعلم علمين معاً.
العمران الإنساني
الجلسة الرابعة تم اختتامها بورقة عمل للدكتور عمر أحمد قدور، من السودان، والذي تحدث عن الدولة والعمران الإنساني في فكر ابن خلدون من خلال عرض جوانب من كتابات ابن خلدون في مقدمته والتي تحدث فيها عن العمران البشري والعمران البدوي والأمم الوحشية والعمران الحضري.
وقد بدأ الدكتور قدور ورقته من الفصل الأول الذي تحدث فيه عن ظهور وتطور فكرة الدولة وفي هذا الفصل قدم الدكتور قدور لمحة سريعة عن ماهية الدولة من خلال عرض سريع لتطور مفهوم الدولة ليتحول بعد ذلك لتعريف الدولة والتي يقول أن ابن خلدون يعرفها بالمدينة والاجتماع الإنساني وأن حاجة الإنسان إلى الاجتماع الإنساني ضرورة فالإنسان مدني بطبعه، أي لابد له من الاجتماع الذي هو المدينة أي الدولة.
ويواصل الدكتور عمر قدور ورقته بتقديم العديد من التعريفات القديمة والمعاصرة لمفهوم الدولة، وفي المبحث الثالث من ورقته تحدث الدكتور قدور عن نشوء وتطور فكرة الدولة من خلال تناول المراحل التاريخية لنشوء وتطور الدولة منذ أن كانت خيارا وأسطورة لدى البعض كما قال أو تصورا مثاليا لمجتمع نموذجي متكامل قد لا يكون له وجود محسوس وهو الأمر الذي تحدث عنه تحت عنوان «الدولة في الأسطورة» ومن ثم «الدولة القديمة لدى اليونان» وصولا للحديث عن الدولة في النظام الإسلامي لينتهي المطاف بالباحث عند الدولة المعاصرة التي يعود بعد الحديث عنها لالقاء الضوء على مفهوم الدولة عند ابن خلدون من خلال الوقوف عند بعض آرائه في الدول العامة والممالك والانتقال من البداوة إلى الحضارة ، حيث يرى ابن خلدون أن الدول لها أعمار كأعمارنا في حياتنا الإنسانية.
مواقف أدبية
«ابن خلدون والأدب العربي» كان آخر محاور ندوة ابن خلدون التي اختتمت يوم أمس وفي الجلسة الخامسة التي احتضنت هذا المحور برئاسة المتوكل طه، رئيس اتحاد الأدباء الفلسطينيين، ودر الخمار العلمي، مقررا للجلسة، قدم الباحث الكويتي فهد توفيق الهندال دراسته التي تحدث فيها عن النقد الأدبي في مقدمة ابن خلدون وآرائه حول عدد من القضايا المتصلة بالنقد الأدبي عند العرب خصوصا فيما يتعلق بالمنظوم والمنثور ونظرته في شروط توفر الملكة والذوق كمعيارين أساسيين في تمييز الأدباء. وتحت عنوان «ابن خلدون في علم الأدب» تحدث الهندال عن وجهة نظر ابن خلدون في الأدب التي يجمع فيها كل ما يتصل بحياة العرب الاجتماعية والسياسية والتاريخية والفكرية، كما تحدث الهندال في دراسته عن مصادر الأدب العربي في مقدمة ابن خلدون والتي يقول الباحث أن ابن خلدون حددها عبر ما ذكره مما سمعه من شيوخه في مجالس التعليم وأن أصول هذا الفن وأركانه أربعة دواوين هي : أدب الكاتب لابن قتيبة، والكامل للمبرد، والبيان والتبيين للجاحظ، والنوادر لأبي علي القالي البغدادي، وقد خص ابن خلدون هذه الكتب بأنها أصول الأدب الأساسية، معتبرا أن ما جاء بعدها مجرد فروع منها أو تابعة لها ، ويعتبر الباحث في هذا المقام أن ابن خلدون قد أغفل الكثير من الكتب والمراجع الهامة.
«معايير الصنعة الأدبية عند ابن خلدون» تحت هذا العنوان تحدث الباحث الكويتي فهد الهندال عن تقسيم ابن خلدون لكلام العرب ما بين منظور ومنثور والتمييز بينهما من حيث الشكل والمنظور واعتماده على هذه المعايير دون غيرها في الشد والنثر ثم تحدث الهندال عن تخصيص ابن خلدون لأهمية الذوق في أنه يحصل فيمن حصلت له الملكة والتي تحصل بدورها بممارسة كلام العرب وتكرره بالسمع والتفطن لخواص تراكيبه.
