وما من كاتب الا سيبلا.. ويبقى الدهر ما كتبت يداه فلا تكتب بخطك غير شيء.. يسرك يوم بعثك ان تراه لقد اصبح الاعلام السمة المميزة للعصر ، واصبح تأثيره في حياتنا طاغيا لا يستطيع معه اي فرد يتجنبه ، فهو يصنع العقول ويحركها ، ويغير اتجاهات الافراد ويوجههم الى حيث يشاء ، ويصنع الاحداث والاخبار ، فيخطو بالشعوب والدول الى الامام او يخطوبهم الى الوراء ، أو يجعلهم في مكانهم حيث هم لا يحركون ساكنا ، فالاعلام التضليلي هو الذي يخطو بالشعوب الى الوراء ، هو الذي يخطو بهم الى التخلف والخمول واليأس ، هذا هو الاعلام الذي يسعى الى ايقاف مسيرة الشعوب نحو ما هو أفضل. فالاعلام هو الذي يرسم الطريق الصحيح لمسيرة الشعوب ، فتبرز شعوب مستنيرة متكاملة الشخصية واعية مثقفة لها فعالياتها وتحقق ذاتها وتعرف مالها وما عليها ، و يرسم ويخلق شعوبا تعاني من الخواء الوجداني والإدراكي امام ضغوط اعلامية تسعى الى تجريد الافراد من هويتهم وانتماءاتهم وقيمهم ومعتقداتهم وثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم. فالصحافة بكتابها وكاتبها يجب أن تهدف الى الاصلاح وليس الى زيادة الشق بين فئات المجتمع ، مثل ماتحاول بعض الاقلام في الصحافة الالكترونية والصحف المطبوعة ان تغرد خارج السرب وتكتب ما لا ينفع ارضاء لغرور فئة معينة خانة الامانه وباعت الوطن. واعتقد اننا بعد فترة الثورة التي شهدناها ندخل الان مرحلة جديدة ، وهي مرحلة إعادة بناء المجتمع ، وأعتقد انه يجب علينا جميعا أن نعي هذا ، الآن ندخل في إعادة البناء وهذا هو دور النشطاء على الانترنت. ويجب ان نكون حذرين بالنسبة الى استخدام وسائل الاتصال الاجتماعي في اعادة البناء لاننا الان في مرحلة تزداد فيها الشائعات التي تؤثر مباشرة في الأحداث الفاصلة.. وهي مرحلة اعادة بناء المجتمع اليمني ، فنحن نمر في فترة انتقالية تحتمل تغيير كل شيء، وفترة لاعادة هيكلة الجيش ، وفترة اعادة بناء مؤسسات الدولة وهيكلتها و.. الخ.. كل هذه الامور تستدعي متطلبات جديدة من ناحية استخدام الانترنت ومن ناحية التهدئة الاعلامية . وخطورة الانترنت تتمثل في نشر الشائعات ، ويجب الا ننسى ان وسائل التواصل الاجتماعي لا تخضع لمعايير مهنية ، وان افتقارها المعايير المهنية في التواصل الاجتماعي معناة انك تنشر اي شي ولا تقع تحت طائلة المسؤلية او المحاسبة القانونية، وخطر ذلك يتمثل في امكانية نظر الشعب الى الشائعات على انها حقيقة ، ويتصرف عليها ويتنقلها . صحيح أن وسائل الاتصال الاجتماعي ووسائل الاعلام الحديث، تفوق بكثير مالها من عيوب ، لكن يجب ان نقف عند سلبياتها وذالك لدرء المخاطر فقط ، ذلك لان المرحله القادمة تستدعي منا النظر لمصلحة الجميع مصلحه اليمن واليمنيين اجمع فنحن في مرحله استثنائية.. والشعوب العربية كلها على قلب رجل واحد وما يفرقها هي سياسات الحكومات والحكام، ولكن الان والحمدلله اصبح صوت الشعب هو الصوت العالي والصوت المسموع ولا يمكن ان تتجاهله الحكومات حتى ان أرادت ذالك.