بالتزامن مع اشتداد ضربات التحالف العربي لمواقع الحوثيين، وقبل ساعات من سريان الهدنة المقررة مساء اليوم، وصل المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ، إلى العاصمة صنعاء، في وقت تستعد فيه منظمات إنسانية لعملية واسعة النطاق في اليمن. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، التي يسيطر عليها "الحوثيون"، عن ولد الشيخ، قوله إن "الزيارة ستبحث موضوع الهدنة الإنسانية التي أعلن عنها والعمل على التحضير لها، إضافة إلى بحث جلوس الأطراف اليمنية على طاولة الحوار، بهدف الوصول إلى حل سياسي". وأكد الشيخ، حسب الوكالة، أن "الهدنة يجب أن تكون غير مشروطة لتتمكن الأممالمتحدة من إيصال المساعدات لكل اليمنيين"، مشيراً إلى أن "هناك فريق من المنظمات الإنسانية، كاليونيسيف، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمات أخرى ستصل لاحقاً إلى صنعاء". وأضاف المبعوث الأممي "إننا مقتنعون أنه ليس هناك حلاً للمشكلة اليمنية، إلا من خلال الحوار". ميدانياً، واصلت طائرات التحالف غاراتها على مواقع "الحوثيين" في صنعاء، واستهدفت إحداها مخزناً للوقود قرب معسكر الصيانة التابع للجيش، والذي يسيطر عليه "الحوثيون" في منطقة الحصبة. وفي مدينة عدن، جنوباليمن، قال شهود إن التحالف قصف مواقع ل"الحوثيين"، في وقتٍ لا تزال فيه"المقاومة الشعبية" تقاتل "الحوثيين" في المدينة، وفي أنحاء جنوباليمن، ويأتي ذلك بعد تبادل القصف العنيف بالمدفعية الثقلية، أمس الاثنين. وفي السياق نفسه، سقط قتلى وجرحى في اشتباكات بين "المقاومة الشعبية"، ومسلحين "حوثيين" في عدة أحياء بمدينة تعز وسط اليمن، حسب شهود عيان أيضاً. وأفاد الشهود، بأن قتلى وجرحى، لم يعرف عددهم، سقطوا من جراء اندلاع اشتباكات بين الطرفين، في أحياء صينة، والمرو، والضباب، بمدينة تعز. ووفقاً للشهود، فإن شخصين آخرين "لم تعرف هويتهما"، قتلوا بنيران قناصة "حوثيين" قرب مقر فرع جهاز الأمن السياسي (الاستخبارات) غربي مدينة تعز. ومن المقرر سريان وقف إطلاق النار، في الساعة 11 مساء بالتوقيت المحلي، للسماح بدخول شحنات الغذاء والدواء للبلاد التي تقول جماعات الإغاثة إنها تواجه كارثة إنسانية. على صعيد آخر، أكد مسؤول في وزارة الدفاع الماليزية، رفض الكشف عن اسمه، أنَّ الوجود العسكري لبلاده في اليمن يقتصر على تقديم المساعدات الإنسانية، وإجلاء الطلاب الماليزيين. ونفى المسؤول الماليزي، اشتراك قوات بلاده في العمليات العسكرية التي تقودها السعودية ضد مسلحي الحوثي وقوات الرئيس المخلوع، علي عبد الله صالح. في غضون ذلك، تستعد الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، للقيام بعملية إنسانية واسعة النطاق باليمن. وقالت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي، إليزابيث بيرز، خلال مؤتمر صحافي في جنيف، إن منظمات إنسانية "مستعدة لتقديم حصص غذائية طارئة لأكثر من 750 ألف شخص في المناطق المتضررة من جراء النزاع". وسيستفيد برنامج الأغذية العالمي من الهدنة لكي يودع مخزونات من المساعدة الغذائية. من جهته، قال المتحدث باسم مفوضية الأممالمتحدة العليا للاجئين، أدريان إدواردز، إن الوكالة "تضع اللمسات الأخيرة على التحضيرات" لكي تقيم "جسراً جوياً كبيراً"، على أن تنقل ثلاث طائرات في بادىء الأمر 300 طن من المساعدات. ولفت إلى أنّ "مئات آلاف الأشخاص يواجهون صعوبة في تأمين احتياجاتهم الأساسية، وهم بحاجة ماسة إلى المساعدة".