امام ما تقوم به العناصر الإرهابية المسلحة التابعة لتنظيم القاعدة بمحافظة أبين من اعمال اجرامية وتخريب وتدمير لكل معاني الحياة وتشريد جماعي لسكان مدينتي زنجبار (عاصمة المحافظة) وجعار، امام ذلك الفعل الوحشي الهمجي لهذه الأيادي الآثمة التي تلطخت بدماء الابرياء والشرفاء وحولت محافظة مناضلة بحجم أبين إلى مسرح للبطش والقتل والنهب والخراب، توحدت قبائل المحافظة الأبية بنسيجها الاجتماعي الكبير على كلمة واحدة وهدف واحد هو مواجهة هذه الجماعات الإرهابية واخراجها من كافة مناطق ومدن المحافظة بقوة السلاح مثلما استباحت الأرض وشردت السكان بقوة السلاح. ومن مودية الحرة الأبية سجلت قبائل آل الوليدي وآل الحسني والمياسر الموقف الشجاع واطلقت الشرارة الأولى للثورة ضد الإرهابيين وتمكنت من تطهير مودية من المسلحين الذين لاذوا بالفرار ليمتد التحرك إلى الوضيع وآل فضل وإلى يافع التي وجهت انذاراً شديد اللهجة للقاعدة وفي جعار والحصن وباتيس وجدت الجماعات نفسها محاصرة امام ارادة وعزيمة المواطنين وقبائل يافع التي رفضت أن تكون منطقتها جعار مركزاً لانطلاق عمليات القاعدة ومثلها فعلت قبائل الفضلي وغيرها التي اعطت لأبطال القوات المسلحة دفعة معنوية كبيرة لتكثيف ضرباتها القوية على مواقع من تبقى من عناصر الشر والإرهاب والإجرام. ومن نافل القول أن هذا التحالف والتحرك القبلي المتماسك قد فاجأ المسلحين ومثل صدمة عنيفة لهم إذا وجدوا انفسهم أو من تبقى منهم محاصرين بفعل تقدم القبائل المسلحة ويقيناً أن التحرك الاجتماعي هو من يسقط أي مشروع إرهابي كهذا والمؤشرات الميدانية كشفت اختلال توازن الجماعات وانهيارها وقرب نهايتها المحتومة أوفرارها إلى حيث أتت وهذا هو مصير القوى الظلامية والدموية ولكل ظالم نهاية. الحاصل ان المتابع لما يجري في أرض أبين المحروقة حين يشخص الأوضاع بدقة يجد أن النصر بات قريباً، ومهما كانت الكارثة والدمار فإن أبين ستسعيد عافيتها ومثل هذه المأساة هي درس وعبرة أن المحافظة الصلبة لن تبقى تحت رحمة المجرمين، فأهلها من يافع إلى زنجبار والمحفد ولودر ومودية والوضيع وأحور صار عنوان توجههم ( إما نكون أو لا نكون).. وأدعو الحكومة إلى دعم القبائل وعبر القنوات الرسمية وليس بعشوائية فأبين ستحرر وسيعود السكان لقضاء شهر العبادة والصيام في ديارهم ولن يظلوا تائهين في الشوارع باحثين عن المساعدات وعن أولئك المتاجرين بقوتهم، وعلى الدولة أن تواصل مساعدتها للسكان حتى بعد عودتهم إلى بيوتهم .