ألحق تشيلسي الخسارة الأولى هذا الموسم بآرسنال عندما تغلب عليه في عقر داره 2 - 1 في مباراة القمة التي جمعت بينهما على ملعب ستاد الإمارات في شمال لندن أمام 60101 متفرج أمس السبت في افتتاح المرحلة السادسة من بطولة إنكلترا لكرة القدم. واجتاز تشيلسي أول اختبار حقيقي له خصوصا أنه كان يواجه أول فريق من الكبار منذ مطلع الموسم الحالي ووجه رسالة إلى جميع منافسيه مفادها أنه مصمم على استرداد اللقب من قطبي مدينة مانشستر بعد أن فاز به مانشستر يونايتد في الموسم قبل الماضي، وجاره سيتي الموسم الماضي. وعموما لم ترق المباراة إلى مستوى الفريقين خصوصا في الشوط الأول حيث سيطر الحذر على تحركات اللاعبين ولم يهددوا المرميين إلا في ما ندر. ومن الفرصة الأولى التي سنحت لتشيلسي افتتح الإسباني فرناندو توريس التسجيل مستغلا ركلة حرة نفذها مواطنه خوان ماتا فتابعها طائرة من مسافة قريبة على الرغم من الرقابة اللصيقة له من قبل المدافع الفرنسي لوران كوسييلني (20). وحاول آرسنال الرد لكن محاولاته كانت خجولة نوعا ما إلى أن نجح مهاجمه العاجي جيرفينيو في إدراك التعادل قبل دقيقتين من نهاية الشوط الأول عندما استدار على نفسه داخل المنطقة وأطلق كرة قوية في سقف الشبكة. وبدأ آرسنال الشوط بقوة وكاد الألماني لوكاس بودولسكي يمنحه التقدم لكن تسديدته مرت إلى جانب القائم، ثم احتسبت ركلة حرة لتشيلسي انبرى لها الاختصاصي ماتا وحاول كوسييلني تشتيتها لكنها لمست ساقه وتابعت طريقها نحو شباك الحارس الإيطالي فيتو مانوني (53). وتراجع تشيلسي إلى خطوطه الخلفية واعتمد على الهجمات المرتدة السريعة التي شكلت خطورة على مرمى آرسنال من دون أن ينجح في إضافة هدف الاطمئنان. في المقابل، بدا لاعبو آرسنال متعبين بعض الشيء ولم يتمكن خط الوسط تحديدا من السيطرة على مجريات اللعب علما بأن المدرب الفرنسي ارسين فينغر حاول ضخ دماء جديدة في الفريق من خلال إشراك ثيو والكوت والمهاجم الفرنسي اوليفييه جيرو من دون أن تتغير النتيجة. وسنحت فرصة لجيرو في الدقيقة الأخيرة عندما راوغ الحارس الدولي التشيكي بيتر تشيك لكنه سدد في الشباك الخارجية من زاوية ضيقة. سيتي ينجو من « كمين» فولهام وفي مباراة أخرى مهمة في حسابات قمة الترتيب قاد البوسني ايدن دجيكو فريقه مانشستر سيتي لتحقيق فوز عسير على ضيفه فولهام في المباراة التي جمعت بينهما على ملعب كرافين كوتيج بلندن. ورفع سيتي رصيده من النقاط إلى 11 نقطة، فيما تجمد رصيد فولهام عند 9 نقاط. تقدم فولهام أولا من ركلة جزاء عن طريق بيتريتش في الدقيقة 9، قبل أن ينجح سيتي في إحراز هدفين عن طريق اجويرو ودجيكو في الدقائق 43 و 87. أجرى روبرتو مانشيني المدير الفني لمانشستر سيتي بعض التبديلات على التشكيلة التي دفع بها في مباراة ارسنال الجولة الماضية، حيث فضل الدفع بالأرجنتيني كارلوس تيفيز منذ البداية برفقة مواطنه سيرجيو اجويرو في خط الهجوم ليعتمد طريقة 4 - 4 - 2، فيما أبقى الثنائي ادين دجيكو وماريو بالوتيلي على مقاعد البدلاء. وشارك ناستاسيتش في مركز قلب الدفاع بدلا من الدولي الانجليزي جوليان ليسكوت. واعتمد مانشيني على «قلب» الفريق النابض يايا توريه في وسط الملعب برفقة المخضرم جاريث باري، وديفيد سيلفا وخافي جارسيا، بينما جلس الفرنسي سمير نصري على مقاعد البدلاء. ولم يكن الهولندي مارتن يول المدير الفني لفريق فولهام أقل جرأة من مانشيني، ودفع بالثنائي هوجو روداليجا وبيتريتش في خط الهجوم، ومن خلفهم صانع الألعاب المتميز ولاعب تشيلسي السابق داميان دف بينما أبقى على اليوناني كاراجونيس على مقاعد البدلاء أملا في الاستعانة به كورقة رابحة إن تطلب الأمر. ولم تكد تمر 9 دقائق على صافرة البداية، حتى نجح أصحاب الأرض في الظفر بركلة جزاء عندما توغل النرويجي يون ارون ريسا لاعب ليفربول سابقا في الجبهة اليسرى ومر بطريقة ذكية من الظهير الأيمن الأرجنتيني بابلو زاباليتا ليتدخل معه الأخير أمام أنظار الحكم الذي احتسب ركلة جزاء مشكوك في صحتها، انبرى لها بيتريتش وسددها بقسوة في شباك الحارس جو هارت. وحاول سيتي استثمار الكرات الثابتة التي سنحت له أملا في تحقيق التعادل، وكان قريبا من ذلك عندما ارتقى «الكون» اجويرو ليحول ضربة ركنية برأسه لكن كرته مرت بجوار القائم الأيمن بسنتيمترات. وبينما كان اليأس يتسلل للاعبي سيتي في إمكانية معادلة النتيجة قبل نهاية الشوط الأول، انطلق كارلوس تيفيز وسدد كرة قوية تصدى لها الحارس الاسترالي مارك شوارزر ببراعة قبل أن ترتد إلى الخطير اجويرو الذي أعادها للشباك بسهولة قبل دقيقتين من نهاية الشوط الأول. استأنف الفريقان المباراة في شوط الثاني دون إحداث أي تغييرات، واستمر سيتي في استحواذه على الكرة مستغلا تراجع فولهام الذي واصل اعتماده على الهجمات المرتدة. هدأ إيقاع اللعب مع حلول الثلث الأخير من المباراة، وغاب الإبداع عن لاعبي بطل الدوري ، حيث لجأ إلى إرسال الكرات الطويلة العالية كي يتخطى تكتل فولهام الدفاعي، لكن الحارس شوارزر كان لها بالمرصاد. عاد مانشيني للاستعانة بدكة بدلائه ودفع بالفرنسي سمير نصري رغبة في صناعة المزيد من الفرص بدلا من محور الارتكاز جاريث باري قبل أقل من ربع ساعة على نهاية الوقت الأصلي للمباراة. تحسن أداء سيتي بتبديلات مانشيني، خاصة بعد نزول بالوتيلي الذي منح حرية أكبر لأجويرو في التحرك، وهدد مرمى أصحاب الأرض الذين حاولوا التشبث بنقطة المباراة الثمينة أمام حامل اللقب. وقبل نهاية المباراة بثلاث دقائق، نجح ادين دجيكو - الذي حل بديلا لخافي جارسيا - في خطف هدف الفوز للفريق الضيف بعدما استغل خطأ دفاعياً في تشتيت الكرة من ريسا وسدد بقوة في شباك الحارس شوارزر ليقتنص سيتي فوزا عسيرا خارج ملعبه أمام فولهام العنيد.