كثر الحديث هذه الأيام عن الرئيس المجاهد في سبيل الثورة والجمهورية والوحدة علي عبدالله صالح، والتف من حوله الوطنيين وكل الخائفين من مصائب اليمن بكل سذاجة. من حيث المبدأ الحديث عن الحسم والقضاء على الحوثي في صعدة حديث أعمى لأن الحركة الحوثية في صعدة ليست سوى جناح مسلح لمشروع سياسي وفكري طويل عريض عروقه في القصر الجمهوري، والقضاء عليه يتطلب مشروع وطني جامع ورئيس وطني ليس لديه التزامات للمشروع الإمامي تمنعه من الحفاظ على البلد. لا تصدقوا الرئيس للمرة السادسة.. في 2007 كنت في صعدة، ونجوت من محاولة اغتيال حوثية رغم أنني ذهبت كتربوي جاء لمراقبة الامتحانات ،( لا كصحفي) . وكان الجيش قد سيطر على معظم المناطق التي يتمركز فيها الحوثة... كنت أسأل: أين "الحوثة"؟.وكانت الإجابة.. قتلوا وفر من تبقى منهم إلى "نقعة". وكان أنصار الجمهورية يرددون الزامل: نقعة ويا وكر الذيابة.. يا أخر أوكار العصابة الجيش قادم والنيابة.. يدحر الطغيان.. وأذكر كان قائد كتيبة في لواء العمالقة يحلف: "لو في أمر اروح نقعة أجيب راس الحوثي بروح اجيبه الآن" وبينما كان الحوثي يلفظ أنفاسه الأخيرة جاء خبر إيقاف المواجهات بوساطة قطرية في نشرة التاسعة فأقسم هذا القائد العملاق أن الرئيس حوثي وأن قطر شيعة. في قصة موسى عليه السلام مع العبد الصالح بسورة "الكهف" رفض العبد الصالح، أو "أستاذ الأنبياء"، مصاحبة النبي موسى عليه السلام لأنه كرر الخطأ ثلاث مرات، فكيف يقود الركب اليماني في معركة الدفاع عن الثورة والجمهورية شخص وقد أخطأ خمس مرات ضف عليها أن الوحي الذي ينزل عليه يأتي عن طريق الطابور الخامس للحوثيين وليس عن طريق جبريل كما في حال موسى. لماذا لا نتعلم من أستاذ الأنبياء الذي أتاه الله رحمه من عنده وعلمه من لدنه علماً..؟!..ونحن نعرف وباعتراف الرئيس نفسه، أنه صاحب الفكرة العبقرية "الشباب المؤمن" لوضع حد للتغلغل الاخواني السني في مناطق الشمال، ليس لسبب مذهبي لكن لأن الأخيرين معارضين سياسيين ومتدينين ما ينفع معاهم الا متدينين. الرئيس حوثي، ولمن يريد التأكد من أن علي عبدالله صالح منذ البداية حوثي فعليه العودة إلى "الميثاق الوطني" (وثيقة تأسيس حزبه المؤتمر الشعبي العام) ليرى بأم عينه كيف لعنت الدولة الحميرية والخلافة العثمانية.. وكيف تم التغاضي عن جرائم "الآل" بحق "الأذواء والأقيال". بدون مجاملة: نحن دائماً نراعي مشاعر القبائل في "مطلع" ونقول انه الحوثي خرج عن الزيدية، وان الزيدية مذهب تمام...، وهذا كله كذب: الحوثي لم يخرج عن الزيدية بل العكس: الحوثي أعاد الزيدية الحقيقية التي دخلت اليمن قبل مئات السنين... المذهب الزيدي مذهب إمامي يقود بالضرورة إلى العنصرية وتقديس الآل... إلى آخر ذلك القاموس الشيعي الخبيث. الخلاصة: الرئيس عليه التزامات أمام الشعب، وعندما طلب منه الشعب هذه الالتزامات.. خلق الحوثي وقال: أنا مشغول بالدفاع عن الثورة والجمهورية. وعندما طالت أزمة الحوثي واتضحت بعض خيوطها التي تؤدي إلى هوية صانعها. خلق الانفصاليين وقال: أنا مشغول بالدفاع عن الثورة والجمهورية والوحدة.