أيا كانت الأهداف المخطط لها من وراء عملية التفجير الإجرامية التي استهدفت مبني وزارة الدفاع والمستشفي العسكري صبيحة يوم الخميس 5/ 12/ 2031 ...التي أسفرت عن عشرات القتلي والجرحي، وأيا كانت الجهة التي تقف وراء هذه العملية، والتي سوف تكشفها اللجنة المشكلة من فخامة الأخ رئيس الجمهورية ، في غضون الأربع والعشرين الساعة من الحادث، أيا كان الأمر، فإن من أهم الأهداف المخطط لها من وراء هذه العملية، أو من ضمنها علي الأقل - بحسب رأيي - هو ضرب عامل الثقة بين المؤسسة العسكرية والأمنية والشعب من جهة وبين القيادة السياسية من جهة أخري، وذلك بضرب معقل ورأس المؤسسة بهذا الاستهداف..الأمر الذي من شأنه خلخلة هذه الثقة وإحداث إرباكات في صفوف المؤسسة العسكرية. وبحسب ظن المخطط لهذه العملية فإنها ستشكل ما يمكن تسميته بالصدمة والهلع للمناطق العسكرية وقياداتها، وخلق رأي عام سلبي تجاه القيادة السياسية والعسكرية للبلاد يهيئ لتواصل غير بريء مع بعض من يتوهم من القيادات العسكرية، ويمهد للقيام بعملية أكبر -إن لم تكن هي هذه العملية. لكن أيا من هذه الظنون لم يتحقق بفضل الله، فاستبسال وصمود المؤسسة العسكرية وشرفاء الوطن.ورباطة جأش القائد الأعلي للقوات المسلحة فخامة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية حفظه الله ورعاه قطعت السبيل أمام تحقيق هذه الأهداف. لم تكن هذه العملية سوي حلقة ضمن سلسلة عمليات إجرامية طويلة استهدفت المؤسسة العسكرية والأمنية كوزارة الداخلية والدفاع و ميدان السبعين. تزامنت مع محاولات عدة لاغتيالات بحق القيادة السياسية وكذا القيادات العسكرية..والامنية. كلها ترمي لتحقيق نفس هذه الأهداف لكنها لم تفلح في ذلك ..وأثبتت هذه المؤسسة أنها صلبة وثابتة في ولائها لله وللشعب والوطن وثورته الخالدة..ولقيادتها السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية للقائد الأعلي للقوات المسلحة والأمن.. بهذا تكون المؤسسة العسكرية قد قطعت الشك باليقين أمام الواهمين، ممن ما يزالون يسقطون مفاهيم الولاء علي أنها ارتباط بالأشخاص والذوات لا بصفات الأشخاص ومسؤولياتهم الدستورية وواجباتهم الوطنية، ورغم استمرار الجهات التي تقف وراء هذه العمليات في مجالات عدة، بإهدار جهودها وطاقتها لضرب البنية التحتية وضرب الاقتصاد الوطني، بجانب العمليات السابقة وذلك لأجل إفشال التسوية السياسية، وإدخال البلاد في الحرب الأهلية والفوضي، إلا أنها لم تفلح كذلك، ولن تفلح بمشيئة الله تعالي. غير أنه لما فشلت في هذه الإستراتيجية القائمة علي أسلوب استفراغ جهد النظام السياسي في هذه المشاكل لجأت إلي عملية نوعية جديدة. لقد كانت عملية الخميس عملية نوعية لا من حيث أسلوبها، ولكن من حيث توقيتها ومكانها.. فمن حيث التوقيت يتضح بجلاء هدف خلط الأوراق بغية عرقلة نجاح مؤتمر الحوار.. أما من حيث المكان..فهو استهداف رأس المؤسسة ( وزارة الدفاع) ..لضرب عامل الثقة كما أسلفنا. أي أن هذه العملية دخلت طورا جديدا من أطوار صراع القوي التي تقف وراء هذه العمليات ، حيث استخدمت ما تظنه أسلوب الصدمة والهلع الذي يمثل بداية الأخذ بالمناجزة للإسراع بإفشال التسوية.. بعد ان فشلت المحاولة خلال المرحلة السابقة، وضرب الثقة هو الأهم وهو البداية.... لقد تحطمت هذه الأهداف والخطط أمام صمود واستبسال الأبطال في القوات المسلحة والأمن. والأهم من كل ذلك أن هدف ضرب الثقة لم يتحقق بسبب حنكة وحكمة فخامة الأخ رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي..واتخاذه القرار الصعب في الزمن الصعب والمكان الأصعب...المتمثل بزيارة مبني وزارة الدفاع - مكان العملية - بعيد الحادث مباشرة... لقد شكلت زيارة الرئيس المباشرة.والاجتماع بقيادة وزارة للدفاع وتشكيل لجنة للتحقيق في الحادث و رفع التقرير بشأن ذلك خلال الأربع والعشرين ساعة، شكلت صفعة قوية في وجه هذه القوي التي تقف وراء هذه العملية..وردا قويا لا لتوازن القوي أو الرعب..فحسب..ولا لتعميق الثقة فحسب...ولكن لإصابة ذلكم الهدف المشين في مقتل وقد كان ولله الحمد. لقد أظهرت هذه الزيارة شجاعة وفدائية نادرة للأخ رئيس الجمهورية...فرغم الخطورة الأمنية...إلا أن الأخ الرئيس ضحي بهذه الحسابات لحساب أهم وأغلي وهو إفشال المخطط وضرب هدف المتربص..والحفاظ علي المؤسسة العسكرية والأمنية.والظهور في خندق الشعب والوطن في الوقت الصعب والمكان الأصعب. وبذلك قطعت هذه الزيارة الطريق أمام الواهمين...بإعلامهم المسموم الذي لم يعرف بعد ما معني ثورة شعب...وأبناء من هو الجيش..ومن هو عبد ربه منصور هادي.... رحم الله الشهداء وشفى الله الجرحي..ولا نامت أعين الجبناء..