استخدمت الشرطة في بنجلادش مدافع المياه والهراوات لتفريق مئات المحتجين المؤيدين لحزب المعارضة الرئيسي في بنجلادش الذي دعا إلى إضراب عام يوم أمس الاثنين للمطالبة بإجراء انتخابات برلمانية مبكرة لازاحة الحزب الحاكم عن السلطة. وقال شهود ان عشرات المحتجين أصيبوا خلال الاشتباكات مع الشرطة بينما قالت وسائل الإعلام ان السلطات احتجزت 70 نشطا على الاقل. ولا يتوقع المحللون أن يؤدي الاضراب العام الى تغيير موعد اجراء الانتخابات المقررة في عام 2013 . وهذا هو ثالث اضراب ينظمه حزب بنجلادش الوطني منذ تولي رئيسة الوزراء الشيخة حسينة منصبها أوائل عام 2009 . لكن هذا التحدي واسع النطاق من جانب الحزب الذي تعزز موقفه بعد نجاحه في الانتخابات البلدية وزيادة الغضب الشعبي من ارتفاع معدلات التضخم من شأنه أن يؤدي الى تفاقم المشكلات التي تواجهها بالفعل حكومة الشيخة حسينة التي تحاول جاهدة احتواء الاستياء الشعبي من ارتفاع الاسعار ونقص الخدمات العامة فضلا عن انهيار البورصة وهي مصدر رئيسي لدخل الكثيرين في هذا البلد الفقير. وقال شاهد من رويترز ان خمسة على الاقل اصيبوا من بينهم اثنان حالتهما خطيرة خلال الاشتباكات التي جرت بين الشرطة والمحتجين أمام مكتب حزب بنجلادش الوطني الرئيسي في العاصمة داكا. وقال المراسل خلال اتصال هاتفي «الشرطة استخدمت الهراوات ومدافع المياه لاجبار المتظاهرين على العودة الى مكتب الحزب. كما اعتقلت الشرطة نحو 20 نشطا». وذكرت وسائل اعلام ان نحو 50 محتجا اصيبوا واحتجز عشرات خلال اشتباكات جرت خارج داكا. وفي ديسمبر كانون الاول بلغت نسبة التضخم في أسعار الغذاء 11 في المئة وهي أعلى مستوى في ثلاث سنوات وحذر محللون من أن ارتفاع أسعار الغذاء عالميا ربما يؤدي الى زيادات اخرى في الاسعار. وكان مستثمرون غاضبون قد خرجوا الى شوارع العاصمة أمس الأول الاحد بعد أن تعرضت البورصة من جديد لهبوط كبير في أحدث تراجع ضمن سلسلة من الانهيارات دفعت المسؤولين الى وقف التداول عدة مرات الشهر الماضي. ويوم أمس الاثنين انخفض مؤشر بورصة داكا أربعة في المئة خلال ساعتين في اعقاب انخفاض بلغ 5.7 في المئة في اليوم السابق. ونظمت قوات الامن دوريات في شوارع داكا وانتشرت حول المباني الحكومية الرئيسية يوم أمس الاثنين. وشوهدت قوات مكافحة الشغب فوق عربات مدرعة مزودة بمدافع مياه. وبدأ الإضراب في السادسة صباحا وينتهي في الثامنة مساء . وتستخدم الاحزاب السياسية في بنجلادش الاضرابات لاحداث تغيير سياسي. وقال جاينال عابدين فاروق وهو مسؤول كبير في حزب بنجلادش الوطني لنشطاء الحزب أمس الأول الاحد «الاضراب جزء من احتجاجنا على تجاوزات الحكومة. اذا لم تتصرف بشكل ديمقراطي فسنضطر الى القيام بحملة ضارية لاجبارها على اجراء انتخابات مبكرة». لكن وزير الدولة للشؤون الداخلية شمس الحق توكو طالب المعارضة بايجاد طرق أخرى للاحتجاج. وقال «الاضراب كسلاح سياسي أصبح غير كاف لزعزعة الحكومة.