في توقيت لا تنقصه الدلالة تزامن صدور المشروع النهائي لتقرير اللجنة الخاصة بتحديد عدد أقاليم الدولة الاتحادية مع مناسبة ال11 من فبراير لتكون هذه الخطوة بمثابة الهدية العظيمة لأبناء الشعب اليمني وتحديداً لفئة الشباب الذين خرجوا في مثل هذا التاريخ من العام 2011م مطالبين بالتغيير الشامل وبناء دولة النظام والقانون.. وهو الأمر الذي تواصلت من أجله الجهود الوطنية خلال العامين المنصرمين حيث تمكنت مختلف المكونات المجتمعية من صياغة مشروع عقد اجتماعي جديد يقوم على أسس العدل والحرية والمساواة والحكم الرشيد وفي إطار مشروع دولة اتحادية تضمن الشراكة الوطنية في السلطة والثروة. لقد استندت هذه الخطوة ذات الصلة بتحديد عدد الأقاليم على محددات مهنية و أسس موضوعية وعلمية بمعزل عن أي اعتبارات فئوية أو حزبية ضيقة.. فضلاً عن أن هذا التوجه جاء معبراً عن صدقية وصوابية جهود القيادة السياسية ومعها مختلف المكونات المجتمعية لانجاز مضامين مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الذي تضمنته وثيقة الحوار بما في ذلك ضمانات القضية الجنوبية التي تحفظ لها هذه المخرجات كافة التطلعات في تكاملية الشراكة التي ستعزز القناعة بأفضلية التعدد في إطار الواحد. ولاشك بأن تسارع هذه الخطوات الإجرائية في إطار تطبيق مضامين وثيقة الحوار إنما يعكس الرغبة الأكيدة لدى الرئيس عبدربه منصور هادي ، ليس فقط ، في ترجمة هذه المخرجات وإنما أيضا في الانتقال بالوطن إلى فضاءات المستقبل وعلى النحو الذي يتجاوز رهانات بعض القوى المتضررة من هذه الإصلاحات وذلك يبدو جلياً في المحاولات اليائسة الساعية إلى إفشال هذه المسيرة. ومن المناسب هنا التأكيد مجدداً على أفضلية خيار نظام الأقاليم بالنظر إلى المزايا التي يمكن للمجتمعات المحلية أن تتمتع بها في إطار هذا النظام، خاصة في إدارة الشأن الداخلي وانسيابية التصرف في مقدراتها وأطر علاقاتها بالمركز والأقاليم الأخرى وعلى النحو الذي يلبي تطلعات التنمية المستدامة داخل هذه الأٌقاليم وبما يضمن الاستفادة من السمات والقواسم المشتركة ويحفظ انسيابية التبادل التجاري والاقتصادي بين أقاليم الدولة الاتحادية.. وإذا كان من حق أبناء الوطن أن يبتهجوا ويستبشروا بهذه الخطوات العملية في إطار صياغة اليمن الجديد فإن عليهم اليوم أكثر من أي وقت مضى الاصطفاف لدعمها باعتبار أن هذه الخطوات تصب -أولاُ وأخيراً- في مصلحة استقرار و وحدة وتقدم اليمن. ومن الإنصاف في إطار هذه الخطوات المتميزة التي يجترحها اليمنيون تثمين مواقف وجهود الرئيس عبدربه منصور هادي الذي أثبت أنه عند مستوى ثقة شعبه وهو يقود هذه التحولات العظيمة في سفر تاريخ اليمن المعاصر.