أصبحت المملكة العربية السعودية من الدول الأسرع نمواً على (تويتر) في العالم، بحسب تقرير وسائل الإعلام الاجتماعية في العالم العربي. ومؤخراً قررت الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية، ملاحقة بعض حسابات موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) التي تروج للإباحية والدعارة، وكذلك تلك التي تروج للسحر والشعوذة. وبسبب ذلك اعتبر مراقبون إن الشرطة الدينية لم تكتف بتضييق الخناق على السعوديين على أرض الواقع ومراقبة تحركاتهم وتصرفاتهم ميدانياً بل أن سطوتها امتدت لتطال المجال الافتراضي وهي تقتدي في ذلك بالحكومة التي تعمد في كل مرة إلى حجب أو التهديد بغلق مواقع التواصل الاجتماعي التي تلقى رواجاً منقطع النظير لدى السعوديين. في حين اعتبرت الهيئة إن خطوتها تهدف إلى القضاء على هذه الظواهر قبل تواصل انتشارها، وخصصت فرقة خاصة لمكافحة الجرائم المعلوماتية مجهزة بأحدث التقنيات الفنية اللازمة. وقرر مجلس الوزراء السعودي في جلسة مؤخرة له: تنظيم (المحتوى الأخلاقي والإعلامي) في كافة (الوسائط المعلوماتية) تقليدية كانت أم الكترونية، وفقاً لمصدر رسمي. وكانت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات أعلنت في مطلع يونيو الماضي إنها أوقفت خدمة (الفايبر) لأن التطبيق بوضعه الحالي «لا يفي بالمتطلبات والأنظمة السارية» في المملكة. وبعد منعها برنامج (فايبر) للمكالمات الصوتية والرسائل المجانية عبر الإنترنت على ارضها، تعتزم السعودية حجب (يوتيوب) الذي يحظى بشعبية كبيرة في أوساط السعوديين وخاصة الشباب منهم. وأكد مساعد المتحدث الرسمي للهيئة أحمد الجردان أن الهيئة تتابع حسابات نشر الفساد والرذيلة على شبكة التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت التي ينشر أصحابها من الذكور والإناث فسادهم من خلال حسابات دعارة علنية فيعرضون أنفسهم لممارسة الرذيلة. وأضاف: «لدينا وحدة متخصصة لمكافحة الجرائم المعلوماتية مجهزة بأحدث ما توصلت إليه التقنية، وتعمل بها كوادر سعودية تقنية مؤهلة، لصيانة المجتمع من الفساد والشرور». واعتبر إن الوحدة تقوم بمتابعة أصحاب وصاحبات تلك الحسابات مع التواصل المباشر في الوقت ذاته مع فرق الهيئة الميدانية في جميع مناطق السعودية التي تقوم بدورها وفق الأنظمة والتعليمات، وذلك بالقبض على من يمارس تلك الرذيلة وإحالته إلى الجهات المختصة. وشدد الجردان على أن لوحدة مكافحة الجرائم المعلوماتية جهوداً توجيهية لمن ينشرون الصور والعبارات الداعية للرذيلة من خلال تواصلها الإلكتروني معهم والذي يؤدي في الغالب إلى إقلاعهم عن ذلك وإغلاقهم لتلك الحسابات. من جانبه ندد رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في وقت سابق بكل من يجعل مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصاً (تويتر) دليلاً له، في واحد من المساعي المبذولة لنهي عدد متزايد من السعوديين وزجرهم عن استخدام هذا الموقع وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي، بشكل صار يقلق راحة السلطات الدينية والسياسية في المملكة. وحول مراقبة مستخدمي وسائل الإعلام الجديد ووضع ضوابط لهم يعاد الجدل حول طرح مواضيع حرية التعبير وحقوق الإنسان والإصلاح السياسي في المملكة. و من خلال وسائل التواصل الاجتماعي يسعى السعوديون إلى التعبير السياسي والنقد الاجتماعي، ما عكس انتشاراً واضحاً للوعي السياسي والمجتمعي في المملكة، حسب ناشطين حقوقيين. وقال آل الشيخ في تصريحات لوسائل الإعلام: «إن من يستخدم (تويتر) خسر الدنيا والآخرة»، لافتاً إلى أن «(تويتر) أصبح سبورة من لا سبورة له». واشار هذا تصريح الذي يبدو متماهياً مع الموقف الرسمي للسلطات السعودية في هذا الشأن، إلى مخاوف دوائر النفوذ الديني والسياسي في المملكة من تزايد ارتياد السعوديين وبأعداد هائلة لمواقع التواصل. من ناحية أخرى قال محللون سعوديون إن السلطات في بلادهم تعمل بالاشتراك مع هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر التي تعرف أيضاً بالشرطة الدينية، على محاولة مسك عصا التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي من وسطها. فهي من جهة ترفض أن تصبح وسيلة ل(الانحلال الأخلاقي) بين الشباب، كما أنها تحارب استخدامها لأن تصبح أداة لنشر الأفكار المتشددة والتي تجد رواجاً كبيراً بين فئات عديدة من المجتمع السعودي الرافضة لأي توجه تشتم منه رائحة انفتاح ولو نسبي في بعض القضايا الاجتماعية التي لازالت من المحرمات، منها ما يتعلق أساساً بحرية المرأة، المشكل الذي ما يزال يستعصي على الحل إلى حد الساعة.