* العسكريون القياديون الذين والوا اللواء المنشق علي محسن الأحمر، هم قلة قليلة، والمنتسبون للمعسكرات التي يقودونها هم أيضاً قلة، وليس كل جندي وضابط في تلك المعسكرات موالياً للمنشقين، ومع ذلك فلا نهون قدر أي انشقاق داخل الجيش مهما كان عدد المنشقين في الصغر.. لكن ليس هذا هو الموضوع الذي أود الكلام عنه، بل هو هذا العداء الشديد الذي يظهره الاصلاحيون تجاه الجيش والأمن بمختلف تشكيلاتهما وهي الأغلبية التي تشكل قوام مؤسستي الجيش والأمن، ويقابل هذا العداء تمجيد للأقلية المنشقة التي أطلقوا عليها وصف "قوات الجيش الموالية للثوار أو الثورة"، ويعنون بذلك علي محسن الأحمر ومن معه، وزيادة في العداء للجيش، وفي مسعى لمحاولة دنئية يشيعون أن المعسكر الفلاني أو العلاني صار جزءاً من قوات علي محسن، وخاصة حينما ارتبطت اسماء تلك المعسكرت بانجازات في مجال مكافحة الإرهاب، فقد أشاع علي محسن والاصلاحيون إن اللواء 25 ميكا موال لثورتهم وكذلك اللواء 119 مشاة واللواء 201 واللواء 39. بينما كل هذه الألوية العسكرية هي جزء من المؤسسة العسكرية الوطنية، وقد وجه لهم العميد الصوملي أمس صفعة قوية بتأكيده أنه وضباطه وجنوده يدينون بالولاء للوطن ومؤسسته الدفاعية، وكذب كل ما أشاعه الاصلاحيون واللواء علي محسن. * عداء الإصلاحيين للحرس الجمهوري وبقية تشكيلات الجيش والأمن مرده إلى كونهم يعادون كل من ليس معهم، وتمجيدهم للمنشقين على قلتهم يكشف عورتهم هذه.. وهي عورة مخزية من شتى النواحي.. أخلاقياً وسياسياً، ومطعن في ضمائرهم وطريقة تفكيرهم ونظرتهم إلى الشعب.. والجيش هو أفراد من هذا الشعب، والثائر أو المناضل والمثقف الحقيقي لا يفرق بين مواطنيه ولا يزدري فئة أو أشخاصاً ولا يفكر في إضعاف جيشه وأمنه. لا بأس على الاصلاحيين في تمجيد أقلية متمردة، فأسباب ذلك مفهومة، ولكن عار عليهم أن يعادوا المؤسسة العسكرية أو الأمنية ويشيعوا عنها أخباراً كذابة ومفحشة.. ويطلقون عليه "الحرس العائلي" وبقايا قوات النظام العائلي، يعني الجيش الكبير والوطني عائلي أما قلة منشقة فهي "ثوري"، ولا يستقيم هذا القول حتى لو وزناه بعيارهم، بل إن ذلك يستحيل ضدهم وليس لهم. فالمنشقون هم عائلة واحدة معروفة ويسخرون ما بين أيديهم للعائلة نفسها. * لقد وصل العداء الاصلاحي للجيش والأمن الوطنيين إلى حد اباحة دماء الضباط والجنود، واستحلال الاستحواذ على المعسكرات ومحاولة السطو على ما بداخلها، ولا يمر يوم تقريباً إلا ومليشيات الاصلاح وعلي محسن قد اجهزت على جندي أو ضابط أو أكثر في أماكن متفرقة. مليشيات الاصلاح أو الإخوان تقاتل منذ أشهر في أرحب للسيطرة على معسكرات الجيش هناك وتقتل قتلاً عشوائياً. في البداية برروا أفعالهم بأنها لمنع هذه المعسكرات من اكتساح المعتصمين في صنعاء، ولما وجدوا أن حجتهم سخيفة لا تبرر هجومهم على المعسكرات، انتقلوا إلى حجة أخرى وهي أن هذه المعسكرات تضرب قبائل أرحب، ولما سقطت هذه الذريعة أيضاً، انتقلوا إلى أخرى، وقالوا إن هذه المعسكرات "عائلية" ونريد ضمها إلى القوات الموالية للثورة "السلمية". أليس الأولى إعادة ضم القوات المنشقة العائلية إلى الجيش الوطني؟