تصوير/ رشيد بن شبراق استطاعت محطة الحرشيات الاستثمارية لتوليد الطاقة الكهربائية بالمكلا خلال فترات الأزمات التي مر بها اليمن عموماً، ومحافظة حضرموت على وجه الخصوص، توفير الطاقة الكهربائية لمدينة المكلا وضواحيها ، وبالأخص في الفترة التي مرت بها الثورة الشبابية باليمن والتي زادت على عشرة أشهر انقطعت فيها الكهرباء عن كبريات محافظات الجمهورية اليمنية بدءاً بالعاصمة صنعاء والتي وصل انقطاع الكهرباء فيها إلى اثنتين وعشرين ساعة في اليوم، ولا تبعد عنها كثيرا محافظة تعز وأقل منها عدن وهكذا، إلا أن محافظة حضرموت عاشت فترة هذه الأزمة دون انقطاعات إلا ما قل والتي لا تزيد على ساعتين متتاليتين، ويرجع السبب في ذلك لوجود محطات استثمارية كبرى في عاصمة المحافظة كمحطة الحرشيات وفي بعض المديريات الأخرى كالشحر وغيرها. هذا النجاح الذي حققته المحطة لم يكن الأول ، فقد نجحت في توفير طاقة كهربائية قدرها سبعة ميجاوات بعد حادث حريق محطة الريان بالمكلا الذي أخرج المحطة عن جاهزيتها، ورغم أن محطة الحرشيات لم يكتمل إنشاؤها إلا أنها استطاعت توفير هذه الطاقة للمؤسسة العامة للكهرباء مما خفف من الضغوط الكبيرة التي كانت تواجهها السلطة المحلية بالمحافظة ومؤسسة الكهرباء . في زيارة لنا إلى المحطة التقينا بمدير المحطة المهندس عبد الحكيم أحمد بوسبعة ونائبه المهندس محسن عبود العمودي وأجرينا معهما الحوار التالي: محطة بطاقة خمسة وسبعين ميجا كانت البداية مع المهندس عبد الحكيم بوسبعة المدير العام للمحطة الذي أفادنا بأنه تم البدء في إنشاء المحطة في شهر سبتمبر من العام 2009 م وخلال تسعة أشهر متتالية وبجهد كبير أنهت مجموعة باجرش وشركاؤها العمل في المحطة وأصبحت جاهزة لتوليد خمسة وسبعين ميجا وات وقادرة في المستقبل على توفير مائة ميجاوات. كلفة المحطة (140) مليون دولار ومن ناحية الكلفة والشركة المصنعة أفاد بوسبعة أن شركة حضرموت الاستثمارية لتوليد الطاقة التابعة لمجموعة باجرش تعاقدت مع الشركة الفنلندية العالمية وارت سيلا لتصنيع مولدات المحطة وتشغيلها بطاقم أجنبي عدده عشرة مهندسين مطعم بطاقم محلي مكون من سبعة مهندسين وأربعة فنيين بالإضافة إلى أربعة وعشرين عاملاً، وقد شمل عقد الشركة بالإضافة للتشغيل التدريب والتأهيل للكوادر المحلية من خلال برامج شهرية وفصلية ونصف سنوية، وإرسال البعض منهم للخارج لحضور الورش والدورات المهنية وللتعرف على آخر ما وصلت له تكنولوجيا الكهرباء، مؤكداً أن شركة وارت سيلا من الشركات المتميزة على مستوى العالم ومشهود لها بذلك ولها تجارب سابقة في اليمن بتوفير أكثر من ثمانمائة ميجا وات في أماكن مختلفة من الوطن. طموحنا توسيع المحطة وتغذية مصنع الحديد والصلب وقد أكد المهندس عبد الحكيم أن النظام المعمول به في المحطة هو نظام تكنولوجي متكامل مربوط بالكمبيوتر ومن خلاله تستطيع تحديد أي مشكلة في المحطة وحلها من البداية، مضيفاً أن المحطة تتكون من عشرة مولدات سعة المولد سبعة ونصف ميجا، وتعمل بثلاثة أنظمة هي (400 فولت - 11000 فولت - 33000 فولت). ولفتت إلى أن شركة حضرموت الاستثمارية تخطط لتزويد قطاع الاستثمار الصناعي باحتياجاته من الطاقة وفي مقدمتها شركة المكلا للحديد والصلب، كما تهتم بتوفير فرص العمل والحد من البطالة مساهمة منها في الحد من البطالة وتحقيق النمو الاقتصادي للبلد. أبرز مكونات المحطة من جهته تحدث المهندس محسن عبود العمودي نائب مدير عام محطة الحرشيات موضحاً أن محطة الحرشيات تتكون من ثمانية أنظمة حديثة مرتبطة بنظام كنترول يربط عبر توصيلات وأبرز الأنظمة هي نظام الهواء المضغوط الذي يستخدم في تشغيل المولدات بشكل مباشر ونظام تبريد الماء ونظام تصفية الوقود والزيت وذلك بواسطة مصفيات تعمل بالطرد المركزي ومزودة بأجهزة الكترونية حديثة أوتوماتيكية ونظام بخار الماء الذي يقوم بتسخين الوقود إلى درجة حرارة تصل الى130 درجة مئوية حيث يستفاد من الغازات الخارجة من المولدات في الحصول على البخار بواسطة ثلاث غلايات وكذا نظام الإنذار المبكر لإطفاء الحرائق والسلامة والذي يرتبط بلوحة مفاتيح تشمل ثلاثة مسارات لنظام الفولتاج المنخفض والمتوسط والعالي، إضافة إلى غرفة توليد الطاقة، مؤكداً أن نظام إطفاء الحرائق والسلامة هو من أهم الأنظمة وقد عملت المحطة على تدريب خمسة وأربعين عاملا من الحراسات وغيرهم بدورات مستمرة في كيفية استخدام المنظومة وأجهزة السلامة. الوقود المستخدم وأضاف العمودي في تصريحه أن الوقود المستخدم لتشغيل المولدات هو مادة المازوت حيث تستهلك المحطة يوميا ما يقارب أربعمائة وخمسين ألف لتر إذا اشتغلت بكامل طاقتها وهذا النوع من التشغيل يوفر كميات كبيرة من الديزل للبلد حيث يتم استخدام الديزل عند بداية التشغيل فقط..