اصدر فرع نقابة الصحفيين اليمنيين بعدن يوم أمس بياناً تضمن كثيراً من الأكاذيب الوقحة والمواقف السمجة، حيث اتهم الحراك الجنوبي بإرسال عناصر مسلحة إلى مؤسسة 14 أكتوبر وطالب أجهزة الأمن بحماية المؤسسة ومنتسبيها. والحال أن هذا البيان يكشف الأبعاد السياسية الخطيرة لما تقوم به قيادة فرع النقابة بعدن من ممارسات ذات طابع سياسي وحزبي لا علاقة لها بالعمل النقابي .. وقد جاء البيان المشار إليه مناقضاً للحقيقة ، حيث قام شباب الحراك الجنوبي في المعلا والتواهي والأحياء المجاورة لها بتنظيم مسيرة سلمية لا وجود للسلاح فيها اتجهت من التواهي في الشارع المقابل لمؤسسة 14 أكتوبر ثم انتهت في ساحة الشهداء بشارع المعلا الرئيسي وأثناء مرورها أمام مبنى المؤسسة وقفت المسيرة لبضع دقائق للتضامن مع الصحيفة وتوجيه التحية لهيئة تحريرها والشكر لانفتاحها على القضية الجنوبية ثم واصلت مسيرتها إلى شارع المعلا الرئيسي. وبما أن منظمي المسيرة ابلغوا قيادة المؤسسة بمرورهم أمام مبنى المؤسسة وترديد شعارات وهتافات تضامنية معها ،تم إبلاغ أفراد الأمن المركزي الذين يتولون حماية المؤسسة بعدم التعرض للمسيرة والاكتفاء بحماية المؤسسة في حالة حدوث اعتداء عليها. وبعد ساعتين من انتهاء المسيرة وتحديداً في ساعة التاسعة والنصف قام بضعة أشخاص لا يزيد عددهم على خمسة أفراد من الذين يزعمون بأنهم معتصمون سلمياً أمام المؤسسة بإحراق إطارات سيارات ووضع بعض الأحجار لمنع دخول وخروج صحافيي وعمال المؤسسة وتعطيل العمل فيها لكن الصحافيين والعمال هبوا في وقفة جماعية واحدة إلى جانب سكان المنازل المجاورة للمؤسسة لإطفاء الحرائق وفتح الطريق ووقف هذا العمل الخارج عن القانون ،ثم عاد الصحفيون والعمال إلى داخل المؤسسة لمواصلة عملهم اليومي حيث كان المشاغبون يسعون الى منع دخول وخروج السيارات من والى المؤسسة وارباك العمل وايقافه وهو مالم يتحقق لهم بسبب قلة عددهم وعدم وجود من يؤيدهم داخل المؤسسة. والمثير للتساؤل أن قيادة فرع نقابة الصحفيين في عدن دعت في بيانها أجهزة الأمن إلى التصدي لهذه المسيرة وهو ما يتعارض مع مواقف قيادة النقابة في صنعاء التي تدافع عن حق التظاهر السلمي وتدعو أجهزة الأمن إلى حمايتها بدلاً من قمعها. وبهذا الصدد تعرب مؤسسة 14 أكتوبر عن أسفها لانحراف قيادة نقابة الصحفيين فرع عدن عن دورها ومهامها ، حيث أنها درجت على أن تكون طرفاً منظماً ومحرضاً ضد مؤسسة 14 أكتوبر دون أن تكلف نفسها النزول إلى المؤسسة واللقاء بكافة الصحافيين فيها ومعرفة موقف الغالبية العظمى الساحقة من الصحفيين والعاملين من هذه المجموعة المعزولة التي لا يزيد عددها على ثمانية افراد ومعرفة إن كانت هناك قضايا مطلبية حقيقيةلدى من يسمون انفسهم بالمعتصمين سلميا مع ان احراق الاطارات وقطع الطرقات المؤدية للمؤسسة بالاحجار يدخل ضمن اعمال الشغب ولايندرج ضمن حق الاعتصام السلمي . لكن المسيطرين على قيادة فرع النقابة يصرون على الانحراف عن الأعراف والقيم النقابية من خلال البيانات التي تستهدف تصفية حسابات شخصية وحزبية وسياسية مع قيادة المؤسسة التي ظلت حريصة حتى الآن على عدم التصعيد. ويهم قيادة المؤسسة أن تدعو قيادة نقابة الصحفيين في صنعاء إلى وقف قيادة فرع عدن عن أفعالها المتهورة وتغليب القيم والأعراف النقابية على المصالح الحزبية والمنافع الشخصية، وسوف تضطر المؤسسة إلى كشف الحقائق للرأي العام إذا استمرت قيادة فرع نقابة الصحفيين في نشاطها التحريضي، وتخلت عن دورها كمنظمة نقابية معنية بمعالجة المشاكل المهنية إن وجدت من خلال الجلوس مع كل الأطراف.