هي كنيسة داخل أسوار البلدة القديمة في القدس ، بنيت فوق الجلجلة أو الجلجثة وهي مكان الصخرة التي صلب عليها المسيح. وتحتوي على المكان الذي دفن فيه المسيح واسمه القبر المقدس. سميت كنيسة القيامة بهذا الأسم نسبة إلى قيامة المسيح من بين الأموات في اليوم الثالث من موته على الصليب بحسب العقيدة المسيحية. وتعد الكنيسية في موقعها الجميل بين الأشجار وبقبابها السبعة البصلية الشكل والمذهبة اللون التي تطل على القدس القديمة من اروع معالم مدينة القدس . يقدم لنا الإنجيليون المعلومات التالية عن موضع الجلجلة، كان مكانا قريبا جدا من مدخل المدينة ويقع على طريق يرتادها الناس بكثرة غير بعيد عن حديقة كان فيها قبر جديد. ويقول الإنجيل أيضا أنّ المكان كان يدعى الجمجمة (بالآرامية جلجثة)، والإسم يقدم لنا أحد تفسيرين، الأول أن الموقع كان مكان إعدام للمجرمين وسمي بالجمجمة بسبب جماجم القتلى، والثاني بكل بساطة لأنّ التلّ يشبه شكل الجمجمة أو الرأس البشري. كان موقع صلب يسوع " عيسى عليه السلام " ودفنه مكرمين دون انقطاع منذ أوائل الزمان من قبل الجماعة المسيحية المقيمة في القدس ، وكان اليهود من جهتهم يهتمون جدا بقبور الشخصيات المهمة. وبين عامي 41 و 44 م بني السور الثالث الذي شمل ضمن حدود المدينة أيضا موضع الجلجلة. و بعد القضاء على الثورة اليهودية عام 135 م، عانت القدس من تغيير جذري، فقد طُرد اليهود والسامريون والمسيحيون ومنعوا من العودة ، وعقد أدريانوس العزم على مسح كلّ ذكر للديانة اليهودية التي كانت تثير الشغب والثورات، فدمر كلّ أماكن العبادة، لكن الخبرة الدينية المرتبطة بتلك الأماكن كانت متأصلة وجذرية ولم يكن من السهل محوها. كان موت يسوع موضوعا للتأملات منذ أول الأزمان، وسرعان مابرزت الكتابات التي حاولت إظهار كيف أن هذا الموت حقّق الفداء للعالم، من هذه الكتابات «مغارة الكنوز» و«صراع آدم» و«إنجيل برتلماوس» وغيرها. وجعلت الجلجلة في مركز هذه القصص ووضعوا هناك آدم أيضا وحياة التوبة التي عاشها بعد طرده من الجنة ومن ثم موته. وتحت الجلجلة إلى الجانب الشرقي منها توجد مغارة يعتقد الكتاب أنها موضع قبر آدم، وأشير إليها أيضا على أنها موضع الجحيم الذي نزل إليه يسوع بعد موته ليحرر الأنفس. وهذه الأفكار التي حامت حول موضع الجلجلة تعود لليهود المتنصرين، ومن ثم قام أدريانوس ببناء قبة على ستة أعمدة فوق الجلجلة وكرسها عشتار (وهي الآلهة التي نزلت إلى الجحيم للبحث عن الإله تموز لتحرره) في محاولة منه للقضاء على فكرة نزول المسيح إلى الجحيم في هذا الموضع بالذات. لم يمس الفتح العربي عام 638 م، القبر المقدس بسوء وتمتع المسيحيون بالحرية الدينية. أما عام 1009 م فقد أمر السلطان الحاكم بأمر الله بتدمير كنيسة القيامة. وفي عام 1048 م نال الإمبراطور البيزنطي الإذن بإجراء بعض التصليحات. في 15 تموز (يوليو) 1099 م دخل الصليبيون مدينة القدس وقرروا إعادة بناء الكنائس القديمة المتهدمة بل وإنشاء مبنى ضخم يحوي داخله جميع الأبنية الأساسية وهي موضع موت (الجلجة) وقيامة (القبر) يسوع المسيح. وتحتفل هذه الكنيسة بعيد القديسة مريم المجدلية في 22 تموز من كل عام.