لم يعد يفصلنا عن الانتخابات الرئاسية المبكرة المقرر إجراؤها في ال 21 من فبراير المقبل غير أربعة أسابيع وبدأ العد التنازلي لموعدها وشرعت اللجنة العليا للانتخابات بعقد الدورات التدريبية للجان الإشرافية بالمحافظات فيما أعلنت أمس الأول أسماء اللجان الأصلية للانتخابات بالدوائر يليها اللجان الفرع ية بالمراكز وصناديق الاقتراع. ومن جهتها قالت لجنة الانتخابات إنها أنجزت أكثر من 70% من عملها في التحضير والاعداد لهذه الانتخابات في الوقت الذي اعلنت بعض المديريات والمحافظات لا سيما في الجنوبية مقاطعتها المشاركة احتجاجاً على عدم اعطاء القضية الجنوبية الأولوية في أجندة المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة معتبرة ان هذه الانتخابات لا تعنيها لا من قريب ولا من بعيد رغم ان المرشح التوافقي لها هو المناضل عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية المعروف بانتمائه للجنوب. شخصياً أشعر بالاستغراب والدهشة مما يجرى من تهويل إعلامي للانتخابات الرئاسية في ظل انهيار الاوضاع الأمنية بصورة شاملة في بعض المحافظات خصوصاً الجنوبية والشرقية اضافة الى مديريات رداع بمحافظة البيضاء التي سقطت في ايدي المسلحين الاسلاميين المتشددين الذين يطلقون على انفسهم انصار الشريعة او تنظيم القاعدة فيما محافظة أبين الجنوبية صارت في قبضتهم منذ مايو العام الماضي 2011م بعاصمتها الادارية زنجبار التي شرد سكانها بالكامل ودمرت نهائياً وبالمثل مديريات محافظة شبوة باستثناء العاصمة عتق وكذا حضرموت ولحج وحتى عدن اصبحت مهددة وكان الاجدر ان تتحرك حكومة الوفاق وتلتفت الى تحرير هذه المحافظات وأهمها ابين.. لكن للاسف الامور حصرت في مسألة التهدائة في العاصمة صنعاء وفي تعز اللتين فيهما صراع سياسي وتتنازع فيهما الاطراف على الوصول الى كرسي الحكم بينما ما يحدث في الجنوب شيء مهول دمار وقتل وعنف وتخريب ونهب وسلب وتهجير ونزوح والحكومة الحالية لم تذكر يوماً ولو من قبيل اسقاط الواجب وبشكل عابر كارثة ابين المأساوية وحتى قنواتها الفضائية وصحفها والاعلام الخارجي ما زال يفرض حصار وتعتيم إعلامي متعمد على ابين وابنائها المنكوبين وهذه وصمة عار وسيلعن التاريخ الصامتين والمتخاذلين والمتآمرين على مخطط جهنمي جبان كهذا الذي لم سبق له مثيل. ان الفارق كبير وشاسع كبعد السماء عن الارض بين ما حصل في صنعاءوتعز وما تعرضت له محافظة ابين التي يفترض ان تتوجه جهود حكومة الوفاق لانقاذ ما يمكن انقاذه من معاني الحياة فيها كما دعا بالأمس وبصوت عال محافظها الصامد الصابر صالح الزوعري لكن للاسف مرت ثمانية اشهر وهذه المحافظة تدمر وتدفع الثمن باهظا ولم يصح ضمير الجماعات المسلحة التي اجتاحتها بصورة غاشمة وقتلت وشردت وعذبت ونكلت بابنائها بلا رحمة، ولا الدولة والحكومة والمجتمع الدولي سارعت في تحريرها من ماساتها المريعة.. ختاماً يجب ان لا يفهم بعض المنافقين والافاكين بقولنا هذا اننا ضد المرشح التوافقي لرئاسة المناضل عبدربه منصور هادي بل نحن معه ومع كل الوطنيين الشرفاء لاخراج البلاد من المأزق لكن ما يحدث في محافظة أبين وغيرها من المحافظات الجنوبية لا يقبل السكوت.. ولا يصمت إلا الجبناء.