واختتم الهندال دراسته بتقديم العديد من الآراء التي خرج بها ومن أبرزها أن ابن خلدون لم يقدم نظرية نقدية جديدة في مقدمته، كما أنه وقع في تناقض كبير بين آرائه المتعلقة بأهمية الصورة الذهنية وملكة الحفظ والذوق، إضافة إلى اقتصاره في استشهاده على بعض المصادر دون غيرها ومحاولته دعم وجهة نظر مشائخه في المغرب والأندلس حول عدد من القضايا كموقفه من المتنبي والمعري.
(قضايا أدبية من وجهة نظر خلدونية) للباحث الفلسطيني الدكتور نادي ساري الديك، كانت ثاني دراسة في الجلسة الخامسة والأخيرة من ندوة ابن خلدون وفي هذه الدراسة التي ابتدأها الباحث بتقديم نبذة عن حياة ابن خلدون وأهم أحداث عصره تطرق لعدد من القضايا التي تحدث عنها ابن خلدون للّفظ والمعنى والذي يقول الباحث أن ابن خلدون رأى في هذه المسألة رأي أصحاب الاعتزال المتمثل في موقف الجاحظ الذي رفض رأي أستاذه النظام وأنتصر للفظ على المعنى، وكأنه ينتصر للفظ القرآن الكريم، ويؤكد أن عملية الإعجاز القرآني تتمثل فيما تتمثله عملية إعجاز اللفظ في الأسلوب القرآني، ويعتقد الباحث أن هذا هو رأي ابن خلدون الذي ينتصر لفكرة اللغة السائدة أو القوية ألا وهي لغة القرآن الكريم، حيث يقول: «إعلم أن صناعة الكلام نظماً ونثراً إنما هي في الألفاظ لا في المعنى، وإنما المعاني تتبع لها، وهي أصل»..
أما في قضية النظم والنثر فيقول الدكتور الديك: إن ابن خلدون لم يكن من أوائل المتحدثين عن تكوين اللسان العربي من النظم والنثر.. كما أن ابن خلدون وضع رأياً واضحاً في عملية التفريق بين المنظور والمنثور، ويذكر الباحث في هذا الموضع العديد من الشواهد في كتابات ابن خلدون.. أما في قضية الشعر فيقول الباحث أن موقف ابن خلدون يرتكز على أن كل شاعر لم يبن قصيدته على النسق العربي المعهود يعد شعره نظماً لا شاعرية فيه، انطلاقاً من مقولته «الجاري على أساليب العرب المخصوصة به» في حديثه عن قواعد الشعر العربي وشروطه..
وفي بحثه قدم الدكتور نادي ساري الديك عرضاً مفصلاً لموقف ابن خلدون تجاه الكثير من القضايا المرتبطة بالشعر بمختلف أشكاله مثل الموشحات والأزجال مع تقديم العديد من الشواهد من مقدمة ابن خلدون..
هاجس عمراني
الدكتور عبدالحميد سيف الحسامي شارك بورقة عمل في تناول والظاهرة الأدبية بدأها بسرد تجليات الهاجس العمراني في تناول القضايا الأدبية عند عبدالرحمن بن خلدون، حيث قال الباحث: إن هناك العديد من الرؤى التي انطلق منها ابن خلدون لتفسير الظاهرة الاجتماعية التي أسقطها على الظاهرة الأدبية في كثير من المواقف من أبرزها البعد الإنساني، حيث يقول ابن خلدون: «إن الاجتماع الإنساني ضروري ويعبر الحكماء عن ذلك بقولهم الإنسان مدني بالطبع ولا بد له من الاجتماع»..
وهناك مفهوم الصناعة عند ابن خلدون حيث يرى أن العلوم من جملة عوارض العمران الذاتية.. ويقول الدكتور الحسامي: إن البعد الإنساني تأكيد لعالمية الظاهرة الأدبية.. فيما تناول عملية الإبداع الشعري تبني تلك الرؤية الآلية لبناء القصيدة أي الصناعة وفي هذا السياق يذكر الدكتور الحسامي شروط إنتاج الشعر وصناعته عند ابن خلدون والتي تبدأ بالحفظ ثم النسيان مروراً بالمهيئات النفسية والمكانية والزمانية وصولاً للإنتاج الشعري..
