أثناء البحث والتنقل بين القنوات الفضائية لمتابعة ما يجري من أحداث في الساحة العربية هذه الأيام وما يعتمل في بلادنا في الوقت الراهن توقفت فجأة لمشاهدة قناة الفتنة والإثارة والإشاعات الكذابة ( سهيل) وهي تبث لقطات لطفلة صغيرة بريئة كتب على جبينها الكلمة التي تقال للمستعمر (إرحل) ورسم على خديها علم الجمهورية اليمنية وهي تصرخ بكلمات احتجاح لقنتها من قبل الجموع المعتصمة في الساحات والميادين العامة وفجأة نشاهد تلك الطفلة البريئة التي أقحمت في تلك الاحتجاجات السياسية تنفجر باكية بكاء حاراً يقطع نياط القلوب ويعجز الفم عن التعبير عن ذلك الموقف الإنساني المؤثر والسؤال الذي يطرح نفسه عن كيفية استغلال أصحاب القلوب القاسية والعقول الوحشية المتحجرة براءة تلك الطفلة في دعايتهم الإعلامية والإعلانية الرخيصة الهادفة إلى المكايدات والمناكفات والاتهامات التي تنتهجها المعارضة تجاه النظام الحاكم دون اعتبار لمشاعر وأحاسيس تلك البراءة التي لا علاقة لها بالصراعات السياسية ولا تفقه حتى معنى الكلمة التي لقنوها لكي ترددها سوى أن والدها كان ضحية تلك الصراعات التي حدثت مؤخراً. ونحن نتساءل أين هي منظمات وجمعيات حقوق الطفل ولماذا لا تتحرك تجاه هذا الانتهاك الصارخ لحق الطفولة والبراءة ؟!! ومن سيحاكم هؤلاء البشر الذين نزعت الرحمة من قلوبهم وانعدمت الرأفة من أفئدتهم ولم يحترموا حقوق تلك الطفلة لبريئة ولم يقدروا مشاعرها ولا أحاسيسها . فإذا كان هذا هو سلوك من يزعمون بأنهم يناضلون من أجل الحرية وحقوق الإنسان والثورة ضد الظلم .. فأين هي هذه الحرية التي يتشدقون بها وهم يستغلون معاناة تلك الطفلة البريئة لأهدافهم وأغراضهم السياسية تجاه السلطة والنظام ولم يقدروا دموع تلك البراءة التي لو سقطت على صخرة لفتتها. أين هي أخلاق هؤلاء من أخلاق (الرحمة المهداة ) الذي وصفه ربه بأنه بالمؤمنين رؤوف رحيم حين قبل الحسن والحسين عليهما السلام أمام أحد زعماء قبائل العرب فتعجب ذلك الزعيم القبلي من تقبيل النبي صلى الله عليه وسلم حفيديه وقال له: أتقبلهما ؟؟ والله إن لي عشرة من الأولاد لم أقبل واحداً منهم مطلقاً فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما معناه " ماذا أعمل لك إذا كان الله سبحانه وتعالى قد نزع الرحمة من قلبك؟ " وها هو الزمن يطوى وكأن التاريخ يعيد نفسه فنرى في زماننا أناساً يعيشون بين أظهرنا يستمتعون بدموع وبكاء وآلام الأطفال الأبرياء بل ويستخدمونها لتجسيد أغراض صراعاتهم السياسية مع السلطة والنظام وهؤلاء الأطفال لا ناقة لهم ولا جمل في هذه الصراعات والمكايدات السياسية وهذا الفعل يتنافى مع كل الأعراف الإنسانية ويتناقض مع أهداف المنظمات العالمية المعنية بحقوق الطفل ويتناقض مع الأخلاق السامية للدين الإسلامي الحنيف وأخلاق نبي الرحمة المهداة الذي نزعم أننا نقتدي به ونهتدي بهديه وأننا أصحاب الحكمة والإيمان، عجبي!!؟