أنهى وفدا السودان وجنوب السودان يوم أمس الثلاثاء أولى جلسات التفاوض بينهما في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا دون التوصل إلى اتفاق نهائي على ما طرح من قضايا، في حين جدد وفد السودان رفضه الخريطة التي قدمتها الآلية الأفريقية لترسيم الحدود وتحديد منطقة منزوعة السلاح بين البلدين. وأبلغ المتحدث الرسمي باسم اللجنة السياسية الأمنية في وفد السودان السفير عمر دهب الصحفيين بأن اللجنة السياسية الأمنية ناقشت وقف دعم وإيواء الحركات المسلحة وانسحاب قوات كل طرف من أراضي الطرف الآخر ووقف الأعمال العدائية بينهما. وقال مصدر من داخل الجلسة إن وفد جوبا دفع بموضوعين هما إلغاء حالة الطوارئ بولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان وتبادل السفراء بين الدولتين. وأكد المصدر أن وفد الخرطوم تمسك خلال الجلسة بخريطة الأممالمتحدة للبلدين، مجددا رفضه الخريطة التي قدمها رئيس الآلية الأفريقية ثابو مبيكي قبل بداية المفاوضات باعتبارها مخالفة لكل الاتفاقيات والخرائط المعتمدة. وكانت الاجتماعات الأولية بين الطرفين قد شهدت بروز خلافات حول ملف الحدود بعدما قدمت الآلية رفيعة المستوى للاتحاد الأفريقي خريطة مقترحة لتكون أساساً للمنطقة المنزوعة السلاح، والتي حددت بعشرة كيلومترات شمال وجنوب الحدود بين الدولتين. ومن جهته، قال العضو في الوفد السوداني الأمين محمد بانقا إن بلاده سبق أن رفضت الخريطة عبر خطاب رسمي أرسل إلى رئيس الآلية، مشيرا إلى أن الخريطة المقدمة اقتطعت جزءاً من السودان في منطقة جنوب بحر العرب يبلغ عمقه 14 ميلا وأضافته للجنوب. وأضاف بانقا أن حيثيات الرفض السوداني للخريطة جاءت لأنها لم تستند إلى المرجعيات المعروفة والمتمثلة في الاتفاقيات الأمنية التي وقعت من قبل، مشيرا إلى عدم تلقي السودان أي رد بشأن اعتراضه ولا تفسيرا للخريطة التي طرحت. ومن جانبه علق وزير خارجية جنوب السودان نيال دينق على الأمر بقوله للصحفيين إن هناك عقبات تقف أمام مواصلة التفاوض دون أن يفصح عن تلك العقبات. وساد التوتر مقر المفاوضات بعد فشل الطرفين في التوصل إلى اتفاق كامل حول النقاط الثلاث التي تمت مناقشتها أثناء الجلسة.