أجمع المحتفون باليوم العالمي لليتيم على ضرورة نشوء علاقة أكثر إيجابية بين المجتمع ومؤسسات رعاية الأيتام التي يجب أن تصب في أنشطتها المزيد من الجهود والقدرات المتعددة لإعانتها على أداء رسالتها السامية. وأكد المتحدثون في (مهرجان الرحمة) الذي نظمته اليوم الأحد بصنعاء مؤسسة الرحمة للتنمية الإنسانية تحت شعار (حتى لا يقهر اليتيم) بالتزامن مع ذكرى مولد رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام وذكرى اليوم العالمي لليتيم، على أن مؤسسات رعاية الأيتام لم تحظ بعد بالإسناد المجتمعي اللازم وهو ماجعل الأخ رئيس الجمهورية يحث فاعلي الخير على الجود والسخاء لدعم هذا العمل الخيري والإنساني مؤكداً ضرورة أن يكون ذلك الدعم في كل وقت وأن لا يكون موسمياً وأن يكون بشتى الوسائل الممكنة. ومن جانبه أعلن الرئيس خلال حضوره فعاليات المهرجان عن منح مؤسسة الرحمة للتنمية الإنسانية قطعة أرض لبناء مساكن للأيتام وأصدر توجيهاته لوزارة الشئون الاجتماعية والعمل برفع الدعم المقدم من الوزارة لهذه المؤسسة من 200 ألف إلى 500 ألف ريال شهرياً، فضلاً عن توجيهاته باعتماد مبلغ نصف مليار ريال للبدء ببناء مساكن للأيتام. من جهتها أوضحت رقية عبد الله الحجري رئيسة مؤسسة الرحمة أن الاهتمام بالأيتام يحمي المجتمع من عواقب تهدده بمستقبل خطير، واستعرضت المعوقات التي تحول دون توسع خدمات المؤسسة التي تكفل حالياً أكثر من 400 يتيمة ويتيم، ومنها المعوقات المادية، موضحة أن المؤسسة تعتمد على الهبات والمنح والتبرعات، مشددة من هذا المنطلق على فكرة الأسهم الوقفية باعتبارها حققت نجاحاً في كثير من بلدان العالم من أجل تأمين المستقبل الآمن للأيتام. المهرجان الذي تضمن جملة من فعاليات التعريف بحجم مشكلة اليتيم في اليمن، ومستوى المعاناة التي يتجرعونها، وأوضاع المؤسسات الخيرية المعنية برعايتهم شهد إعلان عدد من المتبرعين عن تبرعات لصالح المؤسسة تنوعت بين المالية أو العينية والوقفية علاوة على الخدمات التعليمية والصحية وغيرها. يذكر أن مؤسسة الرحمة للتنمية الإنسانية تأسست في 31 ديسمبر 2003م كنتيجة لتطور آلية العمل في دار الرحمة لرعاية وإيواء اليتيمات التي تأسست في 23 أكتوبر 2000م، وهي مؤسسة خيرية غير ربحية تعتني بفئة الأيتام وأسرهم حيث تسعى إلى احتضان الأيتام واليتيمات من المحافظات اليمنية من خلال توفير المأوى الآمن لهم بكل ما يحتويه من احتياجات أولية من غذاء وملبس ورعاية تربوية وصحية إضافة إلى إلحاقهم بمدارس نموذجية وإقامة برامج التدريب لهم بهدف إعادة دمجهم في المجتمع وتوفير الحياة الكريمة لهم. وتتكون المشاريع الحالية للمؤسسة من دار الرحمة لإيواء ورعاية اليتيمات كذا دار الفرسان لإيواء ورعاية الأيتام إلى جانب دار سنان لرعاية اليتيمات دون سن السادسة بالإضافة إلى المركز الثقافي للغات، فضلاً عن مركز الريادة للخدمات الإنسانية. ويقول القائمون على المؤسسة إن أجندتها المستقبلية تتضمن أما المشاريع المستقبلية فتتضمن الطفولة الآمنة، تأهيل الأيتام، دار استقبال الحالات الإنسانية الطارئة (إيواء مؤقت)، افتتاح دور أخرى في بعض محافظات الجمهورية، بالإضافة إلى مركز تدريب على فنون التجميل ومشغل للخياطة. وأضافوا إن المؤسسة تسعى لزيادة دخلها من خلال ابتكار مشاريع استثمارية تتضمن الفرن الاستثماري، الأسهم الخيرية، السجاد اليدوي، ومدرسة استثمارية (تحت الإنشاء). وتضم المؤسسة حالياً 92 يتيمة و56 يتيماً في السكن الداخلي كما ترعى 250 يتيمة ويتيم في أحضان أسرهم حيث يمارسون حياتهم الطبيعية في ظل رعاية المؤسسة، علاوة على أن هناك من اليتيمات والأيتام من تكفلهم المؤسسة في ظل الأسر البديلة وخاصة اليتيمات والأيتام مجهولي الأبوين.