لعل من البديهي القول إن الفرق الكبرى في الدوري الانجليزي التي أصبحت سبعة بدلاً عن خمسة تتهيأ لخوض غمار كل موسم بما يلزم له من زاد وإعداد وعتاد وخزائن إيراد واستجلاب وإيفاد وبالذات منها التي تعمل وبتلك القوة والجدوى و قد تجاهر علناً أو تعمل بسرية من أن مرادها الأول والأخير تاج وعرش البطولة وصولجانها. وتلك الفرق وربما من يليها تستند لما تجاهر به أو تخفيه سراً إلى مُلاك أو مجموعة شراكة تدرك أنهم لن يبخلوا بغال ونفيس إن الهدف السعي إلى درع البطولة أو مقاعد الشرف الأوربي في بطولتين المشاركة فيهما تعد إنجازاً لافتاً ولعل موسمنا المنتهية فعالياته قد أفرز هذه الحقيقة بجلاء ووضوح. وقد شهدنا ومن تابع هذه الفعاليات تلكم الصراعات فصراع القمة قد رسا وانفض جمعه أو ترتب تحت مبدأ "لكل مجتهد نصيب" وذلك ما دوناه في سياق (الصورة الأولى) الماضية. وأما الحيثيات التي أفرزها صراع أندية الوسط من المركز الخامس حتى المركز الثاني عشر فقد انتفضت تلك المجموعة في سباق محموم بغية اللحاق بركب الأربعة الكبار الذين تمسكوا بمقاعدهم من بادئ الجولات حتى خواتيمها نظراً للإمكانات الفارقة التي حازوها قبل بدء السباق. ولعل ما كسر القاعدة لهذا الموسم هو خروج قطار "مان يونايتد" وهو صاحب اللقب الأخير عن سكة تعود عليها كانت تحظى بعربته وهي تمسك بزمام المقدمة، ولكن ظروفاً ما عطلت مسيرته هذا العام لعل أبرزها تغيير الإدارة الفنية وكثرة غياب أبرز النجوم لديه لدواعي الإصابة، وقد رأينا بأم أعيننا كفاح هذا الفريق العظيم وإصراره حتى بعد أن استعصى عليه الولوج في معمعة صراع المقدمة الرباعي.. ثم مضاعفة الجهود بمن حضر للتشبث بمركز يؤهله لبطولة أوروبا الأخرى ولكن خيبة الأمل كانت بالمرصاد له ولإدارته العامة ولاعبيه ولجمهور يقدر بمئات الآلاف في إنجلترا وحدها. تلك الفئات بمجملها عاشت أياماً عصيبة وهي ترى سقوط "الشياطين الحمر" من أعالي السلم الذي بدأ الموسم بها ليستقر به المقام في مركز "سابع" خارج حسبة المشاركات الأوروبية!!. غير أن خيبة أمل "مان يونايتد" قابلها إصرار لدى ايفرتون العنيد ثاني أقطاب مدينة ليفربول الذي كاد أن يكسب رابع مقاعد الكبار لولا صحوة "أرسنال" المميزة عند الجولات الأخيرة . ورغم تبخر أمل "التوفيز" لحجز رابع مقاعد (الشامبيونز) إلا إنه خطف أحد مقعدي ( اورو ليج) بمعية توتنهام هوت سبيرس. ويكاد موسم توتنهام أن يكون مظلماً لولا الومضة الأخيرة التي جيرت له المقعد الثاني في بطولة ( أوروبا ليج) ، وبالمقابل فان هناك فرقاً أخرى شاركت في الصراع وكان هدفها منحصراً بمقعد ( أوربا ليج) وكادت تصل ولكن كانت أنفاسها تقطعت في الأمتار الأخيرة وفاتها الركب الفائز ومن تلك الفرق (ساوثا هامبتون، ستوك سيتي ، نيوكاسل) وهذا الأخير عرقلته عملية التجديد والبناء التي تبناها من موسمه الماضي وكانت سبباً في تأخره عن اللحاق بذلك الركب.