قبيل الغرق ! متناثر كالإجابات آخر الأوراق أولها كروية الأرض تعيد المسافر إلى أول الحزن ملطخا بالشوق . . وعنف البحار الجسور جثث الأشجار ممدودة بين المنافي . . وما ينز من قدميك أي الشتيتين أبعد ؟ شخوص عينيك ؟ أم آخر الدرب ؟ لا تحرق شيئاً لن يسمعك الليل . . إن وأدته بالنار ! أوقد فيك ما لا يراه الغريم ارتفع . . يخسر الموت جولة . . حين تتشبث بظلك الأرض لا تقف . . لا تكف عن المسير وإلقاء الظلال على جانبيك يستبيحك الموج يوما يكمل الماء صعوده إلى رئتيك يغرق الجزر أصابع قدميك بالملح . . ويتامى الصدف أنت الطريد . . خلفك البيوت حائرة بالممرات المدائن ملعونة في المقاهي معشوقة . . في القطارات يا خيبة أمل المطر على صخرة كسيحة! يا ملل النافذة الجنوبية من قيلولة الشمس ! يا ذهول سنبلة أخطأتها المناجل يوم الحصاد ! وقفت للريح وحدها . . . وقف لها الموت وحده . . . وأنت بينهما . . علامة استفهام ! الفجر يسأل جثة الليل . . حين يلتقيان سرا بعيد يأسك . . ونومك : ألديه بوصلة ؟ يهرب الليل يائسا من ضياعك يحار الكون بما لديك تهرب أنت . . من حيرة الكون الشمس تكشف كل أطرافك . . وتخفي النجوم تسلمها للوريث عند الغروب ينثرها حول أرقك . . ملجأ للمستحيل . . والأمنيات لا تنشغل بتلوين الفضاء المرمي بينها وبين استلقائك على ظهرك هذا السواد . . آيل للذهاب ترغمك الظلال الباهتة . . على الاحتفاظ برأسك كي تميز بين النمل والمجرات يرغمك الموت . . على التخلص من الوقت . . قبل الأوان لا مكان لما تبقى من زمان ضيقة قبور الظلال يا التقاء وجع وصبر . . على مقبرة واحدة ! يقتتلان أمام دمعة وعدت بالنزول على القتيل ! يا نبيذ القبيلة . . أكثر من ذهابك سوف يذبحك الإياب ستعود منبهرا بموتك كالروح . . أنت ليس يطلقها . . . سوى موت الجسد !!!