بعد تجربته مع العجوز المسلم ابراهيم يقتنع الصبي الفرنسي اليهودي مومو في رواية السيد ابراهيم وزهور القران بأن هناك مشتركا روحيا بين الاديان السماوية الثلاثة قبل أن يتحارب أتباعها. والرواية التي كتبها الفرنسي اريك ايمانويل شميت صدرت ترجمتها العربية بالقاهرة وتتناول نمو صداقة غير تقليدية بين ابراهيم المسلم الذي تجاوز السبعين ويمتلك ناصية الحكمة والصبي مومو أو موييس موسي الذي يجد في الشيخ بديلا لمعظم القيم الروحية والاسرية التي يفتقدها. في البداية كان الصبي الفرنسي اليهودي ذو الثلاثة عشر عاما ينظر الي الشيخ بجفاء لانه عربي واستباح بلا تأنيب من ضمير سرقة بضاعة الرجل الذي يمتلك محل بقالة بالعاصمة الفرنسية. ولكن سحر الرجل يتسرب الي الصبي فيدفعه الي اعادة النظر في أمور كثيرة كانت خارج وعيه واهتماماته. يروي الصبي أنه اكتشف ذات يوم في الحمام مفاجأة كبري هي أن السيد ابراهيم أجريت له عملية الختان مثل اليهود فيوضح له الشيخ أن المسلمين واليهود شركاء في هذا انه قربان النبي ابراهيم لقد قدم طفله لله قائلا له ان بامكانه أن يأخذه. ان قطعة الجلد تلك التي تنقصنا هي علامة ابراهيم ففي الختان يمسك الاب بابنه. الاب يقدم الامه في ذكري قربان ابراهيم. ويدرك الصبي عبر هذه الحوارات أن اليهود والمسلمين وحتي المسيحيين كان لهم رجال عظام كثيرون مشتركون قبل أن يتعاركوا فيما بينهم. ويتضافر الدرامي مع التسجيلي بذكاء فني يخلو من النتوءات فالبطل الصغير الذي يقول ان القواميس تصيبه بخيبة أمل يفتح قاموس لاروس فيعرف أن الصوفية حركة اسلامية روحانية نشأت في القرن الثامن وتولي الاهمية الكبري للعقيدة الداخلية للدين. والرواية التي صدرت بالفرنسية عام 2001 صدرت لها ترجمة عربية في سوريا ولكن دار الشروق المصرية أشارت في بيان الي أن هذه الترجمة أول ترجمة عربية شرعية للرواية تتم وفق القوانين المنظمة لحقوق الملكية الفكرية. وتقع الترجمة العربية في 71 صفحة متوسطة القطع تشمل مقدمة مترجمها محمد سلماوي الذي قال ان قيمة الرواية تكمن في أنها تتخطي كل العقبات العنصرية والدينية والحضارية لتقدم لنا علاقة انسانية جميلة بين مسلم ويهودي. بين شرقي وغربي. بين كهل وصبي... قصة حب بين شطري هذا العالم. انهما الشطران المتصارعان أبدا.. الشرق والغرب اللذان يجتمعان هنا في عناق نادر. واكتسبت الرواية شهرة منذ عامين بعد أن تحولت الي فيلم أخرجه الفرنسي فرانسوا دوبيرون عام 2003 وقام ببطولته الممثل المصري الشهير عمر الشريف الذي حصل عن دوره علي عدة جوائز منها جائزة أحسن ممثل في مسابقة سيزار الفرنسية. وعرف الفيلم والرواية لدي القراء العرب باسم السيد ابراهيم وزهور القران ولكن سلماوي مترجم الرواية شاء أن يترك كلمة مسيو بلا ترجمة الي مرادفها العربي السيد فظلت مسيو كما هي علي عكس سابقيه من الكتاب والمترجمين العرب الذين كتبوا عن الرواية أو الفيلم.