الاحترام والتقدير الكبيران اللذان كان يحظى بهما الأستاذ الفاضل أحمد عبدالله الباشا الذي سيظل يحظى بمكانته المرموقة بين أهله وأصدقائه وتلاميذه كشخصية رياضية وتربوية فاضلة.. كل تلك الاعتبارات شجعتنا على حضور حفل التكريم الذي كانت جامعة عدن، برعاية أ. د عبدالعزيز صالح بن حبتور رئيس الجامعة، قد نظمته لتكريم كوكبة من الشخصيات التي كان لها دور في النهضة الحضارية التي شهدتها مدينة عدن، وكان حفل التكريم على هامش الندوة العلمية (عدن بوابة اليمن الحضارية) في 18 يناير 2011م وكان تكريم جامعة عدن للأستاذ أحمد عبدالله الباشا، هو آخر تكريم ناله وهو على قيد الحياة. تبجيلي وتقديري لهذه القامة التربوية والرياضية العريقة، شجعاني أيضاَ على أن أدعوه للحضور الى مرجة ورياض منتدى عدن الأهلي الاجتماعي في منطقة الدرين، خاصة أن الباشا - رحمه الله - كان قد تعذر عليه حضور حفل التكريم الذي أقيم في صهاريج الطويلة بمدينة كريتر.. وقد لبى المغفور له الباشا الدعوة، وفي الرابعة عصراً من يوم الجمعة الموافق 21 يناير 2011م، اصطحبته الى مقر المنتدى واحسست بالسرور وغبطة الفرح تنير ابتسامته وهو يدخل على رواد منتدى عدن الأهلي الاجتماعي بقامته الفارعة والكل مرحب به وفي مقدمتهم رئيس المنتدى محمد عبد المجيد الجوهري، وكان المشهد الرائع مفاجأة للجميع.. حضور الباشا والبعض لا يعلم سر هذا القدوم ومع ذلك كان الكل مسروراً وجاء الأخ - أ. د. خليل ابراهيم أمين عام جامعة عدن، الذي كلف شخصياً من قبل د. عبدالعزيز بن حبتور رئيس جامعة عدن لاستلام شهادة التقدير ودرع الندوة العلمية (عدن بوابة اليمن الحضارية) وحرصهما على تسليم الباشا شهادة التقدير ودرع التكريم عرفاناًَ بعطائه ودوره الكبير في الحركة الرياضية اليمنية وعراقتها التاريخية في مدينة عدن. وعقب التكريم من قبل الأخ أمين عام جامعة عدن، نيابة عن رئيس الجامعة، تشرفت بالتقاط الصور التذكارية لتلك اللحظات المبهجة الجميلة، وقال لي الأستاذ أحمد عبدالله الباشا، صباح اليوم التالي : بصراحة المكان جميل وهادئ وفرصة أن التقيت بأبنائي في المنتدى، ويستحق أن أحضره مجدداً والأجمل التزامك بالموعد، لأنك إن كنت تأخرت عشر دقائق، ما كنت سأحضر وما كنت ستجدني أنتظرك في مقهى الشجرة في الشيخ عثمان. وأضاف قائلاً : " عدت الى البيت والسعادة تغمر مشاعري، وما تتصور كم كنت مرتاحاً ليلة البارحة، انقل شكراً لرئاسة جامعة عدن ومنتدى عدن الأهلي الاجتماعي، وحقيقة كنت قد تسلمت رسالة الدعوة الرسمية للحضور ولكن لأني لا أرى جيداً في الليل ولبعد المكان (صهاريج عدن) لم أتمكن من حضور حفل التكريم". رحم الله الأستاذ أحمد عبدالله الباشا صاحب القلم الصادق غير المجامل أو المنافق الذي كان يتحفنا بملاحظاته النقدية الرشيقة والمختصر جداً .. جداً من خلال عموده "روشتة رياضية" في صفحة الرياضة ب "الأيام" إحدى الدروب المهنية التي فسحت لقلم الباشا الحيز اليسير ليضع النقاط على حروف الاعوجاج الإداري والاختلال الفني على مستوى هذا النادي أو ذلك الفريق، ونقده الغيور على ما آلته إليه أحوال الرياضة والأندية والاتحادات الرياضية، وخاصة في لعبة كرة القدم، لأن قيادات هذه اللعبة وإداراتها الفنية، لم تصل بتجاربها ورؤيتها وطموحاتها وبآمال الجماهير الى المكانة التي تؤهلها لتضع البرامج التي تمكنها من الاستفادة من الأخطاء والحفاظ على بعض الانتصارات المحققة، ولو كانت هناك خطة محكمة ونوايا صادقة لما كان هذا هو حال الرياضة في أندية عدن. ورحم الله الباشا بسعادة لا تفارق روحه.