مفهوم الأسلوب ومفهوم الأطوار قضايا توقف عندها الدكتور عبدالحميد الحسامي في دراسته عن ابن خلدون.. ليصل لمفاهيم آخرى مثل العصبية وتنازع الملكات وقد أختتم الدكتور الحسامي دراسته بعدد من الاستنتاجات.
السحر في ميزان «ابن خلدون»
«ابن خلدون وعلم الفولكلور».. عنوان الدراسة التي قدمها الدكتور صبري مسلم والتي بدأها بمواقف ابن خلدون من السحر والذي يعرفه بأنه «علوم بكيفية استعدادات تقتدر النفوس البشرية بها على التأثيرات في عالم العناصر أما بغير معين أو بمعين من الأمور السماوية والأول هو السحر والثاني هو الطلسمات»..
ويذكر الدكتور مسلم أن ابن خلدون يورد نمطاً ثالثاً من السحر وهو القوى المتخيلة وكأنه يومئ إلى الايحاء النفسي عند بعض الناس.. ويتوقف الباحث عند الصلة التي يعقدها ابن خلدون بين علم التنجيم بين النجوم والبشر والتي تدخل في إطار سحر المحاكاة.. وقد قدم الدكتور صبري مسلم مقارنة بين ما يقوله ابن خلدون وما يقوله بعض مفكري الغرب في العلاقة بين البشر والكواكب إنطلاقاً من علم الانثروبولوجي والفلكلور.. ويستشهد الباحث بالعديد من الكتابات لابن خلدون والتي يحاول في بعضها تقديم تفسيراً لبحث الإنسان عن بعض مظاهر السحر والتي ينسب بعضها لرغبة الإنسان في معرفة مستقبله..
سمات النص
تحت عنوان (نص الكتابة/ القراءة عند ابن خلدون) قدم الدكتور عبدالواسع الحميدي دراسته والتي قال إنها تندرج في سياق الاهتمام بقضية النصية والخطابية والاشكاليات المتعلقة بهما الأمر الذي قاد للتمييز بين أربعة نصوص هي نص الكاتب/ القارئ، نص الكتابة/ القراءة، النص الكتوب/ المقروء، والنص الكاتب/ القارئ، والتي قدم لها تعريفات موجزة للتفريق بينها قبل الوصول للجزء المتعلق بنص الكتابة/ القراءة عند ابن خلدون حيث يقول: إن من سمات نص الكتابة/ القراءة إنطلاقاً من مفهوم ابن خلدون للأسلوب وطريقة اكتساب الإنسان (المبدع الكاتب) له أنه يمثل نص الكلام الشعري السابق في الوجود على وجود المتكلم الشاعر أو أنه النص الذي منه أو بواسطته تتشكل ملكة الناص الكاتب /القارئ في الكتابة/ القراءة.
كما قال الدكتور عبد الواسع الحميدي في دراسته التي وصل فيها للحديث عن طرائق اكتساب الأسلوب (نسق الكتابة /القراءة الإبداعية التي عبر عنها ابن خلدون بالقالب أو المنوال، كما قال الدكتور الحميدي: إن نص الكتابة/ القراءة الإبداعية إنطلاقاً من تصور ابن خلدون للأسلوب عبارة عن النص المنصة أو النص المنوال بالنسبة إلى النساخ والنص القالب بالنسبة للبناء..
وفي هذا السياق قدم الدكتور الحميدي لمحة نقدية عن تعريف ابن خلدون للشعر والذي يقول: إنه «الكلام البليغ المبني على الاشارة والأوصاف المفصل بأجزاء متفقة في الوزن والروي، مستقل كل جزء منها في غرضه ومقصده عما قبله وبعده، الجاري على أساليب العرب المخصوصة به»..
وبعد ذلك تحدث الدكتور الحميدي عن إنتاج النصوص أو صناعة الشعر عند ابن خلدون من خلال تقديم خطاب الشعر عن ابن خلدون وما يكونه كمفهوم أو من حيث هو نسق فكري مجرد كما تحدث الدكتور الحميدي تحت هذا العنوان عن شروط صناعة الشعر عند ابن خلدون.. والآراء التي ذهب إليها في هذا المجال والتي تأتي في سياق فكره لعلم الاجتماع الذي انعكس على نظرته للإبداع من مثل ذهابه إلى أن الإنسان لا ينطق (بالشعر) بالطبع أو بالفطرة، بل عن ملكة لسانية يكتسبها في نظم الكلام (الشعري) تتمكن منه وتترسخ.
عن "الثورة"


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.