عند الامتحان يكرم المرء أو يهان هكذا وبهذه القسوة كنا نستقبل الامتحانات الدراسية والمقابلات الشخصية للعمل أو ماشابه، واليوم وفي ذروه المعترك الانتخابي لن أقولها لمرشحي اليمن للرئاسة والمجالس المحلية بل سأقول لهم في الانتخابات تبتهج اليمن أو يكرم أبناؤها وكل من ساهم في الانتخابات بالترشيح او التصويت. غبطة كبيرة تملأ النفس ونحن نلمس بأنفسنا تواتر العملية الديمقراطية وصيرورتها نحو الغد الموعود والحمدلله بلادنا وأمنها واستقرارها وعودتها لسابق عهدها من الرخاء والسؤدد موعودة بذلك من رب العرش العظيم ومن أبنائها المخلصين، لاسيما بتكاتف الجميع وحرصهم على أمن وسلامة اليمن فوق كل شيء. ومن الأمور المبشرة بذلك عودة النوارس المهجرة إلى شواطئ أمها اليمن من قيادات الحزب اليمني العريق رابطة أبناء اليمن وعلى رأسهم الأستاذ عبدالرحمن الجفري ومحسن محمد بن فريد، عوداً حميداً حللتم بين أهلكم ونزلتم إلى أرضكم سهلاً وجبلاً وواد وصحراء. هكذا تتنامى الأعراس الديمقراطية وتبشر بالخير العميم وأياً كانت الأمور التي تدور على الطاولات وأياً كان الحوارات، المهم أن يكون هناك حوار، المهم أن تتم بهجتنا بالسلم والنقاش والحوار الديمقراطي الحر الذي يكفل حرية وكرامة الإنسان اليمني الواحد، وأن هذه البوادر كلها مبشرة بيقظة مرشح المؤتمر الرئيس الحالي لليمن الذي لسان حاله يقول جزى الله الانتخابات عني كل خير أرتني من هو صديق المصلحة العليا للوطن، ومن يسيء إلى بلاده وشعبه. نعم الشعب الذي حينما يتطلب الأمر يبذل الغالي والنفيس في سبيل البلاد بلا تكاسل أو بخل، والبسطاء الذين يحبون بلدهم بكل ما فيها حتى لو تعاطوا مع الواقع الديمقراطي بقلة وعي، أو عاطفية، أو عصبية ناتجة عن الفرحة والأمل المبالغ فيه ليس إلا، مع ذلك نتمنى من المرشح الذي سيستقر بالبلد أن يستفيد من كل ما يدور من نقد وأن يتتبع إشارات الأصابع التي حددت الأخطاء والهنات، وأن يستكملها مهما كان الثمن فالشعب مع كل ماهو حق وخير وعدل. وأياً كان الفائز وجماعته وحزبه، فالأمل أن يكون الفائز الأول والأخير هو اليمن، وأن ينصب اهتمام الحاكم المقبل على إصلاح المسار النهضوي اليمني، ووضعها مجدداً على مسار التنمية الحضارية لتقوم بالدور المأمول منها لصالح شعبها ونمائه، ولصالح الإقليم والمنطقة بشكل عام، وأن يتم الاتكاء تماماً على مفصلية المشاركة في الحكم بحيث تسهم كل القدرات اليمنية في النهوض بالبلاد من وعثاء الهم والغلاء والفوضى التي نكون عميان وكذابين إن أنكرناها.. صحيح أن بلادنا ليست الأسوأ لكن هذا لا يمنع أنه باطل لابد أن يزول وأن يحارب حتى يصح الصحيح ويسود العدل والخير والحق، وبغير ذلك فالخطر قادم أيا كان الحاكم المقبل فإنه ومهما كان صبر هذا الشعب ومرونته فلا بد له من أن ينفد في يوم ما وأن يكسر كل كمامات الخجل والخوف، عندها لن يخاف في الفاسد لومة لائم ولا تأخذه به رحمة. السلام على اليمن وأهلها يوم الاقتراع ويوم إعلان النتائج ويوم تسليم السلطة ويوم تبعث سعيدة من جديد، ومرحباً بعودة كل طائر يماني من صقاع الأرض قاطبة في كل وقت وحين.