للحد من الأوضاع المأسوية المستمرة التي تعيشها محافظة ريمة حتى بعد إعلانها محافظة والتي لم تشهد بنيتها التحتية سوى 5% من مشاريعها المعلنة على الواقع، مازالت تعاني حتى من عدم وجود سيارة إسعاف، فشبكة الطرق متعثرة، وتفتقد ريمة لأبسط الخدمات الصحية فليس فيها مركز طبي نموذجي يحد من سفر المرضى إلى محافظات مجاورة أو إلى الأمانة، أما تعليم الفتاة في أدنى المستويات، وحتى الذكور من أبناء المحافظة، نسبة 56% منهم يكملون المرحلة الثانوية، غير أن نسبة الملتحقين بالجامعات لم تتجاوز 1% لأسباب عديدة أبرزها الفقر وحاجة الأسرة لعمل أبنائها، وعدم قدرتها على تحمل تكاليف دراسته الجامعية، الاستقرار في المحافظة والحد من الهجرة الداخلية لم يتحقق بعد على الرغم من مرور أكثر من 5سنوات على إعلانها محافظة؛ لأن أكثر من 50% من الدرجات الوظيفية تعطى لأشخاص من محافظات أخرى ليسوا ملزمين حتى بالدوام، وهو الأمر الذي مثل أبرز معوقات تحقيق تنمية جدية بالمحافظة، في حين المئات من حملة التخصصات الجامعية المختلفة من أبناء المحافظة لا يحصلون على الدرجة الوظيفية إلا بعد أن يجتاز معظمهم محطة إنفاق مبالغ ما بين 300 -400 ألف ريال لشراء الوظيفة. المحافظة وعلى الرغم من كونها سياحية بمناظرها وحصونها وقلاعها فإن البنية التحتية للسياحة وجلب السياح لم ينفذ منها شيئاً حتى الآن، لا فنادق ولا مطاعم، ولا مشاريع مياه. من أجل هذه القضايا كافة وغيرها، وفي سبيل عرض هموم أبناء المحافظة، ومناقشة قضاياهم وتبصير المعنيين والرفع إليهم بمواطن القصور والخلل، وتقديم البدائل المناسبة والحلول في الوقت ذاته، ومتابعة إدارة المحافظة، وتثقيف المواطنين بما يدور حولهم، وما يجب عمله، عُقد الجمعة الماضية بأمانة العاصمة برعاية الشيخ علي محمد الضبيبي اجتماع تشاوري ضم عدداً من المثقفين والإعلاميين وأعضاء مجلس النواب والشخصيات الاجتماعية من أبناء المحافظة لمناقشة جملة من القضايا آنفة الذكر وكيفية التعاطي معها. وخلص الاجتماع إلى إقرار إنشاء منتدى أبناء ريمة الثقافي الاجتماعي باعتباره الإطار المناسب لتوحيد رؤية وأداء أبناء المحافظة بمختلف أطيافهم السياسية والاجتماعية والثقافية، المعني بعرض معاناة ومشاكل المحافظة، وما تحتاجه، وبوسائل فكرية وثقافية بما يخدم المصلحة العامة للمحافظة وبعيداً عن أي توجهات سياسية. وقد تم تحديد اللجنة التحضيرية للقيام بمهام صياغة مشروع المنتدى، ومتابعة الشئون الاجتماعية، لاستكمال الإجراء القانوني الذي سيتيح للمنتدى بدء مزاولة أعماله وفق الأطر القانونية المعمول بها في بلادنا. الجدير ذكره أن الجميع يعوِّل على هذا المنتدى أن يكون نقطة تحول هامة في حياة أبناء ريمة، ومؤسسة مدنية مستقلة، تساعد في الحد من الفساد والظلم اللذين عانتهما وتعانيهما المحافظة حتى الآن. تجدر الإشارة إلى أن صحيفة الكرامة المحلية هي التي تولت تنظيم هذا الاجتماع، والاجتماعات القادمة.