دائرة مفرغة هي التي ندور فيها نحن اليمانيين.. نتكلم ونعمل بد ون تخطيط أو حساب لما سوف يكون في المستقبل، فالمستقبل عندنا هو ما سيكون اليوم وليس غداً، فغداً عندنا يعني لاشيء! المهم أن نكون اليوم..! هذا هو منطقنا وهذا هو أسلوبنا، وبهذه النظريات لم يعد المرء منا يعرف مصداقية من كذب نخبة المجتمع اليمني من مشايخ ووجهاء واعيان ومنظمات وجمعيات المجتمع الوطني بعد أن اتضح للمواطن اليمني أن هذه الشخصيات التي كنا نعتقد جزافاً أنها وطنية المبدأ والعقيدة وتتبع أيدلوجية النزاهة والشرف فما هم إلا عبارة عن جراذين متسولة على حساب الوطن اليمني الحبيب..! هذا الوطن الذي ظل وعلى مدى قرون من الزمن يدفع عنهم الضريبة، وهم يتمتعون بالثمرة الناضجة، نراهم اليوم يلهثون هنا وهناك بحثا عن حفنة من الدولارات ولا يهم بعدها أكانت شرعية المصدر أم غير شرعية؟ حلال هي أم حرام؟ فالمهم هو كيف تكسب، وكيف تربح لزوم المنظرة والتباهي في المجتمع؛ وإذا عصيت الأمر أيها المواطن فأنت تعلم أين سيكون مصيرك في النهاية ..! ها هي الأحداث المأساوية التي يرتكبها الإرهابي عبد الملك الحوثي وأتباعه من اللصوص والمرتزقة في محافظة صعده الحبيبة لم يلتفت لها هؤلاء من دعاة الوطنية والشجاعة الحزبية الضائعة في دهاليز الحكومة والبرلمان اليمني وأزقة السفارات الأجنبية، وفي لحظة السكون والخلود إلى الراحة والعمل الوطني تظهر هذه الجرذان على السطح وتبدأ توزع نظرياتها العقيمة، وتحشد شلل التصفيق من ضاربي الدفوف، وتبدأ الرقص على وتر المصلحة الوطنية وهم بعيدين كل البعد عن الوطن ومعنى الوطنية الحقة.. متناسين أن الوطنية تعني التضحية من اجل الوطن بكل غالٍ و نفيس متى ما دعت الظروف لتقديم هذه التضحية. أين هم منها إذاً ؟؟ لماذا لم نسمع أصواتهم في هذه المسالة؟ ولماذا بياناتهم دائماً تكون عديمة الطعم والرائحة إذا كانت تتعلق بالمصلحة العليا للوطن؟ إن هؤلاء ينطبق عليهم القول المأثور(عمياء تخضب مجنونة). إن الفتنة التي أشعلها الإرهابيون من إتباع الحوثي في محافظة صعده ستكون نتائجها عكسية على هذه الجرذان بعد أن تنتصر إرادة الشعب بفضل الله ثم بفضل قائد المسيرة اليمانية الأخ الرئيس علي عبد الله صالح حفظة الله وقواتنا المسلحة ورجالها البواسل. لقد أنفضح أمرهم تماماً كما انفضحت أسرارهم في صيف 1994م إبان أزمة حرب الردة والانفصال.. فاسودت وجوه القوم الظالمين ورمي بهم في مزبلة التاريخ بعد أن لفظهم الشعب اليمني العظيم.. صحيح أنهم لم يعاقبوا من قبل القيادة السياسية على أفعالهم ومؤامرتهم ضد الوحدة والشعب وهذا يرجع إلى كرم القائد العظيم ونظرية العفو عند المقدرة التي تتبعها قيادتنا السياسية في الماضي والحاضر في تعاملاتها مع أبناء الوطن الخارجين عن القانون.. وهذا ما زاد طمع هذه الجرذان وجعلها تتمادي في غيها وأفعالها الإرهابية ضد الوطن معتقدة أن العفو سيكون من نصيبهم في نهاية المطاف فهل يا ترى سيتحقق لهم حلمهم هذا؟ من هنا نقول أنه للتهاون مع هذه الفئة حدود معينة، وهناك خطوط حمراء متى ما تجاوزها الشخص يكون عرضة للعقاب- وأي عقاب انه عقاب يرتقى إلى مستوى الجرم المرتكب من قبله والعصابة الإرهابية بقيادة عبد الملك الحوثي وأخيه الهارب يحيى الحوثي ومعهم تلك الجرذان التي شحبت أصواتها من النعيق والعواء، وحفيت أقدامها وهي تتسول من باب سفارة إلى أخرى داخل الوطن، أو تلك المقيمة في فنادق خمسة نجوم خارج الوطن لجمع الأموال من أجل إلحاق الضرر بالوطن والمواطن اليمني.. أقول : قد تمادت كثيراً وبلغ السيل الزبا، فلم يعد هناك مجال للتهاون معها أو المهادنة، وقد أينعت رؤوسها وحان قطافها، وأصبح لزاماً قطع دابرها.. وهذا ما ستفعله قواتنا المسلحة والأمن بإذن الله تعالى ومعها الشرفاء كل الشرفاء من أبناء هذا الوطن المعطاء.. وما فتنة الحوثيين اقل خطراً من فتنة الانفصال التي استطاعت قواتنا المسلحة والأمن وبتكاتف أبناء اليمن الميامين من كسر شوكة الانفصاليين بفترة بسيطة ووئد الفتنة في مهدها..! نعود ونوجه كلمة أخوية إلى أقطاب المشترك ونقول لهم: أو لم تخجلوا من أنفسكم وانتم تصدرون بيانكم المخزي؟ ماذا بقي لكم من حياء بعد هذا البيان؟ إذا كان حقدكم على فوز مرشح اليمن بالرئاسة قد أوصلكم إلى حالة من الهستيريا والجنون فما ذنب أبناء القوات المسلحة الذين يقتلون غدراً على أيادي الإرهابيين من الطائفة الحوثية الخبيثة؟ أم أن عدوى المالكي ومقتدى الصدر ومليشياتهم قد أصابتكم بالإسهال السياسي، وأصبحتم تعانون من الجفاف المزمن، فاصفرت جلودكم، واحورت أعينكم عن الحقيقة، والتوت ألسنتكم فلم تعد باستطاعتها النطق بالحروف الهجائية الصحيحة..!؟ سقطت الأقنعة وظهر زيف الوطنية التي تعزفون عليها ألحانكم ليلاً ونهارا.. ماذا تقولون لأبناء ضحايا الإرهاب الحوثي اليوم؟ هل لكم أن تفسروا لنا ماهي مطالبكم، ومطالب الإرهابيين الحوثيين؟ إنكم تدورون في دائرة مفرغة لا هدف لكم ولا رؤية مستقبلية.. أخيراً نتمنى لكم الشفاء العاجل من العجز الذي أصابكم..! [email protected]