طيلة عدة قرون كان الفنان التشكيلي اليمني، يسعى باستمرار نحو المتغيرات السريعة التي مر بها العالم. وخلال فترة قصيرة لا تتجاوز ثلاثين عاماً بين العامين 1883م و1913م، لم يعد الفنان يقول (هذا ما أراه)، بل (هذا هو حقاً ما أراه). وراء هذا التغير بالطبع ما لا يحصى من المكتشفات العلمية، ودخول الناس الى عصر الآلة وطموح الصعود إلى الفضاء، ولم يكن الفن معزولاً عن كل هذا. سواء باكتشافه (النسبة) في الفن : نسبية المشاهد وتعدد وجهات النظر التي ولدت الانطباعية فالتكعيبية فالتجريد، أو باكتشافه خفايا اللاوعي والأغوار المجهولة في النفس والعالم ومن ثم ولادة السريالية والرمزية. واللافت للنظر أن الفضاء المبسط والطبيعة على الكرة الأرضية هي الرمز في أعمال الفنان التشكيلي اليمني فكري علي حسين وهو من مواليد الضالع 1977/10/23م حاصل على الثانوية العامة، مدير لإدارة الأنشطة في كلية التربية الضالع جامعة عدن قدم العديد من أعمال النحت والرسم والتجسيم، حاصل على تذكار صنعاء عاصمة الثقافة العربية 2004 لأيام الثقافة م/ الضالع. كما حصل على تذكار من وزارة الثقافة في يوم المبدع الضالعي فبراير 2009م وهو مشرف على كثير من الأعمال الفائزة والمشاركات والأعمال الفنية في أسبوع الطالب الجامعي، وهو مخترع لوسيلة تعليم الخط العربي مع دليل تعليمي للخط (تحت الطبع) في صدد إخراج براءة بالاختراع. نجد الفنان التشكيلي اليمني فكري علي حسين في معظم لوحاته الفنية يفاجئنا بطرح علمي صارخ وفني معاً في مقابل الجدار كطرف معادلة وهو الناتج الاستقصائي لحالة ماض يمكن أن تنسحب على الحاضر في هذا الجزء أو ذاك من المجتمع اليمني او العربي. وفي بنية العنوان خرج. الفنان المخترع فكري علي حسين من الخط العربي مع دليل تعليمي للخط (تحت الطبع) وبصدد إخراج براءة بالاختراع. ونحن نلاحظ في أعمال هذا الفنان رسم الفضاء والكرة الأرضية والفن المعماري اليمني القديم والجديد ويتميز ببراعة أعماله الفنية، كما يتميز ببنائية نحتية صارمة ورمزية مبسطة في منظومة تحقق التعادلية بين الشكل والموضوع، وتتحكم في وعي وتكبح جماح العواطف، فالعواطف الجامحة لا يمكن أن تخلق عملاً فنياً متكاملاً لأنها تقف حجر عثرة في سبيل التأمل الذي يستلزمه الخلق الفني، هذا لا يعني بطبيعة الحال أن تكون العواطف هادئة او فاترة بل المراد هو التوازن بين الوعي والعاطفة. ليس بالعمل الدؤوب فحسب أستطاع الفنان التشكيلي اليمني فكري علي حسين أن يتوصل إلى امتلاك أساليبه وشخصيته الفنية بل بالفكر والعمل والبحث والدراسة للحضارة اليمنية القديمة والحديثة والركض بحثاً عن إجابات على التساؤلات في مجال الفن التشكيلي إضافة إلى أنه عاش في بلد يمتلك حضارة إنسانية عريقة عرف قديماً باليمن السعيد ما أدى إلى سعي الفنان فكري للتعرف على التاريخ وعلوم الكون من خلال البحث المستمر في كل جديد في هذا المجال العلمي الذي أضاف إليه موهبته الفنية .. وهذا ما يجدد عمله المستمر في اختراع وسائل فنية جديدة في مجال الخط العربي والتعليم. كما أهتم الفنان فكري علي حسين بالتاريخ اليمني ودراسة التراث اليمني القديم وأعتكف في معرضه الشخصي المتواضع لرسم لوحته الفنية المشهورة (التراث) وقد أتم الفنان فكري في لوحاته أسلوب التقسيم والتقطع بالإضافة إلى أن ملامح الشخوص جاءت مزيجاً من التراث اليمني القديم والفن الإسلامي والعمارة اليمنية القديمة فاللوحة مسطحة ومقسمة إلى وحدات بينما الوجوه تحاكي تلك الملامح الحجرية المنحوتة على الجداريات التاريخية . لقد استطاع الفنان التشكيلي فكري علي حسين من خلال زيارته المتكررة للمواقع التاريخية في اليمن التعبير عن الحس الفني والاعتزاز بالتاريخ اليمني ودراسة الخط المسند والزخرفة التي تحاكي فن البسط في تصميمها وألوانها على الأخص تلك المنتشرة في حضرموت وشبوة ومأرب ، ويلاحظ المشاهد للوحة (تراث) أن الفنان التشكيلي فكري استطاع أن يتوصل إلى تقنية جيدة تدل على سيطرة تقنية وقدرة على التحكم بالموهبة كما بدت الأعمال اقرب إلى الأصالة . ولم يقتصر الفنان التشكيلي فكري علي حسين في محلياته على محاكاة التراث بل درس الفنون الشعبية والخط العربي وأهتم بجغرافية اليمن وعلوم الكون وقد تجلى ذلك في أجمل لوحاته الفنية حين رسم موقع اليمن على خريطة الكرة الأرضية.