أكثر من عشرة آلاف شخص سيلقون حتفهم وسيصاب مئات الآلاف وسيلحق الدمار بنحو مليون منزل وسيضطر مليون شخص لإخلاء منازلهم وسيخسر الاقتصاد الياباني خمس حجمه. هذا هو السيناريو المتوقع إذا ضرب زلزال شدته 7.3 درجة العاصمة اليابانية طوكيو وهي كارثة يقول خبراء إن نسبة مخاطر حدوثها تبلغ 70 في المائة على مدى الثلاثين عاما المقبلة. ويعكف مخططو طوكيو منذ عقود من الزمن على وضع مشروعات لتخفيف الأضرار الناجمة عن زلزال على هذا النطاق وتطبق البلاد بعضا من أكثر معايير البناء صرامة فيما يتعلق بمقاومة الزلازل. لكن بعد شهر من الزلزال الذي بلغت شدته تسع درجات وهو اشد زلزال مسجل في تاريخ اليابان وأمواج المد التي دمرت شمال شرق البلاد يقول البعض انه حان وقت الاستعداد لما هو أسوأ من ذلك بكثير. وعانت طوكيو عندما تسبب زلزال 11 مارس آذار الذي يقع مركزه على بعد نحو 300 كيلو متر شمال شرقي العاصمة في توقف القطارات وتقطع السبل بالركاب وتعطيل الاتصالات الهاتفية ونقص في الطاقة ونفاد الاحتياجات الأساسية مثل الخبز والحليب من المتاجر خلال ساعات. وقال هيديو هايجاشيكوكوبارو الذي يترشح مستقلا في انتخابات حاكم طوكيو التي تجرى اليوم الاحد «أشخاص كثيرون قالوا ان ما حدث كان يفوق التوقعات لكني اعتقد أن مسؤولية الحكومة أن تستعد لغير المتوقع.» ويتفق الخبراء على أن طوكيو بحاجة إلى إعادة التفكير في خططها ومن ذلك ماذا تفعل إذا ضربت كارثة محطات للطاقة النووية اقرب من العاصمة من محطة فوكوشيما التي تبعد عنها 240 كيلومترا حيث يحاول المهندسون احتواء أسوأ كارثة نووية في 25 عاما. وقال تاكاكي كاتو الأستاذ بالمركز الدولي لهندسة الأمان المدني بجامعة طوكيو «إذا ضرب زلزال اكبر طوكيو فربما نواجه كارثة. «الاستعدادات لا تزال غير كافية لزلزال شدته 7.3 درجة. لكن على الرغم من انه ستكون هناك أضرار وسيعاني الناس فمن الممكن أن تتعافى الأمور.» وأضاف بقوله «لكننا نحتاج إلى مراجعة السياسات لذلك إذا وقع زلزال شدته تقارب ثماني درجات يمكننا الحد من الأضرار والارتباك.» وكان آخر زلزال كبير يضرب طوكيو عام 1923 حيث بلغت شدته 7.9 درجة وقتل أكثر من 140 ألف شخص ودمر مناطق كثيرة بالعاصمة ويوكوهاما المجاورة. وزلزال شدته 7.3 درجة سيكون سيئا بدرجة كافية إذا ضرب طوكيو لان 35 مليونا من سكان اليابان البالغ عددهم 128 مليونا يسكنونها والمناطق الحضرية القريبة فضلا عن إسهامها بثلث اقتصاد البلاد. ويتوقع تقرير حكومي انه إذا ضرب زلزال في هذا النطاق طوكيو فسيقتل ما يصل إلى 11 ألف شخص ويصيب نحو 210 آلاف ويجبر نحو سبعة ملايين على إخلاء منازلهم وسيسبب خسائر بتريليون دولار للاقتصاد البالغ حجمه خمسة تريليونات دولار وهو ما يزيد ثلاث مرات عن خسائر زلزال 11 مارس. وأحد الأسئلة هو كيف ستتعامل طوكيو مع أزمة نووية اقرب إلى العاصمة مثل محطة هاماوكا النووية التابعة لشركة تشوبو الكتريك باور على بعد 200 كيلومتر إلى الجنوب الشرقي. وقال كاتو «لا توجد خطة لحالة تصبح فيها منطقة بأكملها ملوثة بالإشعاع. الناس ستود الفرار لكن لا يمكنهم ذلك مرة واحدة. إذا حدث ذلك فربما نضطر لإجلاء الأطفال كما حدث خلال الحرب.» ودفع شبح الكارثة في العاصمة احد مستشاري رئيس الوزراء ناوتو كان إلى اقتراح بتشكيل حكومة ظل في جزء آخر في اليابان. وقال تاكايوشي ايجاراشي الأستاذ بجامعة هوسي لرويترز «نحن نحتاج إلى التفكير في إما توزيع الوظائف الحكومية أو إنشاء نظام بديل في غرب اليابان.»