توجت الشيخة حنان بنت حسن آل خليفة نتاجاتها الفنية التصويرية بإصدار ثالث حمل عنوان (اليمن بعين بحرينية)، لخصت فيه حياة (20) يوماً في اليمن طافت خلالها عدستها ربوع الحياة الإنسانية اليمنية لتستوقف بعض لحظاتها في ابتهال وجداني ترجم روعة الإحساس البحريني لسكنات الحياة، وغمزاتها، وانجذاباتها، وآفاقها اليمنية العريضة. فبعد إصدارها الأول "أياد بحرينية"، والثاني "أبواب"، جاء إصدارها الثالث (اليمن بعين بحرينية) كيوميات تأخذنا الشيخة حنان آل خليفة في يومها الأول منها إلى سور صنعاء القديمة، إذ تقتنص عدستها صورة سيدة جالسة أمام مدخل أحد الأبواب، لا يظهر منها إلا حياؤها العربي، بتلك العباءة الحمراء "الشرشف" الموشاة بنقوش تعكس حرفية وفنون البيئة المحلية اليمنية. وفي اليوم الثاني تعرّج الشيخة حنان على التقاطات عدة، من امرأة منهمكة بإحصاء مردود غلتها في أحد الأسواق، إلى أقدام تغلفها الأتربة، إلى مجالس رحبة تفرد أحضانها في انتظار ضيوف وزائرين، إلى صبية كأنها أول الصباح تفترش إحدى المصطبات عارضة بضاعتها الزهيدة، إلى أطفال قادهم فضولهم إلى أن يتأهبوا لطقوس العدسة، وكأنهم في الطريق إلى اقتحامها أو الانقضاض عليها، وصولا إلى أحد متاجر "الجنابي" اليمنية. وتستوقفك في هذا الألبوم صورة طفل يمني في الذروة من بهائه على رغم النقيض الذي تشي به الصورة.. طفل يحدّق في اللاشيء، حتى الكاميرا لم يعرها انتباهه.. واجما... سارحا ربما في أمكنة وربوع اعتاد أن يفرغ شيطنته وشقاوته فيها، وبات عليه أن يعرّج عليها في غد آخر. في اليوم الثامن لقطة أخرى لسيارة متدهورة وقد تناثرت حمولتها... ثمة تمازج وتآخ وتآلف بين لون التربة والسيارة والحمولة، فيما مشهد جزئي لأغصان شجرة في علوها تلوح لانهيار أنجز مهمته على أكمل وجه،. في اليوم التاسع شجرة كأنها خرجت للتو من درس التشذيب، ولا أحد يجزم بأن ثمة من قام بتلك المهمة. شجرة لا تشبه الأشجار التي تعلمناها منذ درس التمييز والنظر الأول.. شجرة برأسين... بجذعين في انتباهة واستقامة لا ريب فيها... باتجاه سماء هي فضاؤها الوحيد والنهائي. في اليوم الثالث عشر، طفلة يمنية تتخذ من إحدى الأبواب الموشاة بنقوش بديعة متراسا لها.. ثمة كلام كثير في اللقطة. كلام من الجهتين.. جهة الطفلة والباب الرابض كأنه التاريخ في حضرة الحاضر. في اليوم الرابع عشر، طفلة تطل من شبّاك منحته هي ببراءتها مسحة جمالية عالية، على رغم أن الشبّاك بعيد عن بهائها لا يختلف كثيرا عن زنزانة عالية. في اليوم الخامس عشر، تقتحم الشيخة حنان آل خليفة أحد المطابخ اليمنية التقليدية، في أحد البيوت القديمة.. لا شيء سوى "السخام"... سوى بؤس مقيم... سوى طناجر ربما تكون خالية من زاد... أو ربما خلاف ذلك. يكشف الألبوم والموضوعات التي تناولها ألبوم الشيخة حنان عن قدرة فنية عالية، وحساسية شعرية لا يمكن التغاضي عنها في العديد من الصور.. جدير بالذكر أن الشيخة حنان بنت حسن آل خليفة سبق أن أقامت معرضاً للصور اليمنية ضمن مهرجان (اكتشف اليمن) الذي استضافته المنامة مطلع العام الجاري للترويج السياحي لليمن، إذ أنها ما انفكت تلتصق بعشقها لليمن ، وتنجذب نحوها في انبهار وجداني بكل ما تقع عيناها عليه. هذا وستقوم "نبأ نيوز" في وقت لاحق بنشر عدد من الصور التي تضمنها ألبومها (اليمن بعين بحرينية) ضمن الملفات المصورة للموقع.